القطاع الزراعي بإب على حافة الانهيار والمزارعون يلتحقون بصفوف العاطلين عن العمل
إب: أحمد السعيدي
في محافظة إب أدى الحصار المفروض على اليمن إلى توفيق قطاع التصدير للمنتجات الزراعة الأساسية مما ألحق بالمنتجين في القطاع الزراعي العام والخاص والتعاوني خسائر فادحة في العائد الزراعي حيث تعرضت الكثير من المحاصيل الزراعية كالخضروات والفواكه المخصصة للتصدير للتلف التام والجزئي حيث تعرضت مئات وآلاف الأشجار المثمرة والمعمرة والبساتين والمزارع المنتجة للإتلاف نتيجة استهدافها من قبل القصف الجوي للعدوان والاقتتال الداخلي وبسبب انعدام الديزل وارتفاع أسعارها.
تعتبر محافظة إب إحدى أهم مصادر العديد من المنتجات الزراعية التي يحتاج إليها الإنسان اليمني منذ قديم الزمن نظراً لما تتميز به المحافظة من عوامل زراعية هامة منها: توفر الأراضي الزراعة وتوفر المياه والسهول والوديان والمدرجات الجبلية وكذا خصوبة التربة وتوفر المياه بسبب هطول الأمطار معظم شهور السنة واعتدال المناخ فمن أهم المحاصيل الزراعية في محافظة إب ما يلي:
الحبوب (كالقمح والشعير والحنطة والدخن والعدس والذرة الحمراء والذرة الصفراء والذرة الشامية والفاصوليا والفول والبازيليا) وتزرع في جميع وديان وسهول ومدرجات المحافظة.
ومن المحاصيل الخضروات كالبصل والطمام والبسباس والثوم والجزر والكوسة والخيار والبامية والبطاطس والبقوليات والخس) والفواكه (التين الشوكي والتين الرومي والرمان والفرسك والمانجو والشمام) والمكسرات (الجوز والذي يتم زراعته بشكل واسع في المناطق المترفعة من مديرية السدة والشعر وكذا الكالوز الذي بدأت زراعته حديثا في بعض المديريات.
قصب السكر ويتم زراعته في مديرية العدين وحزم العدين كذلك اللبان ويتم زراعته في العديد من المدرجات الجبلية والوديان.
كما تعتبر محافظة إب من أهم مصادر الأحطاب والأخشاب وزراعة أشجار الكافور والطنب ووجود أشجار السدر والطلح والعلب.
خسارة بالملايين
ما يتعرض له المزارعون في محافظة إب خسارة هناك لم يشهدها المزارعون من قبل:
يقول المزارع وليد الجبلي مديرية جبلة “منذ بدء العدوان الغاشم وحصاره الذي أدى إلى انعدام مادة الديزل وحتى الآن خسرت مايقارب 9 ملايين ريال فانعدام الديزل أحرمنا من تسقية الأراضي الزراعية وانعدام الأمطار أيضا فأصبحت الأراضي الزراعية اليوم فاحلة جدباء لا تنتج شيئاً وهذا المحصول الزراعي هو قوت السنة بأكملها لي ولأولادي وأقاربي الذين يشاركونني في حصاد هذه المحاصيل الزراعية التي يتم تصديرها إلى أمانة العاصمة.
ضعف التصدير
أما الأخ راجح مقبل صاحب أرض زراعية واسعة بمديرية العدين يقول: في الأرض الزراعية التي أملكها أقوم بزراعة الطماطم والثوم والبسباس فيها ونتيجة انعدام المشتقات النفطية لم استطع إيصال هذه المحاصيل إلى التجار في المحافظات الأخرى والذين أبيع لهم بالسعر المناسب لي ولهم وأما محصول هذا العام فقد اضطررت إلى بيعه داخل المحافظة بثمن بخس مما أدى إلى خسارة كبيرة تقدر بخمسة ملايين ريال أما أصحاب الناقلات التي كنت اتعامل معها فيطلبون أضعاف وأضعاف ما كانوا يطلبونه في السابق بسبب شرائهم المشتقات النفطية من السوق السوداء بأسعار خيالية”.
