عن حتمية التحرر من أمراض الحقد
تكررت الدعوات من قبل الكثيرين في بلادنا من أجل تحريرها من داء الحقد الذي بدت ظواهره المدمرة بصورة وبأخرى مع منعرج الفوضى البناءة وجرثومية الربيع العربي في العديد من الأقطار العربية وكان للبلد الطيب نصيب من هذه المصيبة الجسيمة ظهر أخطرها فتكا بالنسيج الوطني في الإحتراب الداخلي القاصم للظهر والحرب العبثية المدمرة كما يصفها الكثيرون وصار يأمل الجميع ويعملون على تجاوزها في وقت قريب ومن أجل ذلك طالبنا ومعنا الكثيرون أيضا أن يسارعوا أياً كانت مواقعهم أو مناصبهم أو مسؤولياتهم مع الإتفاق على اللقاء التشاوري في سويسرا بإزالة ما قد يكون هناك في القلوب والنفوس من الأحقاد المحتقنة والظنون السيئة وإبداء روح التسامح والقبول بالآخربكل الوسائل المتاحة والممكنة لتطيب النفوس ويتهيأ المناخ الصحي المطلوب لبناء الثقة ومواصلة التوجه والسير لإنجاح الحوار المسؤول والإنتصار لإرادة السلام ومن أخطر مكامن الإبتلاء أن الحقد جزء لا يتجزأ من الطبع لدى بعض البشر..
فهم يحقدون لأسباب بسيطة ولأعمال تحريضية ونتذكر فكرة الحقد المقدس التي كانت تغسل بها عقول الأبرياء وتعبأ بها نفوسهم ضد كل الطبقات في المجتمع وهناك من البشر من يحقدون على أي شئ! وعلى كل شيء ! والسؤال هنا كيف يمكن أن ينتصر العقل الإنساني على الحقد؟ لا شك بأنه ليس بالأمر السهل وخاصة في ظروف الإعتلال الإستثنائية والحرب والإحتراب بصورةٍ خاصة ! غير أنه كثيراً مايتم بالإرادة الإنسانية المدركة لمخاطر الأحقاد والضغائن على النفس البشرية ذاتها وعلى المجتمع وعلى الحياة بكاملها وبالحرص على إستثمار الظروف المواتية وبشائر الإستعداد المتوفرة في اللحظات المعينة وأجلها وأزكاها في المناسبات الروحانية والوطنية والتوجه نحو التفاهم والحوار لصون الأرواح وحقن الدماء والوثوب لنعمة التسامح والتصالح وإبرام الإتفاقات التي يمكن إستثمارها على أفضل ما يكون بداية بمواصلة التفاهم والحوار وتمكين العقل من أن يقوم بدوره في الإنتصار على الطبائع الفاسدة والعقول المنحرفة والعقائد الضالة والمضللة فالعقل من مكتسبات الانسان فهو خارج عن الماهية… و خارج عن الطبع..
ولكنه مكمل لهما.. و بكمال العقل بالبقاء على الفطرة السوية والتمسك بالإيمان الصحيح يتحقق كمال الإنسان وكمال العقل لا يتحقق إلاَّ بتحرر الانسان من الطبائع غير الإنسانية ويكون قادرا على التحكم في غرائز النفس المتهورة ! وإلاَّ فإن العقل يعيش في حالة هزيمة مستمرة..ويعيش صاحب العقل المهزوم في حالة انتكاس دائم وسوء ظن في كل من حوله والحقد عليهم وليس هناك ما هو أخطر من الحقد على المجتمع ومثل ذلك يقال عن الحقد الشخصي الذي يصيب بعض البشر فيدفعهم إلى العدوان والتهجم الأهوج على غيرهم لا لشيء ولا لسبب إلاَّ أن يكون الحقد نفسه برغم التمتع بالصفات الإيمانية والتحلي بالحكمة ! ولذلك نقول بل ونصرخ:أيها الحقد ارتحل بعيداً عن قلب كل انسان على هذه الأرض الطيبة فلا مكان لك فيها ولا في رؤوس وصدور أهل الإيمان والحكمة والفقه !!
الويل لك أيها السوس الذي ينخر في قلوب حامليه فيسدد نحوهم الاصابات المرضية المدمرة لنقاء الفطرة والملوثة لطهر النفوس حتى يعشعش في عقولهم البله وسوء الظن وسوء التفكير.. وسوء التصرف وبؤس الأخلاق لا لشيء ولا لسبب إلاَّ أن يكون الحقد نفسه.ومن أجل التحرر والخلاص من ذلك كله نكرر القول دون يأس أو ملل : – لا لكل الحاقدين وأعداء الحياة والإيمان والحكمة وبشائر الخير والأمن والسلام والشراكة الوطنية ..
لا للشر والحقد وألوان الزيف والتكفير والإرهاب ودعاة الفوضى والتخريب والفتنة ..لا للفرقة والبغضاء.. لا لأحابيل الإحباط والنكوص .. لا لجنون الإفك والكلمات الشوهاء و المشحونة بالخبث والبغضاء لا.. للأطعمة المطبوخة في بيت العقرب وفي أنفاق الإنترنت.. (والميديا) المتربصة بكل الدعوات والمساعي الجادة لتحقيق السلام والأمن والإستقرار لا لكل المتآمرين على دعوات المصالحة الوطنية لا لكل الدعوات والأعمال الهمجية والإجرامية المعادية للوحدة الوطنية اللهم طهر نفوسنا وعقولنا وقلوبنا من الحقد ونجنا من غوائله يا أرحم الراحمين اللهم أنعم على إخوتنا المتشاورين والمتحاورين بنعمة الفهم والتفهم وروح الوفاق والإتفاق وإجمع كلمتهم على الإنتصار للمصلحة العليا للشعب والوطن ولإرادة السلام !!!.