من يصنع الإرهاب لا يصنع السلام
عبدالسلام الحربي
* أي عين لا تدمع .. وأي قلب لا يحزن .. وأي إنسان لا تحركه المشاعر الإنسانية والوطنية .. وهو يشاهد ما يتعرض له الشعب اليمني بكل شرائحه أطفال .. نساء .. أرامل.. شيوخ .. ثكالى.. وأجسادهم تتطاير أشلاء هنا وهناك من قصف صواريخ طائرات العدوان السعودي الأمريكي.. دون أي ذنب .. وبوحشية مجردة وعقيمة من قيم الدين والأخوة والجوار من قبل قيادة التحالف.
* أكثر من تسعة أشهر من الدمار والقتل والحصار على أبناء الشعب اليمني لا تفريق بين صغير أو كبير على أرض اليمن.. الجميع مستهدفون من قوى تحالف العدوان .. لا تدري ما هي الدواعي والأسباب من وراء هذا العدوان من قبل النظام السعودي من يزعمون أنهم خدام الإسلام وحماة ديار المسلمين وبيتهم الحرام ومهبط الوحي الإلهي وأرض الأنبياء والرسل والصحابة رضوان الله عليهم جميعاً بقيادة صفوة الأمة ومعلمها وهاديها إلى الصراط المستقيم وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
* بالله عليكم .. هل ما تقوم به السعودية وحكامها من عدوان سافر على أبناء الشعب اليمني .. هي من صفات وأخلاق الإسلام .. وعروبة الدين والجوار وزايا خدام المسلمين وأرضهم المقدسة.
* إنه الحقد السعودي على اليمن من قبل الأسرة الحاكمة الوراثية لآل سعود كما نعرف عبر تاريخ اليمن وأجيالها المتعاقبة .. ورد الجميل لهذا الشعب اليمني العظيم بتاريخه والأصيل بعروبته وأخوته وحدوده الطبيعية المشتركة مع المملكة العربية السعودية على أخذها المساحات الأرضية الكبيرة المتمثلة بالربع الخالي ومحافظات نجران وعسير وجيزان اليمنية كما نعرفها في خريطة اليمن الطبيعية وتاريخ اليمن الحديث والمعاصر.
* وما هذا العدوان السعودي على بلادنا وشعبنا ودماره وعبثه على الأرض اليمنية إلا نتاج لذلك الحقد المزمن للنظام السعودي منحته مبررات هذا العدوان وقيادته إنه لحماية الشرعية في اليمن .. من قبل أولئك الذين فقدوا شرعيتهم عند شعبنا وأثقلوا الوطن بالأحداث والفوضى والتخريب والمواجهات بين أبناء شعبنا اليمني الواحد خلال صيف العام 1994م وخلال أيام إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م .. وخلال سنوات التغيير في بلادنا القليلة الماضية.
* إن خروج تلك القيادات السياسية منذ الوهلة الأولى لانطلاق عدوان عاصفة الحزم السعودية وأخواتها من ثأر نجران وإعادة الأمل كما أسمتها قيادة العدوان إلى أرض الرياض من بعض القوى والأحزاب .. ليس من أجل حب الوطن والشعب اليمني بل من أجل إعلان الولاء والتأييد لهذا العدوان وتحالفاته في قصف بلادنا وتدمير مقدرات ومكاسب ومرافق أبناء شعبنا اليمني .. أثبتت العمالة والخيانة لبلادنا وشعبنا وكشفت عورات فشلهم الذريع تجاه مهام المرحلة الانتقالية الجديدة في بلادنا وعدم القدرة على تحقيق ما يتطلع إليه شعبنا من الدولة اليمنية الحديثة.
* ومن كل ما تقدم فإن ما تقوم به السعودية ونظامها الأسري من حكام آل سعود من عدوان سافر وحصار جائر على أبناء الشعب اليمني يؤكد بجلاء أن ما تشهده بعض شعوب ثورات الربيع العربي من أحداث وقتل ودمار وخلق للمذاهب الطائفية بين أبناء شعوبنا هو من قبل آل سعود الذين يسّخرون ثروات النفط وأرقامها الفلكية في تمويل الإرهاب والقتل والتطرف وتدمير مصالح الشعوب.
* كما هي الدعوة لنا نحن اليمنيين لندرك جيداً حقيقة العدوان وحقده على بلادنا وشعبنا ونوحد المواقف لمواجهته ومرتزقته من الأعراب والأمريكان.. وأعوانهم من الداخل .. وأن ندرك أيضاً أن كل الظروف والأحداث الراهنة في بلادنا لن تنتهي إلا بزرع أجواء الأخوة والتسامح والقبول بالآخر وعدم الارتهان للقوى السياسية وأطراف حوارها الذين تعودوا سنوات على تمرير مصالحهم الشخصية على حسابنا وما نتطلع إليه من النهوض والأمن والاستقرار والمستقبل المشرق.