الكتابة في زمن الحرب
عبدالرحمن مطهر
عاتبني الكثير من الأصدقاء عن سبب توقفي عن الكتابة وعن كل إشكال العمل الصحفي منذ بداية العدوان وحقيقة أن سبب التوقف يرجع إلى الكثير من الأسباب لعل أبرزها توقف صحيفة الجمهورية التي أعمل فيها مديراً للمكتب الصحفي للصحيفة بصنعاء وأيضا نهبها ممن يصفون أنفسهم المقاومة في الحالمة تعز، وكذلك عن حيرتي ماذا اكتب ولمن اكتب في زمن الحرب.
هل أكتب مثلا عن أكذوبة الشرعية والتي بسببها تتم إبادة الشعب اليمني ويتم تدمير كل مقومات الحياة في اليمن، على مرأى ومسمع العالم بل ومباركة ومشاركة الأشقاء والأصدقاء أيضاً، وبتأييد من الجامعة العربية حيث اختلفوا في كل شيء وتوحدوا فقط في إبادة الشعب اليمني بسبب بريق الريال السعودي.
أو أكتب عن ممثل مفوضية حقوق الإنسان في اليمن والذي قال عنه عبده هادي وحكومته بأنه شخص غير مرغوب بوجوده في اليمن فقط لأنه كشف على استحياء بعض جرائم حرب مملكة العدوان على اليمن خاصة عندما كشف أن ضحايا قصف طيران العدوان في تعز أكثر بكثير من ضحايا الحرب الدائرة بين الجيش واللجان الشعبية ومرتزقة العدوان المدعومين بالجنجويد والبلاك ووتر وووو إلخ.
أو اكتب مثلا عن محافظة صعدة هذه المحافظة المنكوبة والباسلة والمنسية والتي اعتبرها العدو السعودي بكل ما فيها هدفاً عسكرياً لصواريخ طيرانه، لا لشيء سوى لإشباع غروره وغطرسته فدمر واحرق كل شيء فيها من بشر وحجر وشجر دون أن يتحرك الضمير العالمي.
أو أكتب مثلا عن العاصمة صنعاء مدينة التاريخ والحضارة والمجد والخلود مدينة سام بن نوح عليه السلام هذه المدينة الحاضنة لكل اليمنيين بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية والمذهبية ومحاولة العدوان ومرتزقته الانتقام من الشعب اليمني وصبره وصموده الأسطوري في وجه آلة الاستكبار العالمي والسعودي من خلال تدمير هذه المدينة أو الترويج لذلك ومحاولة طمس كل معالم الحياة فيها.
أو نكتب عن حقد آل سعود على مختلف المصانع والمزارع التي جعل منها العدوان من أبرز بنك أهدافه في اليمن منذ اليوم الأول لعدوانه، فيتم استهدافها وتدميرها بشكل مباشر لتجويع وتركيع الشعب اليمني.
أو أكتب عن تمزق النسيج الاجتماعي بسبب التدخل في الشأن اليمني والعدوان السعودي على اليمن وبسبب العصابة التي تريد حكم اليمن حتى ولو على دماء الأطفال والنساء والأبرياء تحت مسمى شرعية عبده هادي المزعومة.
أو أكتب مثلا عن الحصار الخانق لليمن كل اليمن من البر والجو والبحر ومنع الغذاء والدواء عن الشعب اليمني لرفضه الخنوع والخضوع إلا لله سبحانه وتعالى.
أو نكتب عن الفساد والفيد والفيد الآخر تحت مسميات شرعية الثورة والشراكة والجهاد وغيرها من المسميات دون أن نجد فعلا تغير في مكافحة سرطان الفساد الذي نهش جسد مختلف مؤسسات الدولة.
أو أكتب مثلا عن البطولات الأسطورية التي يسجلها وما يزال الجيش والمقاتل اليمني في جبهات الحدود بسلاحه الشخصي والمتواضع دفاعا عن الأرض والعرض والعزة والكرامة، فكل تلك المواضيع وغيرها تحتاج إلى مجلدات وليس إلى أسطر عابره هنا أو هناك، ولكن لمن نكتب ومن يقرأ في زمن الحرب؟