أيحسب (العدوان) أن يترك سدى؟
عبدالله علي صبري
في حالة تبجح غير مسبوقة نفى مندوب آل سعود لدى الأمم المتحدة مسؤولية السعودية وتحالف العدوان عن استهداف مستشفى حيدان بمحافظة صعدة، الذي كانت أطباء بلا حدود تتخذه مركزاً لها، وعاتب المسؤول السعودي أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الذي أدان الحادثة محملا السعودية المسؤولية عنها.
وبرغم أن إدانة الأمم المتحدة ومنظماتها للحادثة لم ترتق بعد إلى مستوى الجريمة المعنية، فضلاً عن صمتها إزاء جرائم العدوان المتوالية بحق الشعب اليمني على مدى ثمانية أشهر تقريباً، إلا أن مجرد التنبيه الأممي كان بالنسبة للرياض أشبه بتجاوز الخطوط الحمراء، فقد توهمت المملكة أنها بمالها قادرة على شراء المواقف والأصوات في مجتمع النفاق الدولي، ولم تتنبه إلى أن العالم بات يضحك من سخافة آل سعود، ويتندر عليهم وهم يصرفون الأموال ببذخ هنا وهناك، فيما عورتهم باليمن تزداد انكشافا وقبحا يوماً بعد آخر.
ما يزال العالم متواطئاً ضد اليمن بصمته على الجرائم البشعة التي ترتكبها دول التحالف، ومع ذلك فإن آل سعود لا يتسامحون مع الأصوات الحرة التي تكشف انحطاطهم وإن كانت خجولة في مضمونها، ولا مع النصائح الناقدة والمحذرة من انهزامهم الأخلاقي في اليمن، وإن ظهرت من أطراف وشخصيات موالية لها.
هذا التبجح غير المسبوق لم يكشف جديدا، ولكنه ينطوي على مخاوف حقيقية يعيشها النظام السعودي بسبب تورطه في المستنقع اليمني، مخلفا وراءه مجازر إنسانية لا تسقط بالتقادم. وبالإضافة إلى خوفه من الرد اليمني المتصاعد، فإنه يخشى بالفعل أن تتسع دائرة المناهضين للعدوان، فتخرج عن السيطرة السعودية الأمريكية، ما قد يدفع في الأخير إلى تحريك دعاوى دولية إزاء جرائم الرياض في اليمن.
لم يفقه آل سعود حقيقة المتغيرات من حولهم، وإذا عرفوا جانبا منها، فإنهم يسعون إلى إنكار ما لا يتفق أو يتماشى مع طموحاتهم في إطالة سطوتهم ونفوذهم بالمنطقة، في غرور ومكابرة تدل على اقتراب ساعة النهاية، ،ما لم يتدارك بقية آل سعود والتكنوقراط من حولهم الأمر، عبر عملية إنقاذية عاجلة تضع حدا للخرف السعودي القائم، الذي وضع المملكة على طريق الانحدار المتسارع.
تعالت الأصوات منذ وقت مبكر – على محدوديتها- ، وهي تحذر آل سعود من مكائد صهيوأمريكية تجرهم إلى الغرق في اليمن سياسيا وعسكريا وأخلاقيا، لكنهم كما كل الأقوام التي حق عليها العذاب الإلهي ( جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا).
تمادى آل سعود في غيهم وعدوانهم، حتى بات إعلامهم يصور جرائمهم وكأنها رسالة إنسانية لإنقاذ اليمن واليمنيين، وبعد أن كانت عاصفة الحزم قد فشلت كلية خلال الشهر الأول من العدوان، فإن جرائم آل سعود باليمن، ما كان لها أن تستمر إلا تحت لافتة ( إعادة الأمل ) كعنوان مضلل ينم عن خداع وقح، انطلى على ضعاف النفوس في الداخل قبل الخارج.
لكن بعد هذا كله.. أيحسب آل سعود أنهم بمنأى عن العقاب؟.
هيهات ..، فعدالة الأرض والسماء تترصد القتلة والمجرمين في كل زمان ومكان!