مـحـطــــات

عبدالسلام فارع

اتصل بي أحد الأصدقاء من مدينة التربة مديرية الشمايتين بمحافظة تعز وهو من المتيمين بنجوم الزمن الجميل، مستهلاً محادثته الرياضية بالإشادة بنجم الكرة اليمنية الأسبق ونجم النادي الأهلي التعزي جميل قاسم محمد متمنيا لو أني كنت قد أشرت إليه كما أشرت إلى من سبقوه وليس عبر عمود خاص، وفوجئت أكثر حينما حدد بالاسم بعض الأسماء ممن حظيت مواكبتي لعطاءاتهم بنصف أو بصفحة كاملة عبر إطلالتين متتاليتين، مثل مهندس الكرة اليمنية عبدالعزيز القاضي ـ عبدالعزيز مجذور ـ عبدالكريم الهتاري ـ سعيد دعالة، وقبل أن أرد عليه استدرك قائلاً أعرف جيداً أنك قد أوضحت في مستهل ذلك العمود كل شيء وهنا أيقنت أن ذلك الصديق لم يكن مجرد متابع فقط لمسيرة أولئك النجوم، بل هو في الوقت ذاته قارئ متمكن.
قلت له أنت شخصياً ماذا تريد أن تقول عن النجم الجميل جميل قاسم، فرد بإيجاز شديد: إنه كما قلت أنت شيخ الهدافين، وعلى التو أضاف: وأنت يا عبدالسلام ماذا تريد أن تضيف عنه، قلت له الجميل بن قاسم محمد الشرجبي هو ملك الهدافين ومرعب الحراس وهو في الحقبة التي برز فيها كأفضل المهاجمين في أهلي تعز، بل وفي الوطن بأكمله, لم يكن أقل شأناً من أبرز المهاجمين في الوطن العربي كالمرعب جاسم يعقوب وماجد عبدالله والخطيب ومنصور مفتاح وآخرين، كما كان الحال بالنسبة لمهندس الكرة اليمنية عبدالعزيز القاضي وهو اللقب الذي اطلقته عليه الصحافة الرياضية السعودية، إذن الجميل بن قاسم مع بعض رفقاء دربه من نجوم العصر الذهبي في كرة القدم اليمنية لا يمكن أن تختزل إبداعات وعطاءات أيٍ منهم إلا في كتاب متكامل وهذا ما أزمع القيام به إن شاء الله (إن كان في العمر بقية)، وإن لم تتيسر الأمور ولم ألق من يدعم الفكرة مادياً فسوف أجمع بإذنه تعالى كلاً من (عبدالعزيز القاضي ـ يحيى فارع ـ جميل قاسم ـ الهتاري ـ الروضي ـ الحمامي ـ الجهمي ـ أحمد عبدالعزيز ـ عبدالله العسولي) في كتاب واحد قولوا آمين اللهم آمين.. في الموسم الرياضي 1997-1998م انخرط الشاب سلام عبدالحكيم الرازحي في نادي اليرموك بالعاصمة صنعاء يوم أن كان يرموك الروضة يضم في فريقه الأول لكرة القدم كوكبة من أبرز النجوم ممن كان يعتبرهم سلام قدوة له في الانضباط والنجومية مثل محمد زهرة ومحمد الدولة ولأنه كان يحلم بالوصول إلى ما وصلوا إليه فإنه كان يبذل كل ما لديه من الجهد حتى يلحق بهم، وقد ساعده في الاقتراب من ذلك الحلم مدرب الفريق الكابتن عثمان الذي كان يرى فيه خامة متميزة، ونظراً لالتزامه ومثابرته تم اختياره للعب ضمن سن الـ 17 عاماً في وقت لم يكن قد بلغ فيه الـ 15 عاماً.
وكان سلام الرازحي الذي لم يغب يوماً عن التدريبات من أفضل مهاجمي الفريق وصانعي الألعاب، وقبل أن يصل المعنيون إلى ترفيعه إلى الفريق الأول بدأت أحلامه تتجه نحو الدراسة الأكاديمية ليبدأ مشواره الأكاديمي في محطته الأولى عبر الثانوية العامة وصولاً إلى بكالوريوس نظم المعلومات في الحاسوب ليتبدد بعد ذلك حلمه الرياضي ويحل محله الحلم العلمي.
***
مع استمرار حالات النزوح وضبابية الرؤية السياسية تتفاقم الأوضاع المعيشية وتزداد سوءاً ويتجلى ذلك بوضوح عقب كل صلاة في مساجد العاصمة، حيث نرى ونسمع أكثر من شخص وهو يشكو الفاقة ودموع الأسى تنهمر من عينيه، وغالباً ما تكون الحصيلة قيمة عشوة متواضعة فقط. لا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي مساجد العاصمة أيضاً تتباين حالات النظافة العامة من مسجد إلى آخر، حيث يحتل مسجدا آية والخرابة ذيل الترتيب، فيما يأتي مسجد الطواشي بالزمر في قمة الصدارة كما أنه يتفوق على سواه بأجوائه الروحانية ويليه مباشرة مسجد الأنصار بحي القادسية والعاقل بحدة.
حتى اليوم مر على نزوحي إلى العاصمة صنعاء 110 أيام لم أسمع خلالها أن أي منظمة من المنظمات الدولية والمحلية تحسست أحوال النازحين، أما ما يتعلق بمتابعتي للأخبار في ظل انقطاع الكهرباء فإني أحصل عليها عن طريق الواتس وعبر الزميل مطر الفتيح ـ المهندس محمد أحمد عبدالله ثابت ـ نجم الطليعة الأسبق عبدالله الكاتب، وأخيراً انضم إلى شبكة المراسلين المعتمدين لدي الشاب المهندس أنور شرف.. فشكراً للجميع.

قد يعجبك ايضا