أرخبيل سقطرى … متعة الغوص في عوالم من الجمال الفريد تحت الماء

الشعاب المرجانية في سقطرى حية ولها مواسم للتكاثر
الثورة – عبدالباسط محمد النوعة
كل من يزور سقطرى لا يمتلك إلا أن يقف مندهشا أمام ما يحتويه هذا الارخبيل النادر بكل ما فيه من أشجار وطيور وحيوانات وطبيعة وشواطئ غاية في الروعة والجمال وتمتلك من الخصوصية ما يجعلها فريدة جدا عمَّا سواها، كيف لا وهي إحدى العجائب الدنيوية التي تتفرد بالكثير من الخصوصية والندرة التي لا توجد إلا فيها.
في محمية ذي حمري تم تسجيل (150) نوعاً من الأسماك النادرة والجميلة
مهتمون يؤكدون ضرورة حماية الشعاب المرجانية والأسماك من الاصطياد العشوائي والسباحة الخاطئة

محافظة ارخبيل سقطرى لا تمل زيارتها ولا السياحة فيها ولا يشعر المرء بالتعب أثناء تجوله بين مناطقها ومواقعها المنتشرة في مختلف أرجاء الجزيرة الكبيرة والواسعة فجمال المناظر وندرة الطبيعة في هذه الجزيرة لا يدعان أي مجال لليأس أو التعب أو حتى الانشغال بأي شيء سواها .
وفي ذي حمري المحمية الطبيعية الابرز للأسماك والشعاب النادرة تشاهد عالماً آخر من الفتنة والجمال وبما يسحر الالباب ويسلب الأفئدة , وهنا يأتي نوع من السياحة التي تستهوي الكثير من السياح حول العالم وهي سياحة الغوص حيث تعرفنا ونحن في سقطرى أن هذه الجزيرة تتضمن الكثير من المواقع التي تعتبر رائدة لهذا النوع من السياحة منتشرة في كافة أرجاء الجزيرة وأن عددا من هذه المواقع تم إعلانها محميات طبيعية بحرية ولعل أبرز تلك المحميات وأهمها على الإطلاق (محمية ذي حمري).
ستة مواقع للغطس في ذي حمري
وبحسب أحد المعنيين في هذه المحمية فإن ذي حمري يوجد فيها أكثر من (150) نوعا من الأسماك المتنوعة بأحجامها وأشكالها وألوانها المختلفة بالإضافة إلى الكثير من الشعاب المرجانية الحية تم تسجيلها من قبل الهيئة العامة للبيئة , كما تحتوي هذه المحمية على ستة مواقع للغوص موقعين منها على الشاطئ مباشرة من متر إلى أربعة إلى عشرة مترات وأربعة مواقع أخرى تحتاج الى قارب ليصل اليها الغطاس وهي جبال من الشعاب المرجانية الجميلة التي تعيش فيها أسماك نادرة وجميلة للغاية.
ويقول الأخ (نسيم محمد أحمد) مرشد بيئي للغوص في سقطرى أن الجزيرة توجد فيها عدد من الأماكن الصالحة للغوص قامت الهيئة العامة للبيئة بتحديدها منها محمية ذي حمري ومحمية روش وأماكن أخرى صالحة للغطس ولكن لم يتم إعلانها كمحميات منها منطقة عدهو ومنطقة رأس إرسال وفي هذه المنطقة توجد بواخر غارقة منذ سنوات طويلة وأصبحت هذه البواخر مرتعا للأسماك النادرة والجميلة, بالإضافة إلى محمية شوعب في مديرية قلنسية والتي تحوي باخرة تجارية كبيرة غرقت في هذا المكان منذ ما يقارب خمسين عاما وهي الآن مآوى للاسماك.
الغطس في الاعماق لمن يملكون الخبرة
وأوضح نسيم أن سياحة الغوص في سقطرى كانت مزدهرة إلى ما قبل العام 2011م ولكن بعدها ضعفت الحركة السياحية إلى سقطرى الأمر الذي انعكس سلبا على سياحة الغوص حيث يصنف الغوص إلى صنفين الأول مشروع للجميع وهو الغوص على مسافة بسيطة في الشاطئ وباستخدام الزعانف والنظارات فقط أما الغوص إلى الأعماق وفي مواقع الغطس العميقة جدا البعيدة عن الشاطئ والتي يتم الوصول إليها عبر القارب فهذا يتطلب أن يكون الغطاس يمتلك خبرة وشهادة في الغوص ولا يسمح لأي شخص لا يمتلك شهادة بالغطس في هذه المواقع العميقة .
