ليت سلمان يسمع ….!!!!

أنيسة جبر الصيادي

**ليت سلمان يسمع حديث المواطن اليمني في الشارع ليعلم حينها كم كان غبيا حين اتخذ قرار الحرب على بلد سكانه هؤلاء ..ليت سلمان يرى عين المواطن اليمني حين يتحدث عن بطولات الجيش في الحدود سيرى فخرا واعتزازا  إيمانا عميقا بالنصر و تفاؤلا عجيبا سيعجز عن معرفة مصدره, سيرى رغبة عارمة وشوقا كبيرا للمشاركة في صنع هذه البطولات .
**ياليت سلمان يرى عين المواطن اليمني حين يتذكر أهداف طائرات العدو ليرى بنفسه ذلك اللهب المتطاير ذلك العزم الأكيد بضرورة الرد عليهم سيشاهد تصميما ورغبة حقيقية في الموت دفاعا عن هذا البلد وعن عزته وكرامته .
**ليت سلمان كان معي في رحلة سفري من صنعاء إلى رداع ليسمع بنفسه حقيقة نبض الشارع اليمني ليرى بنفسه المعنى الحقيقي للشجاعة والبسالة اليمنية التي كسرت اسطورة أساطيله وتحالفه البغيض ..ليلمس بنفسه  أنه اخطأ جين قرر أن يناصب العداء لهذا المواطن الذي تعامل معه على أساس أنه فقير وذليل ليأتي الواقع ويكشف له بأن هذا المواطن هو عنوان العزة والبسالة وانه سيد نفسه وسيد وطنه لا يقبل أن يهان أو يضام فرغم أنهم مواطنون عاديون وليسوا أفراد جيش الا أنهم اساتذة في علم الحرب وأنواع الأسلحة وفقهاء في تاريخ الانتصار والصمود انه شعب لا يعرف في قاموسه ترف أو دلال بل هو مولود في الطين ومنشأه بين الحجارة فهو خليط بين القساوة والخشونة والعزم مؤكداً أن سلمان رأى بعضا من هذا الخليط على حدود بلاده وعلى الواقع ففي هذه الحرب التي وصلت للشهر العاشر لا زال شعبنا وسيظل صامدا لأنه نشأ على مبدأ الصمود والمرجله يتكيف سريعا مع المتغيرات ويبرمج نفسه أسرع على الأحداث شعب سيعيش طويلا ليظل يصارعكم ويذيقكم مرارة الذل والهوان التي أردتم أن تذيقوه إياها إلا أنه عكس اتجاه الكأس باتجاهكم وأصبحتم أنتم من تتجرعون المرارة والهزيمة والعار أما هذا الشعب الأبي إباء الجبال الشامخ شموخ اليمن عبر التاريخ انه يسخر منكم يسخر كثيرا ويتندر بسخفكم وتخبطكم فأنتم حين تقصفون المنشآت الحيوية والأحياء والمدارس  والطرق والجامعات إنما تؤكدون له بأنكم تهدفون إلى إذلاله كشعب وتكشفون له كم أنتم أغبياء حين تظنون أنه يصدق أكذوبة إنكم جئتم لمصلحته أو لتحريره.. شعبنا اليوم اتحد رغم الخلاف لأنه خلاف لا وقت له الآن سنتجاوزه بالطرق التي نريدها نحن لكننا سنتحد لنواجه طغيانكم ونمرغ أنفكم في التراب لكي تقروا بهزيمتكم وبأنكم أخطأتم بحقنا كشعب وكدولة ونحن نفعل ذلك نذيقكم المر بصمودنا وتوحدنا فهنيئا لك يا يمن شعبك الصامد …شعبك الرائع الذي يبتسم رغم الألم ويكافح رغم الجوع ويحيا ويتعلم ويعمل رغم الحصار.. شعبك الذي لن يترك أرضه أبدا للغزاة بل سيظل فيها مقاتلا ليقبر فيها كل الغزاة .
**ليت سلمان سمع صدى تلك الضحكات وتلك الفرحة العارمة حين يتحدثون عما يفعله توشكا والقاهر في أرضكم وفي نفسيتكم …أنا متأكدة لو انه رأى ما رأيت وسمع ما سمعت لأعتزل الحكم ولأغلق قنواته الفضائية التي تروج للوهم ولقرر الفرار بعيدا بعيدا جدا عن هؤلاء كي لا يصلوا إليه .
**ليت سلمان يرى ماذا يفعل المواطن اليمني حين تقصف طائرات الخسة والنذالة على أرضنا وشعبنا سينذهل حين يرى جموع من المواطنين يعتلون الأسطح ليصوروا ويتأملوا بأنفسهم وحشية عدوان الأشقاء.. سيرى جموعاً منهم يتسابق لموقع الضربة ليشاهد بنفسه الأضرار ويساعد في الإنقاذ انه شعب اليمن لا تتوقع أنه سيختبئ أو يتوارى أو يقبع في البدرون كما تفعلون كلا أنه يجري سريعا إلى السطح بمجرد أن يسمع صوت طائراتكم لأنه لا يخافكم ولا يخشاكم لا ترعبونه أبدا انه شعب اتخذ الله وكيلا عليكم فكونوا على استعداد للحساب الشديد منه .
**كم أتمنى أن يسمع هادي ومن معه حديث المواطنين في يومياتهم وطرقاتهم وخلال عملهم ونقاشاتهم فحينها فقط قد يخجلون من أنفسهم حين يدركون كم أصبحوا منبوذين ومرفوضين من قبل كل الشعب بجميع أطيافه وسيسخرون من أنفسهم ومن شرعيتهم المزعومة التي دفنت تحت أنقاض منازل المواطنين وداس عليها ابن الشهيد والأم الثكلى والشاب المجاهد .

قد يعجبك ايضا