* تركا فصول المدرسة ليختارا الضياع :
الاسرة/ عادل بشر
كعادته كل يوم خرج الحاج أحمد إمام المسجد من منزله قبيل الفجر متجها نحو الجامع ليؤذن لصلاة الفجر وأثناء خروجه من البيت لاحظ شابين يجلسان بجوار المنزل ويتكئان على جداره وعيونهما ترقب الشارع كأنهما يبحثان عن شيء فقداه.
لم يسألهما الحاج احمد عن شيئ ومضى في حال سبيله صوب الجامع ولأنه اعتاد على اخذ جولة قصيرة بعد صلاة الفجر مشيا على الإقدام فقد تأخر بالعودة إلى منزله حتى قرابة الساعة السابعة صباحا وتفاجأ بأن الشابين مازالا في نفس المكان.
اقترب منهما وسألهما من أنتما وماذا تفعلان هنا ؟ فأخبراه أنهما أقرباء لأحد الأشخاص الساكنين في الحارة المقابلة وقد اتفقوا معه على أن يلتقياه في هذا المكان وما زالا في انتظاره لانهما لا يعرفان البيت.
لم يقتنع الحاج احمد بكلام الشابين خاصة عندما لمح لدى أحدهما جزءا من سلاح كلاشنكوف كان مخبأً تحت ثيابه مما أثار قلقه في أن يكونا مجرمين رغم صغر سنهما أو يخططان لقتل شخص ما فعاد إلى منزله مسرعا ورفع سماعة التلفون متصلا بالشرطة .
وصل رجال الشرطة إلى المكان بعد تلقيهما بلاغا من إمام الجامع يخبرهم بوجود شخصين مسلحين جوار منزله منذ الفجر وكانا بالفعل ما يزالان موجودين في المكان نفسه اثناء وصول الشرطة التي قامت بإلقاء القبض عليهما وفي قسم الشرطة بدأ التحقيق مع المقبوض عليهما احدهما في الـ18 من عمره ويدرس في المرحلة الثانوية ويسكن احدى المحافظات البعيدة والثاني يبلغ من العمر 20 عاما وهو زميل الاول في المدرسة نفسها.
واثناء التحقيق مع كل منهما على انفراد بدأت الخيوط تتضح لرجال الشرطة أنهما أمام اثنين من محترفي سرقة السيارات رغم صغر سنهما وتم احالتهما مباشرة إلى النيابة المناوبة.
في محضر استدلالات النيابة اعترف الأول بأنه وزميله أثناء القبض عليهما كانا يقومان بمراقبة سيارة شبح ويخططان لسرقتها وبيعها لأحد الاشخاص خارج المدينة ..وكذلك كانت اعترافات سليم إن السلاح الذي بحوزتهما هو لغرض الحماية من أي خطر قد يلحق بهما وخشية من لصوص آخرين قد يلتقوهما في مناطق البر خارج المدينة. واعترف المتهمان بانهما قاما قبل ذلك بسرقة ثلاث سيارات في فترة وجيزة وقاما ببيعها والتصرف بثمنها وهي موجودة مع مبتاعيها إضافة إلى ذلك اعترف الشابان بعدد من السرقات التي قاما بها مع اناس آخرين سبق وأن تم القبض عليهم منها اعتراف الاول بسرقة سبع سيارات قبل ذلك مع عصابة اخرى.
لم تصدق النيابة ما سمعته من اعترافات منهما وكلفت فريق عمل يقوم بالنزول مع المتهمين إلى الاماكن التي سرقا فيها السيارات والتاكد من صحة كلامهما خاصة وان عمرهما ما زال صغيرا ولا يمكن إن يكونا قد ارتكبا كل تلك السرقات.
بعد نزول فريق الضبط القضائي الى هذه الاماكن وأحد مواصفات السيارات المسروقة ومطابقتها أيضا مع اعترافات المتهمين اتضح للنيابة أنها امام عصابة منظمة تستغل الفتيان صغار السن في السرقة بأن تدفع بهم إلى المدينة لسرقة السيارات التي يكونوا قد اعطوا لهم مواصفاتها سابقا ومن ثم شرائها منهم بثمن بخس.
استكملت النيابة التحقيق مع المتهمين وقدمتهما إلى المحكمة لمحاكمتهما وعقدت المحكمة جلساتها المتعددة لمحاكمة المتهمين وامرت باحالة المتهم الاصغر إلى الطبيب الشرعي لتحديد عمره وجاء تقرير الطبيب الشرعي ليؤكد إنه في سن التاسعة عشرة.
استمعت المحكمة في جلساتها لمحضر الاتهامات وأقوال الشهود واصحاب السيارات المسروقه واعترافات المتهمين وجاء قرارها في الاخير ليقضي بحبس المتهم الاول ثلاث سنوات والمتهم الثاني سنتين ونصف ويلتزم المتهمان باعادة المسروقات أو دفع قيمتها بحالتها التي كانت عليها قبل السرقة ودفع ما ترتب على ذلك من أتعاب اخرى.
واقتيد المتهمان إلى السجن لقضاء مدة العقوبة بعد أن تركا فصول المدرسة وكتبها واختارا الانحراف والسرقة مستقبلا لهما.
Prev Post