استهداف المزارع
أما المواطن/ صلاح النجدي من مديرية القفر فشكلته أكبر من هذا فقد تم قصف مزرعته الكبيرة بصاروخ طيران العدوان.. ويرجع المواطن صلاح أسباب قصف مزرعته إلى أن العدوان يستهدف الأراضي الزراعية مؤكداً أنه لا ينتمي إلى أي حزب أو جماعة ولا يوجد في مزرعته صواريخ أو قنابل أو حتى مسلحون، مبيناً أن مزرعته التي يزرع فيها البذر هي كل ما يملك في هذه الحياة وأنه الآن بدون مصدر دخل آخر فمزرعته التي يملكها تركها له والده عن جده وظل يعيش منه طويلاً لذلك صلاح يطالب بتعويضه التعويض الكامل حتى لا يجد نفسه وأسرته بلا قوت ولا قوة.
زيادة نسبة البطالة
يقول عضو المجلس المحلي في مديرية السدة الشيخ جميل عايش
إنّ أخطر ما يتعرض له أبناء محافظة إب خصوصاً وبقية المحافظات عموماً على المستوى الزراعي والمعيشي هو زيادة نسبة البطالة بشكل لافت فنتيجة قصف طائرات العدوان وانعدام المشتقات النفطية وقلة الأمطار مما أدى إلى قلة توقف الزراعة في كثير من المناطق مما جعل فئة من المزارعين الذين يشكلون نسبة كبيرة من المواطنين عاطلين عن العمل وانقطاع مصادر دخلهم وارتفاع نسبة البطالة تؤثر على المجتمع بشكل كبير.
خسائر فادحة
وعلى مستوى التجار أيضاً فقد يتأثرون بتوقف الزراعة في كثير من المناطق ويتلقون خسائر مادية تساوي تلك التي يتجرعها المزارع فهم جزء لا يتجزء من عملية الدورة الزراعية في اليمن.
من هؤلاء التجار الذين يستوردون المنتجات الزراعية من إب الأخ/ ناجي السماوي من أمانة العاصمة والذي يتحدث قائلاً:-
احترفت التجارة منذ كنت صغيراً حتى صرت من التجار المتميزين واعتمدت في تجارتي على استيراد الفواكه من محافظات إب ودعم السوق في أمانة العاصمة بها واليوم توقفت تجارتي نتيجة توقف إنتاج المحاصيل الزراعية لمن كنت استورد منهم بسبب الحصار المفروض وانعدام المشتقات النفطية واستهداف الناقلات المحملة بالبضايع من طائرات التحالف الغزو الذي لا يفرق بين ناقلات الأسلحة وناقلات المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية.
المواطن يعاني
المواطن هو الآخر يعاني ويتأثر من هذه المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعارها الخيالي.
يقول المواطن/ سيف سالم أحد الباعة المتجولين “صرنا نعاني من إحراج كبير أمام المواطن الذي لم نعد نوفر له جميع احتياجاته بسبب سعر شرائها المرتفع نتيجة تدرجها في السوق ووصلت في المحل إلى مرحلة لا أستطيع أن أفتح يومياً بسبب تعثر وصول بعض المحاصيل الزراعية إلينا”.
وفي وزارة الزراعة التقينا الأخ/ ماجد المتوكل مدير المركز الإعلامي في الوزارة وسألناه عن تدهور القطاع الزراعي والآثار المترتبة على ذلك فرد قائلاً:-
شهد القطاع الزراعي في اليمن نتيجة الحصار المفروض خسائر هائلة تقدر بأكثر من ستة مليارات دولار وهذا الرقم فقط إلى شهر يونيو الماضي وتختلف أسباب هذه الخسائر فمنها تعرض المزارع للقصف ولكن غالبية هذه الخسائر بسبب انعدام المشتقات النفطية وخاصة الديزل.
وحول دور الوزارة في التخفيف عن معاناة المزارعين يقول المتوكل:
نحن هذه الأيام نناقش آلية طارئة وإغاثية للمزارعين والمحاصيل الزراعية أيضاً أما بالنسبة لمشكلة الديزل والمشتقات النفطية فللأسف لا نستطيع عمل شيء حيال ذلك فهذا الوضع تعيشه الجمهورية اليمنية بأكملها وليس قطاع المزارعين فحسب.
وأما بالنسبة لوضع محافظة إب مقارنة ببقية محافظات الجمهورية فقال المتوكل:-
تعتبر محافظة إب أقل المحافظات تضرراً في القطاع الزراعي من غيرها من المحافظات فمحافظة صعدة كانت الأكثر تضرراً بتدمير وإحراق %90 من مزارعها والتي تميزت هذه المحافظة بالزراعة والمزارعين في اليمن منذ بداية القدم وقد أعدينا كتيباً حول خسائر القطاع الزراعي في اليمن منذ بداية الحرب وفيه أرقام خيالية إجمالية وخاصة بكل محافظة على حدة.