التعايش ومملكة الدواعش
التعايش والقبول بالآخر واحترام المعتقدات والأفكار الخاصة به والتوجهات التي يؤمن بها من الضروريات لاستتباب الأمن والاستقرار والطمأنينة في أوساط المجتمع والعيش بمنآى عن المنغصات والمكدرات التي تعكر صفو الحياة وتحيلها إلى جحيم مستعرة , وغياب هذا المبدأ الهام يمثل اليوم أحد أهم أسباب ما آلت اليه الأوضاع في البلاد العربية والإسلامية حيث ابتليت الأمتين العربية والإسلامية بداء احتكار الدين في جماعة أو مذهب أو حزب معين وادعاء هذا الطرف أو ذاك بأنه لوحده ودون غيره من يمتلك الحقوق الحصرية لتمثيل الإسلام أو أنه الوصي على الإسلام وأنه يمتلك صكوك المغفرة ومفاتيح دخول الجنة وأن ما دونه من الجماعات والمذاهب والطوائف الإسلامية على غير هدى وأصحاب بدع وضلالات وشركيات وغيرها من المسميات الجاهزة التي يتم توزيعها على المسلمين لمجرد أنهم لايؤمنون ببعض أفكار هذه الجماعة أو تلك وهذه هي الطامة الكبرى التي نجني اليوم ثمارها . التعايش مع الآخر واحترام معتقداته وتمكينه من ممارسة طقوسه دونما وصاية أو قيود وعدم احتكار الدين في مذهب أو حزب أو تيار معين والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة كل ذلك يقضي على الإرهاب والتطرف والغلو والتشدد ويحقن الدماء ويصون الأعراض ويحقق الأمن والسكينة العامة، ولكن للأسف الشديد قلَّ أن نجد في أوساطنا من يلتزمون بذلك.
بالأمس القريب أقدمت مملكة الدواعش على إعدام 47 شخصا من بينهم الشيخ نمر باقر النمر الشيعي المذهب والمعتقد، لا لذنب اقترفوه أو جريمة ارتكبوها سوى أنهم لم يركعوا ويسجدوا ويصلوا ويعبدوا لهم كما يفعل أحبار الوهابية من مرتزقة البلاط الملكي الذين جعلوا من الوهابية وأفكارها ومعتقداتها المتطرفة والمتشددة جوهر الإسلام وفرضوها بالقوة وتحت إغراء المال في بلاد الحرمين وعمدوا على نشرها في كل دول العالم من أجل تشويه صورة الإسلام والمسلمين فكانت النتيجة ظهور حركات وجماعات إرهابية متطرفة يتدثر أفرادها بعباءة الإسلام في حين أن فعالهم وجرائمهم التي يمارسونها لاتمت بصلة لسماحة ووسطية وتسامح الإسلام . اليوم تظهر لنا تنظيمات تعمل لحساب المخابرات الصهيوأمريكية كداعش والنصرة والقاعدة وغيرها من التنظيمات التي نمت وترعرعت في أحضان الوهابية السعودية ودرست وتخرجت من مدارسها ومساجدها وجامعاتها مستهدفة ضرب الإسلام والمسلمين وإثناء الراغبين في دخول الإسلام في دول العالم عن ذلك بتصوير ما يقوم به دواعش العصر على أنها تعاليم وقيم وسلوكيات الدين الإسلامي حيث تضخ مملكة الدواعش الأموال الطائلة على هذه الجماعات والتنظيمات نزولا عند رغبة أعداء الإسلام الذين يرون بأنه لا يوجد من حل لمواجهة انتشار الإسلام في دولهم غير تشويه صورة الإسلام والمسلمين بواسطة أدوات قذرة تدعي زورا وبهتانا انتسابها للإسلام وهو منها ومن جرائمها براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب . والمشكلة اليوم أن هذه الأسرة السلولية الجاثمة على صدور أبناء الشعب السعودي الشقيق تسرف في غيها وإجرامها وتنكيلها بالإسلام والمسلمين على مرأى ومسمع المسلمين جميعا دون أن تكون لهم وقفة جادة ضدهم رغم الخطر الذي باتوا يمثلونه على الإسلام والمسلمين بعد أن ظهروا على حقيقتهم وبعد أن انكشفت عورتهم وبعد أن فضحهم الله على الملأ وبعد أن أعلنوا أنفسهم أعداء لله ولرسوله وللمؤمنين طاعة للبيت الأبيض وتل أبيب , ولا أحد يجرؤ على الوقوف في وجههم وردع غطرستهم خوفا من حرمانه من العطايا والمنح التي يمنحونها لشراء الذمم وكسب الولاءات تماما كما عملوا في تحالفهم العدواني على بلادنا . ولكن ما لا يدركه بنو سعود بأن عدوانهم الوحشي على اليمن ومشاركتهم الفاعلة في تدمير سوريا والعراق وقبلها مصر وسعيهم الحثيث لإشعال فتنة مذهبية وحرب طائفية في لبنان وقيامهم بفرض الوهابية وأفكارها ومعتقداتها الداعشية على أبناء الإسلام تحت إغراء المال وجرائمهم الفضيعة في حق حجاج بيت الله الحرام وإعدامهم الشيخ النمر ومن معه من المعتقلين بنفس الطريقة والفكر والفتوى الداعشية الهوى والهوية سيدق آخر مسمار في نعش مملكتهم، وأنهم بهذه السياسة الحمقاء الخرقاء يعجلون في سقوط مملكتهم، ويستعجلون على مهلكتهم ومن دار ويدور في فلكهم المشبع بالدعشنة وستكون الفترة القريبة المقبلة شاهدة على سقوطهم المدوي وعلى انتصار مظلومية المستضعفين من أبناء اليمن وكل من طالهم ضرر هذه الأسرة السلولية الأصل والسلوك والممارسة والمنهج.