عبدالوهاب محمد شمهان
* هذا العنوان ليس تهجما أو استفزازا للمنظمة الدولية أو استخفافا بمكانتها ولما أنشات من أجل تحقيقه وأولها الحفاظ على السلم والسلام العالمي، وفي يوم تأسيسها كنا ننتظر منها ومن العالم أن يضاء اليمن باللون الأخضر وتضاء معالمه صنعاء القديمة, شبام حضرموت, زبيد, الطويلة كوكبان, وثلا , واب القديمة, وجبلة وقلعة القاهرة وبراقش وصرواح ومأرب القديمة وسد مأرب وصعدة القديمة وسورها وقلعتها وقلعة القاهرة حجة وجسر شهارة وجسر مدية ومساجد اليمن وجوامعها التاريخية وحصونها باللون الأزرق لمشاركة المنظمة والعالم باحتفالية تأسيسها لكن الأحداث تدلنا على أن ما يجري داخل اروقتها وأروقة مجلس الأمن الدولي لا تشعل في يمننا ضوء السلام والفرحة وإنما الضوء الاحمر والأسود المنبعث من دوي الانفجارات والصواريخ والقذائف المرعبة ساعية لإطفاء ضوء الرب الساكن في قلوب اليمنيين واطفالهم ونسائهم المؤمنات والعالم يوقد الشموع فرحا وابتهاجا ويردد شعار المنظمة وهي العاجزة عن قول الحقيقة ووقف نزيف الدم اليمني ،ثمانية أشهر من استعراض القوة الأمريكية الغربية وممالك النفط ، ثمانية أشهر من القتل وسفك الدماء والتدمير، والأمم المتحدة تسوف وتخلق المبررات ولم تستنكر العدوان والغزو الأمريكي الغربي ولم تبد اعتراضا على جمع قوات الجنجويد والكولومبيين إلى اليمن ، إنها المشاركة العملية والميدانية للمنظمة أيها الأحرار ، إنه التواطؤ المفضوح أمام شعوب العالم الحر، التواطؤ الذي يزيح أقنعة الدول العظمى ومجلس الأمن وأعضاء الأمم المتحدة ، إنها اليوم تبعد بعد المسافة بين الحقيقة والوهم أو بين الأرض والشمس في تناول قضايا العدوان على الجمهورية اليمنية من قبل التحالف المشارك فيه والمؤيد له اعضاء في مجلس الامن، والأشد وجعا إعلان هذا العدوان من داخل الولايات المتحدة بلد الديمقراطية والحريات وحامية الانسانية كما يقال ، وبلد مقر الامم المتحدة ، هذا الإعلان يعد تحدياً سافراً لشعوب العالم ولكل دعاة السلام وللشعب الامريكي لأنه يؤكد أن تدابير العدوان مرسومة بتفاصيلها داخل البيت الأبيض ، لذلك كان موقف الإدارة الأمريكية موقفا مساندا وداعما سار علي فلكه مجلس الامن بكامل أعضائه لتتوالى تصرفات الغزاة وقسوتهم مستندة على الدعم الدولي الخطأ الذي ارتكب في حق شعب مسالم بحجة اعادة شرعية تعد شأناً داخلياً لليمن ، لكن النية المبيتة لضرب اليمن قائمة في إطار حماية الأمن القومي لدولة اسرائيل وضرب اي رؤية مخالفة لمسار الولايات المتحدة المرسوم وفقا لاستراتيجية الفوضى الخلاقة المعلنة أمريكيا والمنفذة عربيا بانجرار العرب في لعبة عرفوا بدايتها لكنهم لم يحسنوا معرفة منتهاها وهي الحالة التي بدأت بثورة الربيع العربي ( ربيع الفوضى الخلاقة) الذي جند لصالحه منظمة العفو الدولية ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الاقليمية والمدنية والاعلام العالمي ، لتدرج اليمن في