مملكة الفشل
أرادت أن تظهر قوة عظمى وذات عضلات ونفوذ ورقما صعبا على خارطة العالم ورأت في اليمن منهك القوى ميدانا ملائما لذلك الاستعراض والتباهي فإذا بها أضحوكة بين البلدان ومضرب مثل للضعف والهوان وقلة الحيلة وأصبحت ومن حيث أرادت أظهار عنترياتها الجوفاء تثير الشفقة والسخرية وهي تبحث في طول الأرض وعرضها عن المرتزقة والمأجورين للدفاع عنها بعد أن عجزت حتى عن تامين أراضيها.
أنها مملكة أسرة السعود التي باتت مقرونة بالفشل والإخفاقات على كل الأصعدة والمستويات على الرغم من الأموال الطائلة التي تنثرها في مختلف إرجاء الدنيا وبغير حساب في هذه المغامرات الطائشة والمراهقات الخبيثة الهشة الأهداف والعكسية النتائج دائما.
مملكة الفشل تدفع اليوم أبناء الشعب اليمني دفعاً شديدا باتجاه إيران لمجرد أنها زعمت أو ربطت هدف عدوانها على اليمن بما تسميه مكافحة المد الشيعي وتقليم أظافر النفوذ الإيراني في جنوب شبه الجزيرة العربية.. لم يكن اليمنيون يكترثون بإيران ولا يلقون لها بالاً قبل العدوان ولكنهم حاليا يعيشون شعورا مغايرا ويجدون عقولهم وقلوبهم تهفو إلى هذه الدولة الاسلامية التي تسجل مواقف مشرفة في رفض حرب الإبادة الشاملة المفروضة عليه من قبل الجارة والشقيقة الكبرى وإزاء مختلف القضايا العربية والاسلامية ومناهضتها الدائمة لمشاريع ومخططات قوى الاستعمار والاستكبار في العالم.
لا أظن أن هناك في أرجاء المعمورة وربما في تاريخنا المعاصر فشلاً يماثل أو حتى يقارب مستوى وحجم الفشل الذي يصاحب مملكة عائلة سعود والتي لا تخطط لشئ أو تسعى إليه إلا وحدث عكسه تماما سواء كان ذلك في الجانب السياسي أو العسكري أو الاقتصادي أو حتى على صعيد السياسات الداخلية ومواضيع إدارة الشأن الداخلي الذي بات يتهاوى مترنحا بفعل تلك الخطط ونتائجها العكسية.
ولعل مايملأ نفوس الناس أملا واستبشاراً في اليمن ومناطق الجزيرة العربية وتحديدا في أرض نجد والحجاز أن حكام هذه الأسرة الفاسدة والملطخة بدماء الأبرياء في مختلف أرجاء العالم الإسلامي باتوا يجاهرون بمساعيهم الحثيثة من خلال سياساتهم القائمة على إشعال الحروب والفتن في المنطقة وتصفية الخصوم السياسيين والتخلص منهم في الداخل والخارج إنما تأتي في أطار رؤى استراتيجية عميقة لحماية ما يطلقون عليه الأمن القومي للمملكة وتامين بقاء الأسرة المالكة على كرسي العرش لأجيال قادمة وربما للأبد كما تصوُر لهم أمانيهم.
هذا الأمر وحسب أداء مملكة الفشل والإخفاق والهزائم ووفقا لما درجت عليه العادة في نتائج سياساتها مؤخراً لا يعني غير شئ واحد لا ريب فيه وهو دنو اجل زوال هذه الآفة الخبيثة الجاثمة على صدور أبناء أرض الحرمين منذ عقود طويلة وما يدرينا لعل ذلك يكون وشيكا واقرب مما نتوقعه ونتمناه وإذا قضى الله أمرا سلب أهل العقول عقولهم