تعليق وتصوير / عبدالباسط النوعة
هكذا كانت وهكذا أصبحت، في حارة القاسمي كانت لوحة من جمال تتناغم فيها الألوان ويتطاول فيها البنيان ، ويمتزج الإخضرار بأصالة المعمار بانسجامه القادم من أعماق الزمان ’هنا كانت الروح أقرب للجسد والقلب أصفى للحب، والعين أعشق للجمال.
هنا كانت قبلة السعداء والبؤساء، قبلة الزوار والسياح، هنا كانت تحط أجمل الواجهات الصنعانية رحالها، ومنذ زمن بعيد أستوطنت هذا المكان وأصبحت عنواناً مصوراً لصنعاء الحضارة والتاريخ لدى جمهور العلماء والباحثين، هنا تغنى الشعراء والفنانون وهنا يولي الحزن هارباً من كل بال، ومن هنا انطلقت أصالة المكان كحمامة من غير سرب تطير لوحدها تجوب مواطن هذا العالم الفسيح.
لكن هذا المكان لم يعد ،هنا فرصاصة الحقد القاتلة اغتالته دون ذنب وفي غمضة عين فقد المكان روحه وانسجامه وجماله وبات موحشاً، صاروخ العدوان حول المكان إلى ركام :والصورة تغني عن أي سؤال.