> أمراض الشتاء .. عبء آخر على كاهل اليمنيين!!
الاسرة/زهور السعيدي
حل الشتاء هذا العام على اليمن وهو يعيش مرحلة استثنائية وبالغة الصعوبة في ظل العدوان السعودي وما يفرضه من حصار جائر على أبناء الشعب اليمني وتداعيات ذلك على مستوى الحياة بشكل عام بين أوساط المواطنين.
هذه الظروف غير الاعتيادية القت بظلالها السلبية على مستوى الاستعداد لاستقبال فصل الشتاء ومواجهة ما تصاحب أيامه من أمراض وعوارض صحية يعاني منها الصغار بدرجة رئيسية كونهم أقل مقاومة للأمراض من الكبار.. تساؤلات عديدة حول المرض وطرق علاجه يجيب عليها الدكتور أحمد شمسان – أخصائي أطفال.
يعتبر الأطباء المختصون أمراض الشتاء نتيجة التغيير المناخي وتحوله إلى البرودة خلال فصل الشتاء الذي يتسبب في زيادة نشاط الفيروسات والميكروبات المسببة لأمراض الجهاز التنفسي ما يؤدي إلى الاحتقان وصعوبة في التنفس وآلام الحلق وارتفاع درجة حرارة الجسم وآلام في المفاصل وتلك العوارض الصحية كما يؤكد المختصون قد تتحول إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم معالجتها بالطرق المثلى.
أمراض محدة
وعادة ما تصاحب فصل الشتاء أمراض محددة باتت تعرف بين الأوساط الطبية والشعبية بأمراض الشتاء.. ويقول الدكتور أحمد شمسان رئيس الجمعية الوطنية لأمراض الثلاسيميا وأمراض الدم الوراثي اخصائي أطفال: إن الانفلونزا في مقدمة الأمراض التي تصيب عدداً كبيراً من الناس خاصة من الأطفال في فصل الشتاء.
كما أن هناك العديد من الأمراض الشتوتة الناتجة عن التهابات فيروسية تصيب الجهاز التنفسي والأنف والحلق وفي الغالب هي معدية فقد تنتقل من شخص إلى آخر بالكحة أو العطاس أو بالتلامس المباشر.
أخطار شتوية
يضيف الدكتور شمسان: الأطفال يتعرضون لأمراض خطيرة بسبب صدمات البرد القارس والتي قد تصل بهم الحالة إلى الاصابات المزمنة ومنها ما قد يؤدي بالطفل إلى الوفاة وتزداد هذه الظاهرة المرضية التي لا تحظى باهتمام كبير من الأسرة مع دخول فصل الشتاء وبالتحديد في مواسم البرد القارس وما يرافقه من تقلبات مناخية متسارعة نعكس سلباً على صحة الصغار الذين يتساقطون واحد تلو الآخر لهذا الوحش غير المرئي.
أمراض الأطفال
في هذا يؤكد الدكتور أحمد شمسان أن الأمراض التي تصيب الأطفال في موسم الشتاء «أهمها الالتهابات والتي قد تودي بحياة الطفل المصاب», ويقول: من بين الأمراض الناجمة عن تعرض الأطفال لصدمات البرد التهاب الرئتين والرومانتيزم والكحة والنزول وأمراض الحلق والأذن والجهاز التنفسي حيث تمتلئ المستشفيات وأقسام الطوارئ بالأطفال المصابين بالأمراض المختلفة جراء صدمات البرد القارس.
الوقاية والعلاج
لكن الدكتور شمسان يشير إلى أن أفضل علاج لأمراض الشتاء والبرد هو الوقاية وتخفيف الأعراض المصاحبة لها وذلك بسحب افرازات الأنف وتنظيف الطفل خصوصاً قبل النوم.
يقول: تستخدم نطف الماء الدافئ للأنف المسدود ثم يتم تنظيفه. والحرارة يجب استخدام خافضات الحرارة للأطفال أما التهاب الحلق فيخف إذا تم تناول الأطعمة الدافئة.
أما إذا استمرت الحرارة لأكثر من ثلاثة أيام أو أصبح تنفس الطفل صعبا ولم يتوقف سيلان الأنف لأكثر من أسبوع فإن ذلك ناتج عن حدوث التهابات بكثيرية للأطفال ويجب مراجعة الطبيب.
عناية بالتدفئة
وينصح الأطباء أولياء الأمور بتوفير الملابس الشتوية الصوفية لأطفالهم والحرص على تجنيبهم التعرض للبرد وخاصة خلال ساعات الصباح الباكر أو المساء.
ويشددون على ضرورة الاهتمام بنظافة الطفل إلى أقصى الحدود لضمان عدم انتقال هذه الأعراض الصحية من الأطفال المرضى إلى الأطفال الأصحاء .
ويؤكدون ضرورة الاهتمام بتهوية المكان الذي ينام فيه الصغار وعلى أهمية إلزام الطفل بغسل يديه قبل تناول الأكل وقبل النوم تلافيا لانتقال العدوى.
تجنب الصدمات
وفي هذا يقول الدكتور شمسان: إن اغلاق النوافذ والأبواب والتدفئة في المنزل من شأنه أن تكون نتيجته عكسية فقد يسبب حالة من تغير الجو فعند الخروج من المنزل الدافئ إلى الخارج يحدث اصطدام بموجة صقيع قوية ويحدث تقلص شديد في شعيرات الدم التي تصل إلى غشاء الأنف الداخلي وتؤثر في مناعة غشاء الأنف فيكون المرء فريسة سهلة للميكروبات وينصح بالانتقال التدريجي عند الخروج من المنزل فاما أن نقوم بفتح إحدى النوافذ حتى يتعادل الجو أو تغطية الرأس عند الخروج.
وقاية غذائية
وينصح شمسان بالعديد من الارشادات التي يجب اتباعها في فصل الشتاء يذكر منها الإكثار من تناول السوائل الساخنة والشوربة والحليب والإكثار منه للأطفال لأنه يعطي طاقة للجسم ولبس الملابس الشتوية وتناول الخضروات كالجزر والفجل والبطاطا والفاصوليا والعدس وعصير البرتقال والليمون.
مخطورات الشتاء
في المقابل يحذر الدكتور شمسان من استعمال أدوات وحاجيات ومناديل الآخرين وغير ذلك، وينصح بتجنب الاحتكاك بالمرضى لمنع العدوى وتجنب المهدءات والمضادات الحيوية إلا بإشراف طبي باعتبارها قد تكون سبباً في أعراض جانبية لا داعي لها، كما ينصح بتجنب الافراط في تدفئة المنزل فالهواء الجاف يضعف مقاومة الاغشية المخاطية للأنف ويؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي وتجنب تناول المشروبات المثلجة وأيضا تجنب رائحة البخور الزائدة والعطور ذات الرائحة النفاذة والابتعاد عن الامكان المليئة بالاتربة.