اطار التغيير إرضاء الاطماع الغرب ، وتحقيقا لوهم اسمه (أمن إسرائيل) وفي تلك اللحظة ظهرت مراكز القوى المساندة للربيع الامريكي السعودي المتغلغلة داخل الحكومة اليمنية وقواتها المسلحة وأجهزتها الامنية والمؤتمر الشعبي العام والتي سحبت إلى جانبها كل الأحزاب التي تتعارض مع المؤتمر والرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي اعتمد على قيادات صنعت الدمار وفتكت بالحكومة اليمنية. وهكذا رتبت السفارة الأمريكية وحلفاؤها الترتيبات التي تجاوزت حدود السلم والسلمية لتسريع الانتقال إلى مرحلة تسليم السلطة لمن قاد اليمن وفق اجندة محددة مرسومة وبرعاية الدول العشر دول الانتداب وعلى رأسها المملكة العربية السعودية الطبيب المعالج والمتخصص بشؤون اليمن والتي كانت مبعث الاطمئنان والخشية لدى اليمنيين، فالحذر منها واجب وتجنب شرها إلزامي حماية لليمن وخشية مما لا يحمد عقباه وهذا ما كانت تسير عليه الحكومات اليمنية من مداهنة تفرضها ما تملكه المملكة من نفوذ داخلي بأموالها الموزعة ، وهي الجارة والشقيقة الكبرى التي لا تقبل الخروج عنها أو تجاوز خطوطها الحمراء إلا بإذنها ، إلى أن كان اجتياح صنعاء وانتصار ثورة 21 سبتمبر حيث بدأ يلوح في الأفق الجنوح نحو الاستقلال والخروج من الوصاية المفروضة، وعجز التيار الحاكم عن الوقوف في وجه هذا المد والذي أخذ موقف المراقب لتوالي الأحداث وتطورها حتى أجبر أو فرض على أنصار الله المواجهة العسكرية خارج حدود صنعاء جنوبا وشرقا ، وهنا كان استكمال المخطط الامريكي السعودي بإعلان الحرب العدوانية والتي تدخل اليوم شهرها الثامن من الانتقام ، كان نصيب الإرث الحضاري التاريخي والثقافي ونصيب القطاع السياحي الكثير من الأضرار والتدمير التي أصابت البنيه الأساسية للتعليم الأساسي والثانوي والجامعي وما أصاب البنية الأساسية لشبكة الطرقات والجسور والموانئ والاتصالات والمطارات والمراكز الصحية والمستشفيات والقطاع الصناعي والزراعي والسمكي وقطاع النفط والغاز والكهرباء وتدمير المدن والقرى حتى جزر الصيادين المعلومة للقاصي والداني وسفك دماء الأطفال والنساء والأسر والأفراد ، إنه عدوان العالم الحر المنزوع من الإنسانية عالم يتغنى بالديمقراطية وهو من يذبحها، ويتغنى بالحرية وهو من يضعها تحت قدمه ، ويتغنى بالعدل وهو من يدفنه, هذه حقائق شعبنا هو من يعيشها وبلدنا يعاني آلامها وأطفالنا ونساؤنا من صارت دماؤهم بها مستباحة وحياتهم محاصرة ومزارعهم مدمرة وكمائن الموت موزعة في كل واد وقرية, قذائف وصواريخ وقنابل عنقودية أمريكية, فأين يقع هذا العالم وأين تقف شعوبه من هذه الجريمة الإنسانية ،إن اليمن مقتول بتخاذل الأمم المتحدة ومواقفها المفرطة في الصمت ودعم العدوان وتسويفها وتأجيلها للحل لعل وعسى ينبت العدوان نصرا يبيض وجوههم المسودة بانحيازهم للثروة ويرفع عنهم الحرج.
هذه هي الأمم المتحدة اليوم في عيدها السبعين.
Prev Post
قد يعجبك ايضا