رحم الله أيام “غدامس”

حسين البكري

إن الأيام التي عشتها في واحة غدامس الليبية لم تكن مريحة مائها مالح ودرجة حرارتها فوق الأربعين أما الأفاعي السامة بأنواعها والعقارب موجودة في أنحاءها بدأت إقامتي والعمل فيها من عام 1917م اشتقت فيها إلى اللحم والحضر والفواكه والخبز وكانت عادتي حمل بندقية الصيد لحاجتي إلى لحم الطيور وحين مررت بالطريق الرئيسي التقيت بالأستاذ عبدالرحمن من السكان الأصليين الذي كان يحدثني عن تاريخ الواحة حتى أنهو، أشار بيده إلى مقبرة قديمة فالرمال متحركة غطت نصف قبورها المنسية سألته عنها فأجاب: أنها قبور الفاتحين “اليمنيين” الذين قتلوا منا وقتلنا منهم كانوا مخلصين في هدايتنا للإسلام وكان أجدادنا يقولون لهم : عودوا إلى بلادكم اليمن أولادكم وأهلكم بانتظاركم حتى إن الإقامة في واحتنا صعبة وكانوا يردون بصوت واحد لم نترككم وانتم تعبدون الأوثان وهذا ما حصل بالفعل غادرونا مهنئين الحمد لله على اعتناقكم للإسلام رحلوا ثم سألته فأجاب: هل تصدق أن أسلحتهم وعتادهم كانت مجرد سيوف قليلة وبنادق معدودة وقديمة وجملهم واحد كانوا يبحثون عن الشهادة في سبيل الله لا عن متعة الحياة الثانية رحمهم الله لقد شاركو في فتح بلاد المغرب العربي والأندلس كانت اليمن تشغل بالهم.
مشتاقون إلى أهلهم وقراهم وإلى اليمن

قد يعجبك ايضا