وعن الشعاب المرجانية ومميزات الغطس في سقطرى يشير البعض ممن تحدثنا اليهم إلى أن الغطس في سقطرى يختلف بحكم أن أماكن الغطس فيها غنية جدا بالشعاب المرجانية المتنوعة والجميلة والتي لا زالت حية ولم تمت فنهاك مواقع غطس في بلدان أو مناطق أخرى خارج سقطرى شعابها المرجانية ميته كما أن الغوص في سقطرى يمتاز بأن بيئته لا زالت بكرا ولم تتأثر بازدحام السياح عليها كما في مواقع الغطس في مناطق أخرى غير سقطرى , وأكد المعنيون أن الأسماك في محميات سقطرى متشابهة ولكن تختلف الشعاب المرجانية من محمية إلى أخرى ولها مواسم للتكاثر حيث أن تلك الشعاب ولأنها حية تبيض في مواسم معينة من العام.
وبدوره أورد نسيم محمد أحمد بعض من السلبيات التي ترافق الغوص في سقطرى حيث قال: يوجد في محمية ذي حمري مركز غوص يقدم خدمات الغوص للزوار ولكن إذا ما حصلت للسائح مشكلة وهو في الأعماق يعني أثناء الغوص مثلا إذا تعرض السائح لضغط تحت الماء لايوجد إمكانيات لإعادة الضغط أو حصل أن ما يتعارف عليه في الغوص نتروجين هذه تحتاج إلى توفير إمكانيات معينة لسرعة المعالجات من قبل المرشدين , أيضا لابد وأن تتوفر وسائل الحماية للشعاب المرجانية خاصة في محمية ذي حمري حيث الشعاب المرجانية والأسماك قريبة جدا من السطح ولهذا تحتاج إلى إقامة جسر عائم لحماية هذه المحمية وتحديدا في المواقع القريبة من الشاطئ.
دهس الشعاب المرجانية
ويضيف الأخ (عدنان عبدالله علي) من جمعية صون وتنمية محمية ذي حمري البحرية أن هذه المحمية تعتبر المحمية الوحيدة التي يتم الغوص فيها من الشاطئ مباشرة دون الحاجة إلى قارب كما في المحميات والمواقع الأخرى مثل روش والتي تستلزم قارب للوصول إلى مواقع الغوص ولا محمية ذي حمري سهل فيها الغوص فيها موقعين متاح لكل الناس كونها قريبة تبداً من نصف متر وتصل الى خمسة او ستة مترات واربعة مواقع اخرى في الاعماق من 16 – 30 مترا وهي ميزة لهذه المحمية إلا أن هذه الميزة تشكل خطرا على الشعاب المرجانية حيث تتعرض الشعاب المرجانية للدهس من قبل بعض الناس خاصة أولئك الذين لا يعرفون السباحة حيث يقومون بالوقوف فوقها وهذا الوقوف يؤثر عليها كثيرا ويموت الكثير منها وتحتاج إلى وقت طويل لكي تنمو مرة أخرى.
وأشار إلى أن الشعاب المرجانية في المواقع العميقة تتأثر بالمناخ فإذا ارتفعت الحرارة قد تموت الكثير من الشعاب المرجانية.
ولفت عدنان إلى أن مشكلة أخرى تواجه الشعاب المرجانية والأسماك في مواقع الغوص العميقة وتتمثل في الاصطياد العشوائي من قبل صيادين يأتون إلى تلك المواقع من مناطق أخرى هم من أبناء الجزيرة ولكنهم لا يدركون فداحة ما تقترفه اياديهم خاصة في ذي حمري الأمر الذي يتطلب ضرورة توفير قارب مع المحرك وهو ما ينبغي على الجهات المعنية توفيره سواء البيئة أو وزارة السياحة.
وفي محمية ذي حمري يوجد مركز للغوص يقدم خدماته وإرشاداته للزوار ويقدم لهم كافة الوسائل والمعدات اللازمة للغوص بمختلف انواعها وأحجامها بما فيها الكمبيوتر اللازم للغطس.
تصوير/فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا