حين يشرعن لثقافة الارتزاق
عبير عشيش
اقترحت سابقا أنه من المفترض على وزارة التربية والتعليم في اليمن إضافة مادة رئيسية إلى منهجها التعليمي وهي ” المرتزقة في اليمن ظهورهم ونشأتهم ” وأن تدرس من الصفوف الدراسية الأولى وتتخصص المادة في تاريخ ظهور المرتزقة والعوامل التي ساعدت على ظهورهم وأسباب تكاثرهم … وفي ذات الوقت تتعرض لأسباب تغاضي الدولة عنهم، ولتستفيد الأجيال القادمة من هذه المادة يجب أن تتضمن المادة حلولاً لكيفية اجتثاث المرتزقة والعملاء من أرض اليمن، وبالتالي ينشأ جيل جديد يحارب ثقافة الارتزاق والمرتزقة ولا يقبلها.
من اللافت أن ثقافة الارتزاق في اليمن كانت إلى وقت قريب مشروعة ولا تجد من يستنكرها على مستوى الفرد أو الدولة والنظام .. وأنا أعني هنا بالمشروعة حين تغاضت الدولة عن كل مرتزق .. بل شرعتها وسمحت لكبار رجال دولة ووجهات قبلية ودينية باستلام معاشاتهم الشهرية من الخارج .. حتى أن البعض من العامة عن نقص وعي وجهل يعتقد أن المرتزقة يوفرون مال الدولة ولذلك فهو عمل وطني يخدمون به اليمن، .. لذلك ما المانع في البحث عن مصادر رزق خارجية؟ وتعال يا هذا وذاك بعد ذلك ضع رجل على رجل وتحدث عن الولاء والانتماء والشرف بعد أن يمتلئ كرشك .. وللأسف نجد من يصفق أيضا عن جهل لذلك ما تشهده اليوم اليمن ومن سابق من صراعات وانقسامات وتكتلات كان للمرتزقة الدور الفاعل والكبير في تغذيتها وسيستمر دورها إذا لم يتم تغذية الروح الوطنية باجتثاث شرعية هذه الثقافة .. والضرب بكل صلافة على يد من يشرعنها.
ولا حل غير أن تغذى روح الانتماء للأرض ولا شيء غير الأرض .