وديع العبسي –
في غير مناسبة يؤكد علي سيف حسن على الحاجة إلى التواصل المباشر مع أطراف الحراك الممانعة للحوار ربما لشعور أو قناعة أن هذا التواصل يمكن أن يزيل شيئا◌ٍ من الاحتقان على قاعدة تهيئة النفوس ما يمكن أن يمهد لقبول هذه الأطراف بالانخراط في المؤتمر.. وفي هذه الأوقات كانت الأمور على الأرض تسير وفق رؤية يغلب عليها فرضية قبول كل الحراك في نهاية المطاف بالمعالجات التي يتم إقرارها.
لا أدري إذا كان بالإمكان اليوم العمل بمقترح سيف وقد ظهرت لدى البعض هذه النزعات التدميرية التي تعطي إشارات على أن هذه الأطراف قد حسمت أمرها في اتجاه ما تريد بغض النظر عن الطريقة أو الأسلوب.
ورغم أن المتبقي من موعد انعقاد المؤتمر هو أسبوعان فقط إلا أن دبلوماسية الردود بشأن مشاركة كل الحراك هي السائدة.. فهل ستمضي الأمور إلى المؤتمر بدون الفصيل الممانع وتحديدا فصيل علي سالم البيض¿.
ربما الذي أوقعنا في مأزق الحصول على إجابة واضحة ذاك التأسيس من بداية الخوض في مسألة الحوار¡ والأطراف المشاركة¡ وما يمكن أن يتناوله المؤتمر من قضايا¡ والتعامل مع حاملي القضية الجنوبية حين أهملنا تحديد الممثل الفعلي للقضية¡ أو وضع رؤية واضحة تجعل الجميع أصحاب القضية وبالتالي عدم ربطها بشخص محدد بذاته أو جماعة أو فصيل وسمحنا للبعض الإدعاء باحتكاره لهذه القضية التي هي تخص وتعني كل اليمنيين¡ يعزز هذه الحقيقة أنه مع النجاح في إقناع العديد من فصائل الحراك للمشاركة إلا أن الأمر ظل كما يبدو ناقصا من دون موافقة فصيل البيض على المشاركة.
أتصور أنه مع اقتراب موعد المؤتمر لم يعد بالإمكان إلا حسم الخيار والذي لا أظنه إلا المضي قدما باعتبارنا إزاء استحقاق يعول عليه تناول إشكالات الوطن والتأسيس لدولة جديدة وباعتبار أن هذا الاستحقاق صار أيضا مطلبا إقليما ودوليا¡ كما باعتبار أن اليمنيين لم يعد من خيار أمامهم إلا الحوار حول مشاكلهم والخروج بحلول تعنيهم جميعا ولا خيار آخر غير ذلك لتحقيق الهدف.. وعدم إدراك ذلك من قبل البعض لا ينبغي أن يكون عقبة تحول دون الوصول وبالتالي وضع القضية الوطنية كلها رهن حالة مثل هذه ومواقف تتسم بالضعف في تقدير الأمور.
walabsi1@gmail.com