> مواطنون : في الآونة الأخيرة كثرت المطاعم و”البوافي” التي لم تعد تهتم بالنظافة
> الإسلام من أكثر الأديان التي حثت على الالتزام بالنظافة
> أطباء: أماكن الطهي التي لا تهتم بالنظافة تتسبب بالعديد من الأمراض الخطرة
تحقيق / وائل الشيباني
النظافة هي العنوان المفقود في الآونة الأخير في الكثير من المطاعم والكافتيريات بحجة نقص المياه الذي تسبب به حصار العدوان الغاشم على بلادنا من خلال انعدام المشتقات النفطية ولكن هل هذا يعني تقبل أن تنتشر مثل هذه المشكلة حتى تصيب العدوى كل المطاعم والكافتيريات والسكوت عن هذا حتى تفرج الازمة …؟
ما يحدث حالياً في تلك الأماكن أمر خطير خاصة عند معرفة أن تلك الأوساخ على طاولات الطعام والأواني غير النظيفة التي يأكل الناس بها قد تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض لذا من المهم أن تلتزم كل تلك الأماكن بالنظافة وأن تفوق الجهات المختصة بمراقبها من سباتها .. وحول الأمراض التي تصيب المواطن بسبب انعدام النظافة هناك ودور الجهات المختصة لإيقاف ذلك وغيرها من التفاصيل نجدها في هذا التحقيق.
إذا لم يكن المطعم أو الكافتيريا نظيفاً فكيف سأرغب في تناول الطعام فيه فأنا ادفع المال حتى احصل على طعام مذاقه جميل وأتناول وجبتي في مكان نظيف فالنظافة في الطاولات والأواني التي يتم الطبخ فيها وتقديم الأكل بها وكذلك الجدران مهمة فإذا لم تكن كذلك فإن أول ما سيتبادر في الذهن أن الطعام المقدم غير نظيف ولم يقم أصحاب المطعم بغسل مكوناته كما لم يغسلوا باقي أرجاء المطعم لذا فالأفضل عدم تناول الطعام فيه.. كان هذا ما قاله الكثير ممن سألتهم عن الانطباع الذي يجول بالذهن عند رؤية مكان الأكل أو الطبخ غير نظيف .
وهذا ما لم يخالفه إبراهيم راجح حين قال : من المستحيل أن أتناول أي وجبة سواء كانت في مطعم أو كافتيريا إذا كان المكان متسخاً فقبل أن أدخل إلى المحل أشاهد الأرضية أمام الباب وفي الداخل من ثم الكراسي والجدران إذا كانت متسخة أم لا وحينها أقرر الدخول وتناول الطعام فيه أو تغييره والذهاب لمكان آخر يهتم بالنظافة.
وتساءل راجح قائلاً : إذا كان أصحاب المحل لا يهتمون بنظافة الأشياء الظاهرة لعامة الناس فكيف سيكون حال مكونات الطعام من خضروات وغيرها مما لا يمكن لأحد رؤيتها فهي داخل المطبخ ؟
وختم حديثه بالقول : نظافة الطعام نتعرف عليها من نظافة المطعم والكافتيريا بكل ما فيها من جدران وأرضية وكراسي وأواني …. الخ فإذا كانت نظيفة فالطعام كذلك والعكس لذا فأنا اهتم بالشكل الخارجي ونظافته للمكان الذي سأتناول به طعامي فأنا كزبون لا يعنيني إن كان الماء متوفراً لديهم إم لا فكل ما يهمني النظافة وإذا كانوا غير قادرين على توفيره فهناك مطاعم وكافتيريات تستطيع توفيره وتهتم بنظافة المطعم والطعام المقدم.
(عادة جديدة)
لم تكن الكافتيريات والمطاعم بهذا الشكل من قبل. هذا ما قالته ريهام عبد الله طالبة جامعية وأوضحت ذلك بالقول : في هذه الأيام كثرت الكافتيريات والمطاعم المتسخة بصورة غير مسبوقة وعندما أتوجه بالسؤال لأصحاب تلك المحال أو العاملين فيها وأقول لهم لماذا لا تنظفون الطاولات والأرضية بشكل دائم … ؟ يتحججون بانعدام الماء، ظانين أن هذا العذر مقنع لكل من يشتري منهم بأن يتغاضى عن تلك الأوساخ التي يراها في الكراسي و الأرضية، متناسين أن المكان المليء بالأوساخ يدل على الطعام غير النظيف .
