المرأة اليمنية .. قوة التغيير الناعمة


تقرير‮: ‬إشراق دلال –

د.السبع‮ : ‬المرأة اليمنية‮ ‬نجحت في‮ ‬صناعة تاريخها‮ ‬المحلي
‮ ‬من أجل التغيير‮..‬

, د‮. ‬الشجاع‮ : ‬كانت هي‮ ‬الحطب الذي‮ ‬أوقدت بها المعركة متقدمة الصفوف‮ .. ‬

,الوزير‮ : ‬لا‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون تمثيلاٍ‮ ‬عددياٍ‮ ‬أو مجرد نساء ديكور

‮> ‬في‮ ‬مطلع‮ ‬2011م وتزامناٍ‮ ‬مع بداية ثورة الشباب أثبتت المرأة اليمنية حضورا لافتا منذ الأيام الأولى للثورة‮ ‬موجهة بذلك رسالة واضحة للجميع بأنها تتساوى مع الرجل في‮ ‬الواجبات قبل الحقوق وأنها شريكة في‮ ‬بناء بلدها وإحداث التغيير المطلوب‮. ‬

وإن كانت مشاركة المرأة واندماجها في‮ ‬العملية التنموية بشكل عام والسياسية بشكل خاص ضئيلة إلاِ‮ ‬أنها استطاعت الحصول على جانب كبير من حقوقها وحتى‮ ‬يتاح للمرأة اليمنية ممارسة أدوارها بالشكل المطلوب لابد من القضاء على العوائق والصعوبات التي‮ ‬تواجهها‮ .. ‬ومع ذلك فالمرأة تتحدى المعوقات لا من أجل إثبات ذاتها هي‮ ‬فقط‮ ‬بل من أجل المجتمع ككل‮ .. ‬
تقول الدكتورة سعاد السبع الأستاذ المشارك بكلية التربية‮ – ‬نائب مدير مركز أبحاث ودراسات النوع الاجتماعي‮ ‬والتنمية بجامعة صنعاء في‮ ‬أحد مقالاتها بأن المرأة اليمنية‮ ‬نجحت في‮ ‬صناعة تاريخها‮ ‬المحلي‮ ‬من أجل التغيير‮ ‬وتم تكريمها والإشادة بها في‮ ‬كل وسائل الإعلام المحلي‮ ‬والعربي‮ ‬والدولي‮ ‬‮ ‬وكلل هذا التكريم‮ ‬بحصول السيدة اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام‮ ‬‮ ‬وصارت معظم التقارير(المحلية والعربية والعالمية‮) ‬تشير إلى المرأة اليمنية بإعجاب‮ ‬‮ ‬وتعد هذه‮ ‬شهادة عظيمة لدور المرأة اليمنية في‮ ‬المشهد السياسي‮ ‬للربيع العربيفعلى الرغم من الواقع اليمني‮ ‬المؤلم‮ ‬إلاِ‮ ‬أنها استطاعت‮ ‬أن تحول الألم إلى أمل سوف‮ ‬يمثل نقطة انطلاق لاستعادة الأمن والاستقرار وصناعة السلام في‮ ‬اليمن ولتحقيق الدولة المدنية الحديثة التي‮ ‬ينتظرها معظم أبناء الشعب اليمني‮…‬
هذا وبعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والاستعدادات لتدشين مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬في‮ ‬الأيام القليلة المقبلة وما تركزت عليه توصيات المؤتمر النسائي‮ ‬في‮ ‬مارس الماضي‮ ‬على إشراك المرأة في‮ ‬مراكز صنع القرار بنسبة لا تقل عن‮ ‬30٪‮ ‬كون المرأة أحد وأهم القوى الوطنية والاجتماعية فإنه‮ ‬يعد جزءاٍ‮ ‬مهماٍ‮ ‬من تحقيق العدالة الانتقالية وتحقيق البيئة التشريعية والقانونية بما‮ ‬يضمن شراكة حقيقية للمرأة اليمنية في‮ ‬مختلف المجالات‮..‬
‮> ‬وحول نسبة تمثيل المرأة في‮ ‬مؤتمر الحوار ومشاركتها ودورها خلال العام‮ ‬2011‮ ‬م‮ ‬‮ ‬يرى الدكتور عادل الشجاع‮ ..‬أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء‮- ‬رئيس التحالف المدني‮ ‬للسلام وحماية الحقوق والحريات بأن تمثيل المرأة في‮ ‬مؤتمر الحوار لم‮ ‬يكن بحجم المرأة ولم‮ ‬يكن بحجم خروجها إلى الشارع‮ .. ‬فقد كان خروج المرأة إلى الشارع هو اللافت للنظر والأكبر‮ ‬‮ ‬وكانت هي‮ ‬الحطب الذي‮ ‬أوقدت بها المعركة متقدمة الصفوف‮ .. ‬
