عبدالوهاب محمد شمهان
■ في مستهل مقالي هذا يحضرني الصمود الأسطوري لأبطال الجيش واللجان الشعبية, وهو صمود يفرض علينا أن نقف إجلالا واحتراما وتعظيما لكل الشهداء الذين بذلوا دماءهم سخية وأرواحهم تتطلع للقاء ربها وهي تقف شامخة للدفاع عن الأرض والعرض والسيادة وعن الحياة وكرامة الإنسان الذي اكرمه الخالق بأحسن تقويم وأن ندعو لهم بقبول الشهادة ومرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والرحمة والمغفرة والخلود، وأن يثبت الله كل جندي حمل سلاحه بزند وكفنه بالزند الأخرى في سبيل الله ومرضاته.
إن الدفاع عن الوطن يعني الدفاع عن كل نفس فيه وكل ضعيف وقوي وكل الحياة وما فيها من نشاط وعمل وموارد ومياه وكل حركة نخطوها بأمن وأمان، هؤلاء الجند الميامين هم اليمن والأصالة العربية والإيمان والحكمة اليمانية، هم من أضعناهم وسلبنا معاشهم وحياتهم، هم من استصغرتهم الحكومات ومنحتهم أدنى الرواتب واستكثرت عليهم الحياة بعزة وشرف وحرمت أسرهم من الحياة السهلة البسيطة المتكاملة في تلبية متطلبات المعيشة الضرورية، وهم اليوم من يسطر ببسالة وقوة معارك الشرف والبطولة ويضرب بيد وقلب راسخ بحب الله جيوش العدوان ومرتزقتهم وعملائهم والخونة من جلدتنا من نزعوا من وجوههم الحياء من الله والخشية منه وساروا في فلك من غضب الله عليهم، وأشعلوا الفتن المهلكة والمناطقية اللعينة والمذهبية المدمرة، وغرروا بشباب الأمة اليمنية وقادوها إلى محرقة الطغيان الخليجي البائس بأمواله وتبعيته وانحطاط عروبته ، وأتمنى أن تكون الصحوة الحقة لإدراك الحقيقة وتوحيد الصف ضد العدو الواحد جنود الارتزاق القادمين من أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومن أصقاع الأرض ليقتلعوا الجذور العربية الأصيلة ويستوطنوا أرض العروبة والإسلام بقوة السلاح والإمداد العربي وبإبادة امة هي خير أمة أخرجت للناس، أرق القلوب والألين أفئدة، دعاة الخير والمحبة والتسامح والتعايش أصحاب الحكمة والإيمان.
اليوم ومع الأيام الأولى من العام 2016 التحالف وعلى لسان من سميناها (بالشقيقة الكبرى) نائب رئيس التحالف العدواني الباغي المملكة العربية السعودية، نائب الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية ، تعلن وبتعال بالغ انتهاء الهدنة، وأي هدنة كانت أو قد سبقت أو نفذت أو التزمت بها، وإنما أخذها الغرور وحلفاؤها وعملاؤها في تجديد محاولاتها اليائسة والمعتمدة على تكثيف الزحف وتعدده وقضم الأرض وإنهاك الدفاعات كما هو حال المعارك التي خاضها ويخوضها الجيش السوري، لكن الواقع في اليمن قد استوعب التجربة وتمخض من العدوان جيوش متوالية العدد والعدة تكفلت بالمواجهة والصد ولجم أفواه الإعلام المطبل لساداته أصحاب السمو من كنا نرى فيهم السند والأخ الشقيق ولا نعلم ما تخفي النفوس، وها هي الأمة اليمنية بقلة العتاد والعدة الحديثة وبساطة الإعداد تواجه وبشجاعة نادرة الصواريخ الذكية والأسلحة الحرارية الآلية دفاعاً ورداً للعدوان وحماية الإنسان العربي في الجزيرة وليس فقط في الأرض اليمنية، لأن جند الله المغاوير ملتزمون بالشريعة المحمدية في المواجهة يقتلون فقط من يقاتلهم لاتمس مساكن المدنيين ولا تجمعاتهم ولا أسواقهم إلا من صدرت منها النيران، وبعد تأن وصبر وعدم تسرع وبعد تأكد من أن المقذوف لن يصيب مدنياً ولو واحداً وإنما حامل السلاح وقاتل الأرض والإنسان والحياة.
ومع الأيام الأولى من العام 2016 تبدأ حركة لتنشيط العمل السياحي في ظل المواجهة والعدوان من خلال الإعداد لخطة العمل الميدانية على مستوى الوزارة ومجلس الترويج السياحي انطلاقا من واحدية التوجه والمواجهة ومصلحة اليمن الموحد بروح الفريق الواحد، الذي يبحث عن كيفية الانتصار في ميدان العمل ووضع أطره السليمة القريبة من إبراز الحقائق وتوحيد الرؤى وما يمكن للسياحة تنفيذه على المستوى المحلي والخارجي، ومايجب إضماد جراحه ودعم ثباته وإقامة بنيانه واستمرار الحفاظ عليه بأيسر السبل وبأقل الانفاق، وهذا التوجه لاشك أنه يتطلب توحيد القيادة المسؤولة وتحديدها ودعمها فلا يكون هناك رأسان لايلتقيان على توجه ينبغي تماسكه مع وجود رقابة معينة ودافعة نحو الترشيد وسند للقرار السليم، أما ما نسمع عن فصل مبتور التوحد منه وإعطاء صلاحيات متباعدة ومتنافرة فإن ذلك لايكرس إلا الضياع والأهواء، مع الاعتذار عن الاضطرار للتعبير بهذه الكلمات القاسية ، إن ترسيخ الثقة في المسؤول والمبنية علي نصوص القوانين الواجب الالتزام بها أمر يحتمه العقل السليم وخلق الإدارة القوية، والله من وراء القصد.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا