الذات المكتفة كصفر
زياد السالمي
“الذات المكتفة كصفر الناتج معها لا نهائي”
أن تقف مكتفا بالعالم قد يعني وجود فرضيات مسبقة في ذاتك تضع سياجا تحول عنك تقبل العالم أو تحررك من ذاتك حسيا، أو قد يعني وقوفك عاجزاً عن الفهم والتعامل مع هذه الجزئية التي لا تحكمها أنت بإدراك داخلي بل مدركاً أن هذه الجزئية هي ارتداد للمكان الذي تقف فيه تلك اللحظة . فالارتباك هو إخفاق تطويع ذاتي لمجريات التناسبية لديك مع الآخر، حينها يحدث الاستفزاز مثلاً قيام شخص بإشهار السلاح في وجهك أنت لم تكن معتادا كانتربولوجيا على فكرة الحدث، هنالك تنظر أنك عاجز عن تقبل الحدث بهدوء وإنما تصبح مرتبكاً ومنفعلاً في الوقت ذاته . هذا من حدود التكتيف التي تساور الإنسان كحسي فيما تأتي مكنة الفهم في ضبط ذلك الانفعال لاحقاً . كل فعل هين في الفهم بدون استثناء وكل شيء قدير في الإحساس بدون استثناء .
إذن التكتيف ليس إلا مجرد إحساس يذوي لحظة الفهم للشيء وفعله يتم إدراك قصديته من نوبات المدرك بكسر الراء انعكاس للخارج كوجهة نظر مهيمنة في الحكم على ذاتك .
وجهة النظر هذه هي ذاتها المهيمنة على المهيمن الخارجي من مهيمن آخر. وهكذا دواليك إلى ما لا نهاية تجد معها أن من الصعب الوقوف كارتداد عكسي إلى نهاية محددة ترسي بالمتأمل على شاطئ البداية . لهذا فلا نقطة انطلاق مع احتمالها في الذات المكتفة كصفر الناتج معها لا نهائي.