ويعتقد الشجاع بأن المرأة في‮ ‬اليمن بشكل خاص والعالم العربي‮ ‬بشكل عام ما زالت حقوقها مهضومة وهي‮ ‬لم تحصل على الإنصاف ولا نقول المساواة‮ .. ‬فهناك فرق بين الإنصاف والمساواة وكثيرة من القوى السياسية تنادي‮ ‬بمساواة المرأة وأنا باعتقادي‮ ‬أن الشيء الطبيعي‮ ‬والسنن الكونية هي‮ ‬قد ساوت الرجل بالمرأة‮ .. ‬ولكن مسألة الإنصاف هي‮ ‬التي‮ ‬مازالت‮ ‬غائبة حتى هذه اللحظة‮ .. ‬وبأن هناك عزلاٍ‮ ‬اجتماعياٍ‮ ‬وعزلاٍ‮ ‬سياسياٍ‮ ‬للمرأة لم نتركه حتى هذه اللحظة ومازلنا نمارسه‮ ‬مثلاٍ‮ ‬الأحزاب السياسية عندما تؤسس دائرة تسمى دائرة المرأة وهذا‮ ‬يعمل عزلاٍ‮ ‬سياسياٍ‮ ‬إضافة للعزل الاجتماعي‮ ‬فينبغي‮ ‬أن تكون المرأة موجودة داخل أطر الحزب في‮ ‬مختلف الدوائر ولا‮ ‬يخصص لها دائرة‮ .. ‬
ويضيف‮: ‬وإذا أرادت المرأة فعلاٍ‮ ‬أن تأخذ وضعها الطبيعي‮ ‬الذي‮ ‬وضعه الله عز وجل لها ووضعته القوانين الكونية عليها فعلاٍ‮ ‬أن تناضل من أجل أن تْنصف‮ .. ‬ولا تبحث عن المساواة لأن المساواة هي‮ ‬قائمة بحكم القانون وبحكم الطبيعة والشريعة الإسلامية التي‮ ‬لا ترفض أن تكون المرأة مساوية للرجل والقوانين اليمنية والدستور اليمني‮ ‬يساوي‮ ‬المرأة بالرجل‮ .. ‬نحن بحاجة فقط كيف ننصف المرأة‮ .. ‬
‮> ‬وعلى الصعيد نفسه تقول‮ : ‬رجاء المصعبي‮ – ‬سفيرة النوايا الحسنة رئيسة المؤسسة العربية لحقوق الإنسان‮ : ‬من المفترض عندما نتحدث عن المرأة نخرجها عن إطار الأحزاب وإطار المنظمات‮ .. ‬وحين نتحدث عن المنظمات نتحدث عن المنظمات الممثلة للمرأة‮ .. ‬وإذا كان هناك نساء مثلت بأحزابهم فهذا لأنه ومن المفترض التحدث عن الفئات لا الأحزاب‮ .. ‬وكل ما كان الحديث عن فئات‮ ‬يكون أفضل من الأحزاب لأن الفئات تعني‮ ” ‬المرأة‮ – ‬الرجل‮ – ‬الشباب‮ – ‬الأطفال‮ – ‬الأشخاص ذوي‮ ‬الإعاقة‮ – ‬الأشخاص الأشد فقراٍ‮ – ‬الخ‮ .. ” ‬وسواء كان تواجد المرأة قليل أو كثير فنحن نتمنى أن‮ ‬يكون مؤتمرا ناجحا ليس لأجل مصلحة المرأة ولا مصلحة الرجل ولا مصلحة‮ ” ‬س أو ص‮ ” ‬من الأحزاب ولكن لأجل مصلحة اليمن‮ .. ‬جميعنا نذهب وتبقى اليمن‮.. ‬
مضيفة بأنه وفيما‮ ‬يخص تحرك للمرأة العام الماضي‮ ‬فإنه لم‮ ‬يكن بالطريقة الصحيحة وللأسف الشديد حتى المنظمات أو النساء المنتميات للأحزاب السياسية‮ .. ‬جميعهن اشتغلن لصالح جهاتهن سواء منظمة أو حزب ولم‮ ‬يعملن لأجل المرأة‮ .. ‬وكان مؤتمر المرأة الذي‮ ‬انعقد خير مثال‮ .. ‬حيث أصبح التمثيل فيه تمثيل حزبي‮ ‬وتمثيل مناطقي‮ .. ‬نكره أن تقسم اليمن طالما هناك امرأة فإنها لا تمثل منطقة او فئة او شريحة أو حزب بل إنها تمثل المرأة اليمنية‮ .. ‬
‮> ‬أما الباحثة والناشطة الحقوقية‮ ‬أطياف الوزير فتقول‮ : ‬بالنسبة لتمثيل المرأة في‮ ‬الحوار الوطني‮ .. ‬فقد كنت مع رأي‮ ‬تمثيل المرأة بما‮ ‬يماثل وجودها في‮ ‬المجتمع‮ ” ‬50٪‮ ” .. ‬أي‮ ‬يكون عدد النساء في‮ ‬الحوار النصف‮ . ‬الآن وإن كانت النسبة‮ ” ‬30٪‮ ” ‬شيء إيجابي‮ ‬مع انه كان ومن المفترض المساواة من البداية‮ ” ‬50‮ ‬٪‮ ” .. ‬
