مانشستر يعود بصيد ثمين ويضع الريال على حافة الهاوية



بكثير من الحظ وقليل من التكتيك نجح مانشستر يونايتد في العودة من مدريد بتعادل ثمين بنتيجة 1-1 مع الريال في المواجهة التي جمعت بينهما أمس الأول في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا.
تقدم ويلبك للمانيو في الدقيقة 20 قبل أن يسجل رونالدو هدف التعادل في فريقه السابق في الدقيقة 30 وبات الفريق الإنجليزي الأقرب لبلوغ دور الثمانية حيث يكفيه التعادل السلبي في لقاء العودة يوم 5 مارس المقبل.
نجح نجوم الريال في فعل كل شئ في الشوط الأول لكنهم فشلوا في تحقيق الشئ الأهم وهو ترجمة سيطرتهم لأهداف حيث أهدروا العديد من الفرص بشكل غريب وعاندهم الحظ كثيراٍ قبل أن يباغتهم المانيو بهدف مفاجئ ولولا هدف رونالدو قبل نهاية الشوط الأول لكان الوضع أكثر سوءاٍ.
تقاسم الفريقان السيطرة على مجريات اللعب في الشوط الثاني الذي جاء متكافئاٍ حتى على مستوى الفرص ونجح السير فيرجسون في التعامل بشكل تكتيكي مميز مع اللقاء في وقت لم تنجح تغييرات مورينيو في إحداث جديد في مستوى الفريق.
ظهر رونالدو بشكل جيد في الشوط الأول لكنه إختفى تماماٍ في الثاني في المقابل لم يظهر فان بيرسي بمستواه المعهود وظل غائباٍ معظم فترات اللقاء.
دفع مورينيو بكل أسلحته من البداية في هذه المواجهة خاصة وأن الفريق مطالب بتحقيق نتيجة إيجابية قبل موقعة العودة بمسرح الأحلام ودخل « المو» بطريقته المعتادة 4-2-3-1 معتمداٍ في قلب الدفاع على راموس وفاران الذي فضله على بيبي العائد من الإصابة مع الدفع بكوينتراو وأربيلوا في الجانبين كما إعتمد على الثنائي خضيرة وألونسو كمحوري إرتكاز أمامهما الثلاثي الهجومي دي ماريا وأوزيل ورونالدو مع وضع بنزيمة كرأس حربة وحيد.
دخل السير أليكس فيرجسون اللقاء بطريقة متحفظة تميل إلى حد أكبر للدفاع على أمل خطف هدف يكون خير عون له في العودة حتى لو خسر اللقاء وإعتمد السير على طريقة 4-4-1-1 حيث دفع بالرباعي داسيلفا وفريديناند وايفانز وايفرا في الدفاع وإعتمد في الوسط على كاريك وجونز التي حامت الشكوك حول مشاركته قبل المباراة كمحوري إرتكاز مع الدفع بكاجاوا وويلبك في الجناحين وتولى الثنائي واين روني وأمامه الخطير فان بيرسي المهام الهجومية.
بدأ الريال المواجهة بضغط هجومي كبير وظهرت روح الفريق من البداية ورغبته القوية في تحقيق الفوز وقبل أن تمر الدقائق الخمس الأولى نجح نجوم الميرينجي في تهديد مرمى الحارس دي خيا في ثلاث مناسبات كان أخطرها في الدقيقة 6 من تسديدة أكثر من رائعة لكوينتراو لمسها الحارس الإسباني بأطرف أصابعه لترتطم بالقائم الأيسر وتحرم الريال من هدف مبكر.
تحرك الثلاثي دي ماريا وأوزيل ورونالدو بشكل جيد وتمكنوا في فك شفرات الدفاع الإنجليزي مبكراٍ في ظل معاونة رائعة من الثنائي خضيرة وألونسو في الهجوم.
الحذر كان العنوان الرئيسي للمانيو وإكتفى الفريق الإنجليزي على الهجمات المرتدة مستغلاٍ تقدم الريال للهجوم واللعب على المساحات الخالية خلف مدافعي الفريق الملكي كما حاول فيرجسون إستغلال ضعف الجبهة الدفاعية اليمنى للريال فدفع بالياباني السريع كاجاوا في هذه الجبهة بالتناوب مع الخطير ويلبكفي وقت غاب فيه روني عن الصورة لقيامه بواجبات دفاعية إضافة إلى تراجع مستوى فان بيرسي.
