في وداع عام كارثي
الحسن الجلال
حمل عام 2015م عصاه ورحل، كعجوز أنهكته الجراح ودمرته الصراعات .. رحل وهو يخفي خجله كعام كارثي تملؤه الدماء التي لم تملأ مثلها قط ما سبقه من أعوام العقد الثاني من الألفية الجديدة .. رحل عام المعاناة المريرة عام المفاجآت الجسيمة .. رحل يلملم بقاياه على حزن محياه .. لا يتمنى أن يكون صنوه القادم مثله في أحزانه وآلامه في كوارثه وحروبه ولا مثله في قدر الدماء التي سالت فيه..
عام سقطت فيه الأقنعة وصال فيه الباطل وجال .. وغطى أزيز الطائرات ودوي القنابل على أصوات الأذان .. عام بدأه اليمانيون بأحلامهم المشروعة في نيل حقوقهم المسلوبة .. فأبى أعداء الحياة إلا سلب حقوقهم وتدمير أحلامهم .. محاولين كسر صمودهم العصي على الانكسار.
رحل عام 2015م ورغم كل أوجاعه لم تخل شهوره من حسنات جاد بها على الشعب العظيم الذي كشفت لهم حقيقة كثير الذين أدمنوا التبعية وتربوا على سلب الإرادة المسلوبة .. وكشف له حقيقة جيرانهم الذين قدم لهم اليمن سواعد أبنائه لتبني أوطانهم فقدموا هم لليمن قنابلهم لتحرق أبناءه .. وبقدر ما كانت هذه الحقيقة مؤلمة بقدر ما كانت هبة من العام المنصرم للشعب اليمني كي يبني مستقبله بعيداً عن خلط الأوراق وافتراض النوايا الحسنة..
وداعاً عام 2015م، نقولها لك وكلنا إصرار على علاج جراحنا وجمع صفوفنا والمضي قدماً في تحقيق أحلامنا، أياً كان ثمن حريتنا واستقلالنا وتطورنا .. ولا نامت أعين الجبناء.