ولد الشيخ ورهان العدوان الخاسر
محمد المنصور
من الواضح أن زيارة ولد الشيخ تأتي في محاولة لتحقيق مطالب تحالف العدوان التي لم يستطع تحقيقها في جنيف 2 ما يعني أن لا جدية في جولة اخرى من المشاورات التي يستثمرها العدو السعودي ومن ورائه امريكا سياسيا وإعلاميا للايحاء بإمكانية التوصل إلى حل في حين أن العدوان العسكري البربري يزداد كثافة وهمجية ضد اليمنيين ومنشآتهم ومدنهم وقراهم وعلى محاور المواجهة في أكثر من منطقة وهي استراتيجية باتت مكشوفة لأبناء الشعب اليمني وقواه السياسية والوطنية.
ومن الواضح رغبة مملكة داعش السعودية في تآزيم مسارات الحل السياسي في اليمن وسورية في كافة سلوكياتها والاستمرار في الاستقطاب المذهبي في المنطقة وهو ما يحقق لآل سعود إمكانية للمناورة السياسية والعسكرية في هذين البلدين لأن الحل السياسي المقبول في اليمن وسورية ووفقاً للتفاهمات الروسية الأمريكية الغربية سيكون لغير صالح السعودية وحكامها الغاوين.
تصريحات محمد بن سلمان الأخيرة لمجلة الايكونومست البريطانية وقوله بأن لا أحد قادر على التكهن بنهاية الحرب في اليمن دليل مأزق العدوان السعودي الامريكي الذي يزداد ويتفاقم مع كل هزيمة يتجرعها عدوانه في مارب وتعز والبيضاء والجوف ولحج وحرض وميدي وغيرها من الجبهات دون ان يتمكن من تحقيق ما يمكن أن يمثل له انتصاراً ولو معنويا يخفف من وطأة الاحتقان والغضب داخل الأسرة الحاكمة في الرياض ويبرر كذلك الإنفاق المالي والخسائر البشرية والمادية المهولة التي يتكبدها جراء مغامرة عدوانه وعلى اليمن.
وبلا شك فإن انتصار تحالف العدوان الزائف في المحافظات الجنوبية سرعان ما تبخر في واقع هيمنه قوى الإرهاب والارتزاق على المشهد الجنوبي الفوضوي بمقاييس أمنية واجتماعية وخدمية لم تمنح القوى الجنوبية التي راهنت على الغزو والاحتلال لمنحها صك فك الارتباك حتى فرصة النقاط الأنفاس ..، وها هي رموز تلك القوى الحراكية وغيرها تتساقط تباعاً بمفخخات أو قناصات قوى الإرهاب المتنقلة من صنعاء إلى عدن إلى المكلا إلى تعز إلى أبين منذ أمد بعيد على بدء العدوان السعودي في مارس من العام الماضي.
تشرذم القوى السياسية الجنوبية وتموضعها في محاور العدوان السعودي الإماراتي واختلاف حساباتها الجهوية الداخلية جعل من الجنوب خاصرة رخوة لمشروع الغزو والاحتلال والعدوان لا يمكن الرهان عليها بل أنه لفت انظار الجنوبين والعالم إلى حقيقة مشروع الغزو والاحتلال المعنون بإعادة الشرعية بما تلخصه وتكثفه داعش والقاعدة وممارساتها الإرهابية في الجنوب اليوم.. من هنا نفهم كثافة الهجمة الشرسة للعدوان في مارب والجوف وتعز والبيضاء وكثافة الحصار والعدوان الجوي واستخدام الأسلحة المحرمة على محافظات شمال الوطن، ونفهم كذلك المغزى من تعمد إفشال المفاوضات ووضع الاشتراطات التعجيزية التافهة قياسا بالأزمة وتشعبها وخطورتها.
ليس أمام اليمنين اليوم والقوى التي تمثل الوطن أمام العدوان ومرتزقته سوى المزيد من التفاهم ووضع تصورات المرحلة الحالية والمقبلة وإنجاز الاستحقاقات المنتظرة شعبيا كالاتفاق على تشكيل حكومة ومجلس رئاسي لفترة محددة وبمهام محددة مع بقية القوى الرافضة للعدوان ووضع العالم أمام أمر واقع لا يستطيع معه سوى التعامل معه واحترامه كتعبير عن إرادة الشعب اليمني.
وبمزيد من صمود الشعب اليمني العظيم ورفد جبهات المواجهة بالرجال والمدد ويسد الثغرات.. سوف تتعاظم الانتصارات ويندحر العدوان وأدواته ومرتزقته بإذن الله.