أقول قولي هذا..نمر النمر
عبدالمجيد التركي
قال لي صديق: لماذا تكتب عن نمر النمر، ما دخلك منه؟
هو لا يعرف أنني أكتب عنه لأنني تفاءلتُ، جداً، بما أحدثه إعدامه من قلاقل ومظاهرات داخل القطيف وخارجها..
هو لا يدري أن كرة الثلج بدأت تتدحرج.. أو بالأصح كرة النار..
هو لا يدري أن نهاية آل سعود تلوح في الأفق..
لا أعرف نمر النمر، ولم أقرأ عنه، ولا رأيت عمامته البيضاء من قبل.. ولا يهمني إن كان شيعياً أم نصرانياً أم يهودياً.. هو، قبل كل ذلك، إنسان فقط، ولنخرج من كهف الطائفية العفن.. كل ما أثق به أنه مات مظلوماً هو والذين أُعدموا معه جميعاً.. وكل ما أعرفه أن السعودية وصلت إلى ذروة القبح.. لأن القبح صناعة سعودية، كما يقول الصديق جمال جبران.
نمر النمر ليس وسيماً.. ولم يرتدِ بدلة وكرفتة أنيقة.. ولم يضع السيجار الكوبي في فمه ليقولون عنه إنه مناضل ومفكر وعميق.
بكل بساطة، نمر النمر هو الشرارة التي أطلقها آل سعود فارتدت على رؤوسهم ومشالحهم.. وهو الرماد الذي نفخوه فعاد إلى عيونهم.
نمر النمر لا يختلف عن الليبرالي السعودي رائف بدوي في مطالبته بحياة كريمة لا تكون تحت حكم آل سعود.. ولا يختلف عمَّا يقوم به المعارض السعودي غانم الدوسري الذي يحاول صناعة ثورة على آل سعود من خلال مقاطع الفيديو التي ينشرها في اليوتيوب.. لكن التفكير بصوت مرتفع والمطالبة بحكم دستوري أو فيدرالي، أو الحديث عن طغيان آل سعود، هو فعل مـُجَرَّم يوجب الإعدام!!
ها قد بدأت الأصوات ترتفع في القطيف، وها هم يصرخون في المظاهرات: “الشعب يريد إسقاط آل سعود”، وقد سقط شهيدان.. وكلما حاول آل سعود قمع المتظاهرين وقتلهم كلما ازدادوا عدداً، لأن الحُمق السعودي يستخدم البنزين في إطفاء الحرائق.