ن …………والقلم…شيخ المشائخ ..
عبدالرحمن بجاش
ليس كل من بهرر وازبد وارعد وظلم وأخذ حقوق الآخرين بشيخ , إذا اتفقنا على ترسيخ مفهوم آخر غير ما علق في الذهن عن المشيخ والمشيخة والمشائخ , يمكننا أن نُشَيٍخْ القيم في علاقاتنا , وحياتنا عموما , وأحسب أن مشائخ كثيرين ينتمون إلى هذه الدولة التي نسعى اليها جاهدين (( القيم )), التي تندثر لحظة بعد لحظة وهي أهم ما نخسره في حياتنا , وأنظر للتدليل فمن رفع شعوب جنوب شرق آسيا من الفيتنام إلى الصين تسييد كل ما له قيمة في حياتهم , وأنظر مرة أخرى على المستوى الشخصي ستجدهم أكثر شعوب الأرض أدبا , بينما كان يفترض أن نكون نحن (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . عندما أتحد ث أو أشير أو أشيد بالمشيخ والمشيخة والمشائخ فانا أقصد شيخ مشائخ الصحافة المرحوم الأستاذ صالح عبده الدحان 1940- 2012م , من سيًد الكلمة وجعلها قيمة القيم في حياته وفي حياتنا ابان مرحلة طويلة هي سيرة حياته المعنونة بالكلمة , أولها حرف , وآخرها كلمه , حين كانت الكلمة حياة. في فندق سنان بتعز كان آخرلقاء جمعني به , فمن لحظة وصولي إلى مدينة الصبا سألت أين الدحان ؟ قالوا في فندق سنان بعصيفرة له سبعة أشهر , وإليه حججت , التقاني بنفس العبارة التحية : كيف أنت يا بن بجاش ؟ لم أجب فقد لاحظت على وجهه دحان آخر , سألت : كيف يا عم صالح ؟ قالها : ما فيش فائدة , وأن يقول ابن الدحان مافيش فائدة فيعني ما فيش فائدة , خرجت من لدنه مهموما أقلبها يمين شمال لا صلحت يمين ولا يسار !!! , واينك يا دحان لتر !!! , فب ((لمقلوب)) يصلح لهذه الأيام , حيث لا راس لها ولا رجل . مسألة طبيعية أن تمر ذكرى رحيله 30 نوفمبر ولا أحد يدري , بالعكس سأستغرب جدا فيما لو ظهرت أي صحيفة تقول بيوم ذكرى رحيل شيخ مشائخ الصحافة , الطبيعي أن ننسى , الطبيعي أن نتنكر , لأن لا أساس ولا وجود لدولة القيم التي ظل يبشر بها , ويكتب عنها , ويسلك سلوك مواطن في أي من مدنها . صالح الدحان مدرسة صحفية قائمة بذاتها , لا تعلم عنها كلية الاعلام شيئا , ولا ما درجنا على تسميتها (( نقابة الصحفيين )) , هي على ما قال صاحبي جار الله (( نكابة الصحفيين )) !!! , لا أتهكم بقدر ما أتالم وأحس أن الوجع لغيابها وصل إلى العظم , فتش عن الأحزاب التي تحتوي الكيانات الابداعية , خذ الأدباء والكتاب مثال آخر , ورحم الله البردوني والجاوي وأطال في عمر المقالح والمساح لَحْقًه !! .