ن…والقلم .. والآن ..
قلت لصاحبي : كيف حالك ؟ ابتسم في وجهي وذهب , التقيت بالثاني سألته نفس السؤال : لم يعرني سوى : أهلا , واستمر يعدو , إلى أين ؟ لاأحد يدري في هذا البلد إلى أين !!! . في هذه اللحظة يتساوى اليمنيون من أولهم إلى آخرهم في الوجع والشعور بالضياع إلُا من ……….!! , حسنة ما يحدث ولا يزال أن سكان الحي عرفوا بعضهم , فمن كان يمر بسيارته على كل شيء , ويرى الناس والشارع من وراء الزجاج صار الآن بفعل الطفش أو الزهق أو القرف أو الملل مباشرة , أو بسبب البترول , أو بسبب أن أحدا لم يعد يتميز على احد إلا بالموت ربما صار يعرف دقائق الواقع من حوله !!! . أعود إلى سؤال الجار الآخر : كيف الحال ؟ فيسألني : أسألك بالله أنت لا تعرف ما هو عليه !!! , قلت صدقني أصبحت مثلما قالها الأستاذ احمد الرعيني برد مكتوب فقط كان له ديباجه : (( حياكم الله لقد أطست )) !! , لذلك قلبت الوجه الآخر للحظه وقلت : لا عاد تكون تسأل !!(( ُكبْ لا شعوب)) على قولة عبد الباري , في نفس اللحظة لمحت كوفية بيضاء نظيفة تتهادى وفوطة بيضاء جميله ووجه بشوش , قلت إذا وجدت ضالتي (( يا سين أبو الخيارات الاستراتيجيه )) , أهلا يا عم ياسين , كيف ؟ قالها : ما فيش فايده , الخيارات الاستراتيجيه تلخبطت , كيف ؟ اسأله ؟ – الدُجٍي أصبحت كتكوت !! , كيف نعمل يا أستاذ ؟؟ , قلت : أما هذه فحكاية وحكاية خطيرة جدا أن تصغر الدجاجة إلى كتكوت , والعمل يا عم ياسين ؟ – عاد نحنا في اجتماعات لنحدد خياراتنا !!! . تساوى اليمنيون في الموت حتى المكفوفين , لم يعد أحدا مميزا , فاليمني يموت الآن بالصاروخ, بالقذيفة , بالشظية , بالقهر , بالجوع !!! , يكون السؤال : هل وصلنا إلى مرحلة اليأس ؟ السؤال موجه إلى كل واحد فيكم , وليقل كل منكم أين يقف هذه اللحظة في اللحظة والى أين يصل نظره ؟؟ , اتصل بصاحبي اسأله : وأنت في الخارج كيف أنت ؟ يقولها : ما فيش قات , وأكاد اسقط من الضحك الذي هو بكاء , أقول له : الناس تموت جوعا , تموت بكل الطرق وأنت تدور قات , قالها : أنا هنا أموت على البلد يوميا ألف مرة . يقهرك من يكتب لك وسط كل هذا : أنت مع من ؟؟ تضحك حتى الرغبة في الموت لهذا السؤال البليد والقاهر , والذي يرميه في وجه الناس كل بليد بامتياز , تجد الآخر يقولها لك : حدد موقفك ؟ تقول له صافعا إياه على وجهه : من أنت حتى تسأل الناس هذا السؤال ؟ من الذي خولك ؟ أو وضعك في موضع السؤال , فلا تجد إلا بلادة منقطعة النظير , يقولها لي صديق عزيز : فلان يسألني مع من ؟ قلت له اصفعه في وجهه . الآن هل بالإمكان أن نقول ماذا نريد ؟ من سيحقق لنا ما نريد , نريد سلاما , نريد استعادة أنفسنا , نريد استعادة قدرتنا على أن نكون يمنيين وبس . هل يوجد من يسمع همس الناس والصراخ في أعماقهم إنهم تعبوا؟؟؟؟؟؟؟ .