على عكس سير المباراة تماماٍ ومن ضربة ركنية في الدقيقة 20 فاجأ ويلبك الجميع بضربة رأس إكتفى لاعبو الريال وحارس مرماه لوبيز بمشاهدتها وهي تسكن الشباك الإسبانية .
الهدف المباغت أربك الحسابات المدريدية وأصاب لاعبيه بالإحباط إلى حد ما خاصة وأنهم كانوا الأفضل لكنهم نجحوا في تنظيم صفوفهم من جديد في وقت حافظ فيه المانيو على توازنه.
تحرك أوزيل ودي ماريا ورونالدو في وقت لم يدخل فيه بنزيمة المباراة وفي الدقيقة 30 إنطلق دي ماريا في الجبهة اليسرى وأرسل كرة بالمقاس على رأس رونالدو الذي إرتقى عالياٍ بشكل رائع وحول الكرة في شباك دي خيا محرزاٍ هدف التعادل.
عاد ويلبك اللاعب ذو الأداء التكتيكي المميز للظهور من جديد في الدقيقة 34 واهدر فرصة محققة لمانشستر من شبه إنفراد وشكلت تحركاته خطورة على مرمى الريال إلى جانب قيامه بدور دفاعي جيد في الوسط.
رغم خطورة الموقف فقد عاب أداء لاعبو الريال الميل للإستعراض في الأداء دون اللعب بجدية على المرمى ولعل أكبر تجسيد لذلك الهجمة التي إنطلق بها أوزيل ودخل منطقة الجزاء وبدلاٍ من أن يسدد بالمرمى لعبها عرضية لرونالدو الذي حاول تسديدها في المرمى بالكعب مهدراٍ فرصة مؤكدة.
تحرك المانيو بشكل أفضل مع بداية الشوط الثاني وهدد مرمى الريال مستغلاٍ إهتزاز الدفاع الأبيض خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الكرات العرضية .
ظل بنزيمة غائباٍ عن المباراة الأمر الذي كان يستوجب إستبداله مع بداية الشوط الثاني وهو ما لم يحدث ليظل الفريق يلعب عملياٍ بعشرة لاعبين.
بعد فترة من التراجع نجح الريال إستعادة زمام الأمور بفضل التحركات المستمرة لدي ماريا وأوزيل وعلى الرغم من إختفاء رونالدوومع دخول المواجهة الدقيقة 60 أدرك مورينيو غياب بنزيمة فقرر سحبه وإشراك هيجواين.
حاول السير اليكس فيرجسون تنشيط خط وسط فريقه وإستغلال حالة الإهتزاز الواضحة للدفاع المدريدي فدفع بالمخضرم ريان جيجز بديلاٍ للياباني كاجاوا.
شهدت الدقيقة 70 قمة الإثارة والظهور الأول الحقيقي للخطير فان بيرسي الذي إخترق منطقة الجزاء وسدد كرة قوية إرتدت من العارضة وعادت الكرة وتهيأت أمامه مرة أخرى لينفرد بلوبيز وسط حالة من توهان الدفاع المدريدي وسدد بيرسي الكرة ضعيفة مرت من حارس الريال لكن الونسو نجح في إبعادها قبل أن تتجاوز خط المرمى.
عاد السير وأجرى تغييره الثاني بإشراك فالنسيا بدلاٍ من ويلبك وسحب مورينيو الأرجنتيني دي ماريا أحد أفضل نجوم المباراة ودفع بلوكا مودريتش.
تألق دي خيا بشكل كبير خلال هذا اللقاء ونجح في إنقاذ مرماه في أكثر من مناسبة كانت كفيلة بمنح التقدم لأصحاب الأرض.
ألقى مورينيو بورقته الأخيرة من خلال إشراك بيبي بديلا لألونسو بغية إستخدام مناوشاته لخلخلة الدفاع الإنجليزي والإعتماد عليه في الكرات العرضية خاصة وأنه لم يشركه في مركزه الاساسي كقلب دفاعورد السير بتغيير ثالث بإشراك أندرسون بدلاٍ من روني.