هذا أيضاً ما أكدت عليه زميلتها سامية أحمد وأضافت قائلة : كنت متعودة في العام الماضي من الدراسة أن اشتري الطعام من أماكن معينة وحينما ذهبت هذا العام لشراء الطعام منها وجدت الطاولات متسخة والأرضية كذلك فعزفت عنها وأقسمت بعدم الذهاب إليها مرة ثانية خاصة وإني سريعة الإصابة بالمرض إذا ما تناولت طعاماً غير نظيف، بالإضافة إلى أن تلك الأوساخ أصابتني بالغثيان حتى إني امتنعت من الأكل صباح ذلك اليوم .
(أضرار صحية )
إن تناول أغلب الناس وجباتهم من المطاعم والكافتيريات المنتشرة بشكل كبير في كل حي وشارع تقريباً قد يتسبب بإصابتهم بالأمراض خاصة إن لم تكن تلك الأماكن تهتم بشكل كبير بالنظافة. هذا ما قاله الطبيب – عبد الفتاح الصلوي – وأضاف : هناك كثير من تلك الأماكن المخصصة للأكل لا يتقيدون بالشروط الصحية والتي قد ينتج عند مخالفتها تسمم كثير من الحالات أو انتقال بعض الأمراض كالتيفوئيد أو أمراض أخرى بسبب الجراثيم والفيروسات والبكتيريا التي تنتج من عدم توفر النظافة اللازمة لذا يجب أن تكون هناك رقابة صحية من قبل صحة البيئة على المطاعم بصفة مستمرة، أيضاً يجب على أصحاب هذه المطاعم التأكد من نظافة الأواني المستخدمة في الطهي فمن المهم أن تكون نظيفة باستمرار كذلك النظافة العامة للموقع يجب أن تكون نظيفة لضمان عدم تجمع الحشرات على الأكل، كما يجب على العاملين الاهتمام بها دائماً.
وختم الصلوي حديثه قائلاً : على الجميع صغاراً وكباراً أن يهتموا بنظافة المكان الذي سيأكلون ويشترون الطعام منه لأن عدم الانتباه لذلك قد يصيبهم بالتسمم أو التلوث الغذائي والتيفوئيد وغيرها من الأمراض التي تصيب الإنسان وتنتقل إليه بسبب عدم توفر النظافة بمكونات الطبخ وكل الأدوات التي تتدخل في عملية الطهي وتناول الطعام فوقها .
( واجب ديني )
فمن يتصفح السنة النبوية والأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك سيجد أحاديث كثيرة تدعو إلى النظافة، ولا توجد أمة على سطح الأرض أشد حرصاً على نظافتها من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فالإسلام حضّ أتباعه على النظافة وأمر بها بشكل عام، من ذلك مثلاً قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى طيّب يحبّ الطيْب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظّفوا أفنيتكم ولا تَشبّهوا باليهود”. هذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يحرص الإنسان المسلم على النظافة؛ والمقصود بالنظافة هنا نظافة كل شيء لأن الله سبحانه وتعالى يحب من كانت النظافة صفةً له.
من هذا المنطلق والواجب الديني الذي يحتم على الجميع الالتزام بالنظافة في كل شيء يعملونه كان لازماً على أصحاب المطاعم والكافتيرات الاهتمام بالنظافة فالزبائن الذين يشترون الطعام منهم قد حملوهم أمانة ذلك لذا عليهم أن يهتموا بتنظيف كل مكونات الطعام والأواني التي تطبخ فيها ويأكل الناس بها .
(رقابة متوقفة)
وفي تصريح سابق للثورة أكد مدير عام الرقابة على الأغذية أمين أحمد الرومي قائلاً: إن العمل الرقابي متوقف منذ العام 2006م بعد صدور القرار رقم (262) الذي يقضي بنقل المكتب إلى وزارة الصحة العامة والسكان، وحصل بعدها نوع من المهاترات صدر على إثرها قرار ببقاء المكتب داخل وزارة الأشغال العامة ولكن بدون عمل فلا مواصلات ولا وقود لحركة السيارات أو بدل سفر للقيام بالعمل الرقابي لذا أصبح الموظفون لا يأتون إلى الدوام إلا لتبادل الحديث .