يوميات الثورة .. المقاولة تحت راية (السياسة مصالح) !
( أينما تكون المصلحة فثم شرع الله ) قاعدة فقهية أثارت كثير من الجدل بين فقهاء الدين شبيه بما تثيره قاعدة (السياسة مصالح بين فقهاء السياسة ؛ أتفق معكم إخوتي بأن السياسة مصالح ولكني أختلف معكم في مفهوم المصلحة وحدودها المشروعة والفرق بينها وبين بؤس المآل والتصور !؛
المصلحة عنوان كبير وعريض تختلف رؤيتها والنظر إليها باختلاف الرأي والرائي والرؤية ،
هناك من ينظر إلى المصلحة من زاوية مصلحته الفردية الأنانية الضيقة التي يرى أنها تؤمِّن له وهم حياة آمنة وعيش رغيد هو وأسرته التي ينظر اليها بالمعنى الضيق دون أن يدرك أو يكترث لما قد يسببه هو وأمثاله من أضرار على الأسرة بمفهوم (المجتمع ) ؛
تلك الرؤية الأنانية للمصلحة هي جوهر المشكلة خاصة إذا كان صاحبها صاحب سلطة أو قرار أي قادر على تجنيد مصلحة المجتمع لمصالحه الضيقة ، أي بؤس هذا ؟؟!!؛
نحن فعلاً مع قاعدة (السياسة مصالح حين يكون المقصود بالمصلحة مصلحة المجتمع أي (مجموع مصالح الأفراد والجماعات والأسر وبهذا المعنى ستكون المصلحة شاملة جامعة ولن يستقيم مفهوم المصلحة في السياسة إلا بهذا المفهوم ؛
وجوهر البحث عن المصلحة بهذا المعنى هو جوهر ومنطلق الروح الوطنية التي يفترض أن يتحلى بها كل فرد من أفراد المجتمع وتهيمن على فهم وتصرف مصدر القرار لأن حاصل جمعها ببساطة يمثل مصلحة المجتمع أي المدار الذي ينبغي أن تدور حوله السياسة ! ،
بهذا المفهوم عن المصلحة نتفق معكم يا أصحاب قاعدة (السياسة مصالح ) !؛
ونعتقد أنه لو كان ذلك هو المفهوم القائد لعقول الذين وصلوا إلى موقع القيادة بطرق وأساليب مختلفة لما وصلت اليمن إلى ما وصلت اليه من أحوال وأهوال ! ،
من وصل إلى موقع السلطة والقرار استغل موقعه لتجنيد المصلحة بالمفهوم المجتمعي لمصالحه وأسرته ومقربيه وبذلك ضعفت اليمن وصارت لقمة سائغة لهذا العدوان البدوي الهمجي المستقوي على هذا البلد بأقوى دولة في العالم تسيطرعلى قرار مايسمى الشرعية الدولية وبذلك أضاع من قفز إلى موقع القرار المصلحة العامة ولن تدوم مصالحه الخاصة المؤسسة على الوهم !! ،
في مثل هذه الظروف يحدثك البعض عن القاعدة التي تسيطر على ذهنه ( السياسة مصالح ) وهو يرنو لتبرير وقوفه ومن على شاكلته مع أمريكا والسعودية والكيان الصهيوني ومن تحالف معها ضد وطنه وأهله في نفس الوقت الذي تقوم فيه هذه الدول بشكل يومي وممنهج وبأفتك الأسلحة وأحدثها بضرب كل شبر في وطنه وتدمير بناه التحتية،
يقول لك بكل برود أعصاب وبلغة الناصح يا أستاذ : لا يوجد عداوات دائمة ولا صداقات دائمة بل مصالح دائمة !!!!،
لكأنه يعيش في غيبوبة كاملة عما يجري على أرض الواقع وانه يعتقد أن بإمكانه الفصل بين القول والفعل أو انه لا يهتم بمعرفة كيف تتحرك المصلحة من موقع إلى موقع وما معنى القاعدة التي يرددها والفرق بين المعنى الذي يجره كالنعجة وبين المعنى السياسي والموضوعي لها !!؛
يريد أو يراد لهذا البائس أن يكون صدىً لقادته الذين أثبتت الأحداث والأيام أنهم بلا طعم ولا رائحة وأن المصلحة في نظرهم هي مصلحتهم الشخصية المتخيلة المناقضة كلياً لمصلحة مجتمعهم ووطنهم ولولم يكن الأمر كذلك فأي معنى للوطن والمواطنة هذاالذي يرى المصلحة في الوقوف مع من احتل جزءاً من الوطن ماضياً ولايزال وهو اليوم يدمر الجزء المتبقي منه و من له دور بارز وواضح في زرع الفسادوأنواع الفتن ما ظهر منها ومابطن !!!، ولايزال يرعى الفاسدين والإرهابيين ويضع كل إمكاناته في سبيل ذلك بل ويمول تحالفاً عربياً وعالمياً لإبقاء هذا الوطن يجره المقاولون باسم قاعدة (السياسة مصالح) للبقاء تحت هيمنته وسلطانه !!!…