أعراب

عبدالمجيد التركي
وجعٌ يحرِّضني على الكتابة، وينبش بمعوله في مناجم الضوء، ويدعوني إلى نشر مواجعي- التي ما تزال مبلولة- على حبل خرافي.. كما لو أنه يدعوني لمأدبة غداء!!
لا يعرف هذا الوجع أن الدخان يتصاعد من هذا القلب كأنه في حفلة شواء دائمة، أو كأنه أحد مطابخ حاتم الطائي الذي تغلَّب سفهُه على كرمه.
نعم، كان حاتم الطائي كريماً، لكنه لن يكون أكثر كرماً من زين العابدين علي بن الحسين، لكننا نتعامل مع التاريخ كما لو أنه مقدس، ونسلِّم بكل ما جاء فيه كما لو أنه نزل من السماء..
تماماً كما كانت الخنساء مبالغة في حزنها على أخيها صخر، فنصَّبناها أيقونة للحزن والصبر، مع أن هناك- في الهامش- من صَبَر أكثر من الخنساء، لكن نقاد الأدب كانوا يحتفون بالأسماء النسوية ويطبِّلون لها، تماماً كما يحدث اليوم في المؤسسات الثقافية والصحف الأدبية.
نحن العرب “ظاهرة صوتية”.. نحتفي بحجر الأساس فقط، ولا نتساءل بعد سنوات هل تم بناء ذلك المشروع أم لا.. لذلك ما زالت عقولنا متوقفة عند حجر الأساس.. لأننا ننتشي بكذبة، ونعيش عليها وقتاً طويلاً يكفي لنسيان الصدق..
منذ أزمنة غابرة والأعراب ما زالوا كما هم، مسكونين بالصحراء، كما هو حال آل سعود اليوم، فقد تدفقت منهم كل مساوئ العرب والأعراب جميعاً، وقد ظهر قرن الشيطان الذي حذرنا منه النبي الأعظم، حين أشار إلى نجد والحجاز وقال: من هنا يطلع قرن الشيطان.
سينكسر قرن الشيطان، وستعود اليمن كما كانت وأفضل، أما آل سعود فقد بدأ العد التنازلي لانحدارهم نحو الهاوية.

magid711761445@gmail.co

قد يعجبك ايضا