تحقيق/ مراد الصالحي
أطفال اليمن بين استهدافهم المباشر وغير المباشر من خلال العدوان الذي تقوم به جارة السوء عبر هداياها المميتة والقاتلة.
هذا ما أكدته وزارة الصحة اليمنية حين أعلنت عن آخر حصيلة لضحايا العدوان منذ بدايته وحتى الآن والتي بلغت واحداً وعشرين ألف قتيل وجريح جلهم من الأطفال والنساء ناهيل عن ما يتسبب به العدوان من أضرار نفسية واجتماعية للأطفال بتخويفهم وزرع الهلع في نفوسهم.
حول هذا الموضوع قامت «الأسرة» بإجراء التحقيق التالي وهاكم التفاصيل:
البداية كانت مع الطفلة رؤى خالد, طالبة في الصف السادس من المرحلة الأساسية, تحدثت عن قصتها مع الخوف من تحليق وقصف طيران العدوان السعودي قائلة: عندما أكون أنا وزميلاتي في فصل الدراسة ما إن نسمع أصوات تحليق الطائرات وقصفها ورد الدفاعات الجوية عليها نشعر بالرعب والفزع الشديد فنصرخ وننهض من كراسينا وبلا شعور إلى خلف معلمتنا بجانب السبورة لنحتمي بها والتي تقوم بدورها بتطميننا وتخفيف نسبة الخوف لدينا وتأكد لنا دائما أن الضرب بعيد عن المدرسة ومع ذلك لا نرجع إلى كراسينا إلا بعد أن تنتهي أصوات تلك التحليقات ودوى الانفجارات.
مواصلة التعليم
واسترسلت قائلة: لقد حدثت أهلي برغبتي بالتوقف عن الدراسة إلا أن ردهم كان بتشجيعي على الاستمرار لأن ما يهدف إليه العدوان السعودي هو ايقاف العملية التعليمية وخلق جيل ضعيف غير مسلح بالتعليم.
الهلع والخوف
أم هاني لديها ثلاثة أطفال بنت وولدان أكبرهم ثماني سنوات وأصغرهم ثلاث سنوات تحدثت لنا بحرقة عن خوفها وأطفالها مما يشاهدونه عبر شاشات التلفاز من مذابح وجرائم يرتكبها العدوان السعودي وحلفاؤه مشيرة إلى أنها كانت قبل بدء العدوان تعيش مع زوجها وأطفالها حياة آمنه وفي راحة نفسية واجتماعية مستقرة غير أن ما عكر تلك الراحة وزعزع ذلك الاستقرار هو العدوان الغاشم على بلادنا حسب قولها لافته إلى أن الحرب تسببت في تعرضها وأطفالها للخوف والهلع والقلق من أن يكونوا هدفاً لذلك القصف الوحشي, وذكرت أن أولادها أصبحوا غير قادرين على الجلوس بمفردهم فيظلون ملازمين لها حتى أثناء طهيها للطعام بالمطبخ وكذا أثناء الليل لا ينامون إلا معها بل إنهم يستفيقون من نومهم عدة مرات ليتأكدوا من وجودها إلى جانبهم.
قطر الحديد
وتضيف بالقول: لقد حاولت طيلة أشهر الحرب الماضية أن أعزز لدى أبنائي الثقة بالنفس والتخفيف من آثار الفزع والخوف لديهم فأنجح في ذلك مؤقتاً فما ان تأتي أصوات الطائرات والقصف الذي تحدثه حتى يتبخر ذلك الجهد وأرى في أعينهم الذعر والخوف والرغبة في البكاء فأضطر في بعض الأوقات لأعطائهم دواء «قطر الحديد» خوفاً من أن يصابوا بمرض السكر.
يلعبون أثناء القصف
أما محمد علي زيد, فله رأى مخالف لمن سبقه, فقد قال: أن أبنائي لا تخيفهم أصوات غارات الطائرات والانفجارات فهم يلعبون مع أقرانهم في الشارع أثناء تلك التحليقات والانفجارات لكون العدوان السعودي يقصف من قبل عشرة أشهر ولازال مما جعل الكثير من الأطفال يتعودون على ذلك.
الأغماء والكوابيس
من جانب آخر التقينا باخصائي علم النفس إبراهيم فائز مهدي وسألناه عن ما هي المشاكل النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الأطفال بسبب الحرب؟؟ وكيف يمكن معالجة الآثار النفسية الناجمة عنها وعلى عاتق من تكون تلك المعالجة؟؟ فأجانبا قائلاً»: لا شك أن ما يتعرض له أطفال اليمن وأسرهم من حرب إبادة ومجاوزر من قبل العدوان السعودي وحلفائه تخلف الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية للأطفال وأهاليهم فتلك الجرائم المتمثلة بالقصف بجميع أنواع الصواريخ وكذلك القاء القنابل العنقودية والفراغية المحرمة دولياً على مساكن المواطنين والمدارس وغيرها من البنية التحتية تسبب في الهلع والخوف لدى الأطفال حيث أصبح بعضهم عرضة للإغماء أحياناً والبعض الآخر تراودهم كوابيس وأحلام مزعجة أثناء نومهم وآخرون يعانون من الأنطواء والعزلة كما أن منهم من يتولد لديهم عدوانية ضد اقرانهم وأقاربهم.
التقليل من مخاوفهم
وقال: إن معالجة آثار الحرب النفسية والاجتماعية لدى الأطفال تقع على عاتق الوالدين بالدرجة الأولى في التقليل من القلق النفسي والمخاوف لدى أبنائهم. بتشجيعهم وأشعارهم أنهم في أمان بجوارهم ويحاولون قدر الامكان أبعاد أبنائهم من رؤية المشاهد الدموية للعدوان كما أن على عاتق المعلمين والمعلمات تشجيع الطلاب والطالبات والوقوف معهم والتخفيف عنهم وأفهامهم بأن القلق والخوف في الحروب مشاعر طبيعية لا يمكن أن تكون عائقاً أمام مستقبلهم.
مخالفه لتعاليم الإسلام
من جهته رجل الدين الشيخ عبدالغني حميد أولى بدلوه في هذا الموضوع حيث قال: إن الدين الإسلامي الحنيف يحرم تخويف وترويع النساء والأطفال وكذلك الرجال سواء كان هذا الترويع بالقول أو بالفعل وسواء كان على سبيل الجد أو اللعب وهذا ما أكده رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً» فماذا سيقول حكام آل سعود لرب العالمين وهم يشنون حرب ابادة وحقد تستهدف بالدرجة الأولى المدنيين الآمنين في بيوتهم مخالفين في ذلك لتعاليم الدين الإسلامي الذي حرم قتل أو ترويع أو إرهاب النساء والأطفال.