ظهر رنالدو في الأمتار الأخيرة من اللقاء وأطلق تسديدة صاروخية مرت فوق العارضة وعاد وأهدر فرصة مؤكدة في الدقيقة الأخيرة من اللقاء عندما فشل في تحويل عرضية مودريتش داخل الشباك.
وفي اللحظات الأخيرة أنقذ لوبيز مرماه من تسديدة قوية حولها لركنية لكن حكم المباراة أطلق صافرته قبل تنفيذها.
دورتموند × شاختار
وفي مباراة أخرى أمس الأول حقق بروسيا دورتموند الألماني تعادلا ثمينا مع مضيفه شاختار دونيتسك الأوكراني بهدفين لكل منهما.
أحرز هدفي شاختار كل من الكرواتي داريو سرنا (ق31) والبرازيلي دوجلاس كوستا (ق68) بينما أحرز هدفي دورتموند البولندي روبرت ليفاندوفسكي (ق41) والألماني ماتس هوميلس (ق87).
بدأت المباراة برغبة من الفريقين في السيطرة على منطقة وسط الملعب وتبادلا الهجمات منذ الدقائق الأولى إلا أن الهجمات الأولى كانت خطيرة على المرميين.
وفي الدقيقة 12 يتقدم البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم دورتموند إلى داخل المنطقة ويحاول المراوغة داخل منطقة الجزاء ويسقط إلا أن الحكم الإنجليزي هاورد ويب ركلة جزاء.
وتضيع فرصة التقدم للنادي الألماني بعدما حول المدافع هوميلس ضربة ركنية برأسية إلى داخل المرمى إلا أن القائم كان حائلا دون تقدم الضيوف.
وواجه شاختار طوال الشوط الأول العديد من المشكلات للعب كرات منظمة من الخلف إلى الأمام بسبب الضغط الكبير من لاعبي الفريق الألماني.
وفي الدقيقة 31 ينجح سرنا في إحراز هدف التقدم للفريق الأوكراني من ركلة حرة سددها قوية ليفشل الحارس رومان فايدنفلر في التصدي لها.
وبعدها بعشر دقائق تعادل دورتموند بخطأ من الدفاع الأوكراني الذي فشل في تشتيت الكرة لتصل إلى ليفاندوفسكي وينفرد بالمرمى ويسددها أرضية في مرمى أندري بياتوف.
وكاد شاختار أن يتقدم في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول من كرة فشل فايدنفلر في إخراجها بعيدا عن مرماه لتصل إلى لاعب الوسط البرازيلي اليكس تيكسييرا تباطأ في تسديدها ونجح الدفاع في إخراجها وينتهي بعدها الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بين الفريقين.
وبدأ الشوط الثاني بنفس الرغبة من الفريقين في السيطرة على منطقة وسط الملعب وكان التفوق هذه المرة لدورتموند الذي بادر بالهجوم إلا أن تألق الحارس والدفاع أبعد الكرة عن منطقة الخطورة.
لم يشهد الشوط الثاني العديد من الفرص الحقيقية حتى الدقيقة 68 بعدما تلقى البديل كوستا كرة طولية مهدها وسددها بشكل رائع لتسكن الشباك ويتقدم من جديد لشاختار.
بعدها تزداد الإثارة في المباراة ويضيع ليفاندوفسكي فرصة التعادل بعدما تلقى كرة عرضية من ماريو جوتزه ليسددها بخلفية مزدوجة لتخرج بعيدة عن المرمى (ق72).
وينجح بعدها دورتموند في التعادل من ركلة ركنية عن طريق هوميلس حيث لم تخطئ هذه المرة رأسيته طريقها إلى المرمى ولم يمنعها القائم لتسكن الشباك (ق87).
ويحاول الفريقان خطف فوز في الدقائق الأخيرة إلا أن صافرة هاورد ويب كانت الأسرع لينهي المباراة بتعادل إيجابي 2-2 ويقترب دورتموند من التأهل لدور الثمانية خاصة وأن مباراة الذهاب ستكون على أرض الألمان في الخامس من مارس.

قد يعجبك ايضا