مؤكدة بأن التمثيل في‮ ‬المؤتمر لا‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون تمثيلاٍ‮ ‬عددياٍ‮ ‬أو مجرد نساء ديكور بل لابد من وجود نساء كفاءات وهناك كثيرات في‮ ‬اليمن قادرات بأن‮ ‬يكون لهن دور مهم في‮ ‬الحوار الوطني‮ .. ‬كما أن عليهن عدم ترديد لآراء الأحزاب التي‮ ‬ينتمين له أو الجهات والمنظمات التابعات لها‮ .. ‬أو تقديم رؤى بالأولويات للأحزاب وليس أولويات المرأة وهذا ما‮ ‬يقلق ولكن فكرة أن النساء تتواجد في‮ ‬كل المحاور والعملية السياسية للمؤتمر الوطني‮ ‬هذا بحد ذاته إيجابي‮.. ‬
وتضيف بأن المرأة التي‮ ‬نزلت إلى الشارع في‮ ‬2011م قدمت دوراٍ‮ ‬عظيماٍ‮ .. ‬ليس فقط على صعيد الشارع حتى الأمهات اللواتي‮ ‬ناصرن أولادهن الزوجات والأخوات‮ .. ‬جميعهن كان لهن دور مهم جداٍ‮ ‬في‮ ‬الثورة‮ .. ‬جميع النساء من مختلف القطاعات وعلى مختلف الثقافات جميعهن صنعن الأمل‮ .. ‬فطبيعي‮ ‬جداٍ‮ ‬أن‮ ‬يكون لهن دور في‮ ‬المرحلة القادمة وضروري‮ ‬لأنهن جزء مهم من مكونات المجتمع وبدونهن العملية الانتقالية لن تنجح‮ .. ‬من المستحيل ان‮ ‬ينجح المجتمع ونصفه خارج العملية السياسية‮ .. ‬علينا كنساء الا ننتظر الحقوق حتى تعطى لنا‮ .. ‬لا بد من أن ننتزعها انتزاع‮ .. ‬روح الثورة لديها لا بد وان تستمر‮ .. ‬على مدى فترة قادمة وطويلة نسبياٍ‮ .. ‬لا ننسى أن نأخذ الأولويات‮ .. ‬ولا بد من النساء المختارات في‮ ‬الحوار الوطني‮ ‬أن‮ ‬يدركن بأنهن‮ ‬يمثلن نساء اليمن بشكل عام وليس فقط فئة أو مجموعة معينة من النساء‮ .. ‬
‮> ‬من جانبها أكدت الدكتورة سامية عبد المجيد الأغبري‮ ‬أستاذة بكلية الإعلام‮ – ‬جامعة صنعاء بأن الأهمية ليست في‮ ‬زيادة أو نقصان عدد النساء المشاركات في‮ ‬الحوار ولكن في‮ ‬نوعية تلك النساء ومدى تمثيلهن لكافة الشرائح النسائية سواء من حيث السن أو التعليم أو مجال العمل أوالانتماء الفكري‮ ‬السياسي‮.. ‬فتحديد نسبة‮ ‬30‮ ‬٪‮ ‬كما أوصى مؤتمر المرأة في‮ ‬مارس الماضي‮ ‬ليس من وجهة نظري‮ ‬هو الأساس‮ ‬‮ ‬الأهم من هنٍ‮ ‬هؤلاء النسوة اللاتي‮ ‬سيمثلن المرأة وهل سيتمكن من عكس قضايا المرأة اليمنية الحقيقية¿‮ ‬
ينبغي‮ ‬أساسا أن‮ ‬يتم تمثيل مختلف الاتجاهات والرؤى النسائية سواء تجاه طبيعة الحوار أو مايخص قضايا المرأة التي‮ ‬يفترض أن تثار في‮ ‬هذا المؤتمر الهام بحيث تضمن النساء طرح قضاياهن ذات الأولوية المجتمعية على طاولة الحوار فإذا لم تتمكن المرأة من خلال الكوتا أن تفرض رؤاها‮ ‬‮ ‬وتتفاعل مع الحوار بشكل إيجابي‮ ‬‮ ‬وتخرج من هذا الحوار بنتائج مثمرة لصالح الوطن عامة والمرأة على وجه الخصوص فلا جدوى من الكوتا‮. ‬
وتضيف‮ : ‬إذا نجح الحوار الوطني‮ ‬في‮ ‬الوصول إلى اتفاق بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة‮ ‬‮ ‬وتحقيق استقلالية القضاء‮ ‬‮ ‬وغيرها من الأهداف الثورية فإن وضع المرأة اليمنية سيتحسن تلقائيا‮ ‬ولن نحتاج إلى كوتا لأن الدولة المدنية من أهم شروط قيامها إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة‮.. ‬لذلك فما على النساء إذا أردن المشاركة الفاعلة في‮ ‬مختلف مناحي‮ ‬الحياة وخاصة السياسية إلاِ‮ ‬أن‮ ‬يدعمن تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة‮ ‬‮ ‬ويتوحدن في‮ ‬هذا الاتجاه‮.‬

قد يعجبك ايضا