اشتغالهم ضد الوطن شغلهم عنه
إبراهيم طلحة
انشغال المسؤولين الفارّين، وغير الفارّين كذلك، عن الوطن والمواطن شيء طبيعي ونتاج متوقَّع لأنهم يشتغلون ضده، فلا تتصوروا أن من يشتغل ضد وطنه سينشغل بقضايا الوطن وهموم المواطن..
من يعمَلون ضدَّ أوطانهم لا يمكن أن يعملوا لأجلها.. من يقيسون قضايا الوطن وفق مقاسات رغباتهم وأطماعهم الخاصة لا يمكن أن يهتموا لأمر العامة من الناس..
هناك نقد مقبول توجيهه أحيانًا إنما لمن فيه بقية.. أما من باع وطنه بِثَمنٍ بخسٍ دراهمَ معدودة وكان فيه من الزاهدين، فغير مقبول ولا مأمول من نقده خير يرجى..
من استلم ثمن الوطن وتاجر بدماء أبناء الوطن بيعًا وشراءً حسب حسابات مصالحه فلا نرجو أن يكون في ضميره ولا في قلبه حبة خردلٍ من خوفٍ على مقدّرات الوطن ومكاسبه مهما كان حجمها متواضعًا..
الوطن ليس حالة عاطفية وجدانية عابرة، كما يتصنع تقمُّصَها فلان من المسؤولين المتسولين من دولة إلى دولة والمتنقّلين من محطة فضائية إلى أخرى ليقضوا تفثَهُم وينفثوا حقدهم كلٌّ على طريقته الحزبية أو الحركية.. الوطن فوق مستوياتهم..
الوطن يستوعب الجميع نعم، ولكنه يضيق ذرعًا من استيعابهم، طالما وهم ينظرون إلى مسألة الوطنية من ركنٍ غير الركن اليماني!!