نبض .. لي أن أغرّد
عبدالرحمن غيلان
* منذ زمن ، ورصاصة واحدة في الخصومة لا تكفي ، بشاعة حظٍّ لا تفي ، طعنةٌ لا تقدر على النفاذ ، حتى إذا ما حضرت رائحة الوطن تكفّلت بترميم ما تناثر من فواجع الزمن .. وكآبة المآل .
* منذ العدوان ، وحمامة صديقٍ عميل تكفي لموت عائلةٍ تُسمّى الوطن .. قلمٌ خائنٌ ، كفيلٌ بتدمير ما تبقّى من أملٍ للنجاة بطاولةٍ وكوب قهوةٍ على ناصية المدينة التي كانت تُبصرُ في أحداقها مرح الطفولة ، وزهو الشباب ، ونضج الكهولة ، وتميمة الامتنان .
* منذ العدوان ، ومخالب الكاميرا تنهش ما لا يستطيع جيشٌ على التقاطهِ من رائحة رصيفٍ كان سجّادة حنونة تُقدّس صبوة الأقدام العارية وهي تلهج بديمومة حبٍ لوطنٍ وحده من يقدر على صدّ مالم تذكره كتب العداوات الراسخة في أفق التفكير والتكفير .
* منذ العدوان ، واليمنيّ الأصيل يملأ بياض الوطن بما تيسّر من أجنحة الحمام .. والعدوّ ليس له سوى رصاصة يودعها حقده الأزليّ .. الرصاصة ستحرق اليباس ، لكنها بمعيار الوطن ستصبح مثقال إبرةٍ في الفضاء الفسيح .
* أيها العدوّ الغاشم .. لي أن أغرّد ، وأن أحطّ على نافذة غفلتك كلّ صباح .. ولك محاولة الخفافيش في رصد وحصد حريتي طيلة ليلك ونهارك .. لكنني سأحطّ ثانيةً لأقاسمك دارك كل ليلة .
* أيها العدوّ الهمجيّ .. لك أن تتباهى بطائراتك المتناثرة على سفوح قلبي ، ولك أن تدفع بصغارك لاقتناء مرآةٍ تُجمّل لمعان ثوبك .. ولليمنيّ الصامد أن يعيدكَ خارج السنبلة ، وأن يقيم لغباركَ تمثالاً يليق بحجم الفاجعة .