التحول من أمير للشعراء إلى شاعر للأمراء!!
في مسابقة أمير الشعراء المقامة في الإمارات، يذهب الواحد من الشعراء العرب راغبًا أن يكون أميرًا للشعراء فإذا به يعود شاعرًا للأمراء!!
لا يجوز أن يحوز على اللقب إلا من مدح أمراء الألماس والذهب من أمهات رؤوسهم إلى أخامص أقدامهم!!
يتم تحويل الشعراء ثقافيًّا بطريقة مبتذلة تشبه طريقة التدخل العلاجي لتحويل أحدهم جنسيًّا.. فيتم تجيير الشاعر ليمدح الأمير فلان والشيخة فلانة ويتم تهجينه على الطريقة الأميرية الخاصة، فيخربون بيت الشِّعر ليقيموا أود بغيتهم من مدح أمراء بيوت الشَّعر من الأعراب الأغراب..
كم من شاعرٍ لديه موهبة حقيقية يعود من هناك وقد فسدت موهبته الشعرية وقد أفسد – إلى ذلك – ذائقة المتلقي الأدبية!!.. كم من كلماتٍ يتم تحويلها وتغيير مسارها من كونها وصفًا شعوريًّا وتعبيرًا عن مشاعر الناس إلى جعلها وصفًا لقصور الأمراء وسياراتهم وإطاراتها وصداماتها ورفارفها وأشكالها وألوانها!!.. وكم من قصيدةٍ كان المفروض أنها قيلت في أبطال الانتفاضة الفلسطينية وأبطال المقاومة العربية، تغير مجراها لتقال في أمجاد الأمراء الخليجيين وبطولاتهم الوهمية باسم الله مجراها ومرساها!!
ولعلّ الشعراء أنفسهم أكثر من يدرك ذلك ولكنهم تحت ضغط الحاجة المادية والظرف النفسي يقبلون بمدح من لا يستحقّ المدح عملاً بالمثل الشعبي القائل: لو لك حاجة عند الكلب قل له: يا سيدي!!
ولكن ما يحتاج يا سادة.. يظلّ الشعر أكبر من كل أمراء الخليج وأكثر من كل أموالهم.