عدن غير
عبدالفتاح علي البنوس
الطفرة التنموية والحضارية التي وصلت إليها مدينة عدن عقب تحقيق الوحدة المباركة أبهرت كل الزائرين لها وأدهشت كل من اقترب من هذه الإنجازات والمكاسب التي تحققت طيلة السنوات الماضية حيث رفعوا شعار “عدن اليوم غير” قياسا على حجم التحولات التي تشهدها كل عام والتي جعلت منها من المدن الصناعية البارزة والتي تمتلك الكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة.
والمتأمل اليوم لما آلت إليه الأوضاع في عدن يشعر بالحسرة والأسى حيث أصبحت عدن اليوم غير عدن الأمس ، فعدن اليوم تحولت إلى حمام دم وبؤرة للإرهاب والإجرام ومأوى للغزاة والمحتلين والمرتزقة من كل دول العالم، فلا أمن ولا أمان لا تنمية ولا استثمار ولا حتى حياة طبيعية ، الخوف والرعب يحاصر سكانها والاغتيالات تستهدف خيرة أبناءها ، استهداف ممنهج للبنية التحتية وتسابق إماراتي سعودي محموم على استغلال ثرواتها ومواردها ومقوماتها الاستثمارية.
عدن اليوم غير بعد أن اكتست الوشاح الأسود على طريق دعشنتها وتدمير ما تبقى من المنشآت الحيوية فيها ،عدن اليوم فريسة ينهش في جسدها داعش والقاعدة والغزاة والمرتزقة والعملاء ويجعلون منها صفقة سياسية يتنافسون على من يظفر بها دونما إستشعار لخطورة الأوضاع والتداعيات المستقبلية لها.
كل ذلك يجري في عدن والمشكلة أن المخطط المرسوم لها فيه من الفضاعة ما يستدعي تحرك الشرفاء من أبناء عدن لإنقاذ مدينتهم وإحباط مخططات الأعداء والعملاء التي تحاك ضدها دون الحاجة إلى الصمت والفرجة وخصوصا أن أدوات التخريب والدمار والقتل والإرهاب والإجرام تعمل دونما كلل أو ملل تحت إغراء الدرهم الإمارتي والريال السعودي من أجل أن تكون عدن اليوم غير عدن التي كانت والتي كنا نحلم ونطمح أن تكون في المستقبل.
الإماراتيون عيونهم على المنطقة الحرة والاستغلال لموقع عدن الاستراتيجي لخدمة مصالحها وتعزيز نفوذها وتحصين شركة موانئ دبي ‘ والسعوديون يريدون العودة باليمن واليمنيين لبيت الطاعة عبر بوابة عدن ‘وأمريكا تريد الخراب والدمار والحفاظ على مصالحها وتركيع وإذلال حكام السعودية والإمارات عبر ملف عدوانهم على اليمن .