تحقيق/ رجاء محمد الخلقي
مهاترات وصياح يسكن بيتاً وهُدّمت رغم الوساطات التي تدخل بين الزوجين إلا أن المشاحنات كثرت فينفصلان لأسباب مختلفة..
هنا تأتي قصص كل امرأة مرت بظروفها الصعبة والتي كان بديل زوجها أناس كانوا يحبونها وفجأة ينقلبون عليها بدون سابق إنذار سوى كونها إنسانة مطلقة فأين الأهل والمجتمع ؟؟!!
ظروف تصعب على كل إنسان بالحياة ومتاعبها ويقال ” كلما ضاقت تفرج ” وحياته مليئة بالحزن والسعادة والألم.
ولكن الظروف الأصعب هي تلك المرأة التي عبث بها الزمان وتركها لتأكلها الذئاب ولا ترحمها وتضربها الأمواج ولا أحد يحزن لأجلها لكونها امرأة كانت لها ظروفها وأي ظروف تكون .. أن ترجع مخيبة آمالها أن ترجع شامخة لبيت أهلها لكن هنا المشكلة التي تنتظر تلك المطلقة أمام إعاقات ومطبات وأحزان وكلل وملل ومراقبة وإهانة ولم أقلها إلا بعد أن عرفنا بعض تلك النساء المنكوبات, فأكيد أن المرأة تكون ثقيلة بعد الطلاق وتكون جداً حساسة من أطرف كلمة تقال لها .. وأن الأهل طبيعي أن يراقبوها في كل تصرفاتها لأن سمعتهم من سمعتها.
وتضيف بالقول : ومن ناحية المجتمع عندما يحدث الطلاق تنطلق ألسنتهم ” يمكن بنت فلان تُطلّق” قالوا وقالوا .. ما تخلص من حديثهم وفي الأعراس والتفاريط خاصة الولادات يدور الموضوع حول المطلقة كيف ولماذا وين وكم ” أسئلة لا شأن لهم بها ” وبتصرفهم هذا أحاول تجنب هذه المقابلة من النساء والتخلص منها في وحدتي.
وتسترسل بالقول : لم يمر من طلاقي سوى شهر واحد إلا والنصيب الثالث في الباب حاولت أمي أن تفنش الموضوع بقولها لم تنته عدتها بعد ،،، وما تدري الآن زوجها يريدها ترتاح, ولكني قاطعت بالقول: ” أصابع اليد ما تستويش” إذا فيه نصيب أهلا وسهلاً ووعدناهم أن يأتوا بعد انتهاء العدة وهذا لأجل أن يحترموني أهلي عسى ولعل يكون ابن حلال..
نكد في نكد
ويلعب المجتمع دوراً كبيراً في تحطيم الحياة الزوجية بما يقال ويتردد لم تسلم أم لأربعة أطفال من التدخل في حياتها الشخصية مما أدى إلى الانفصال ولكنها خرجت مع أولادها للمحكمة للمطالبة باسترداد مالها وذهبها فحكت بالقول: لم أكن موافقة في بادئ الأمر بالزواج من أبو أولادي ولكن الزن في آذاني دفعني للموافقة لأنه أخو زوجات أخي تزوجت ولم يكن معه شيء وكنت أملك ذهباً من عزوبتي جمعت ذهبي وبعته لتحسين وضعه وفتحت له مخبزاً تحسن وضعه والحمدلله.
وتضيف بالقول: فجأة تغير من كثر كلام الناس هي تطالب حقها حصلت مشاكل وذهبت بيت أهلي ولكنه تزوج بأخرى فطلقني فخرجت لشقة مع أولادي لتلافي المشاكل مع أهلي لنكون حبايب فالحياة كلها نكد في نكد ولا نسلم من المشاكل مع بعضنا بعض فعلى قول المثل ” ابعد عن اهلك يحبوك”.
الصبر مفتاح الفرج
أما الأخت أ.م فقد وافتنا بالقول: لا أدري كيف قساوة هذه القلوب مع هذه الظروف القاسية فلا عاد نعرف أين المفر!! من الحروب التي فرضت علينا من أعدائنا أو من قساوة الأهل ، مع أبي كنت أتوقع أن رجوعي لبيت أهلي سيسعدهم ولكن ذلك ليس صحيحاً..
حياة مليئة بالحقد والتفكير الغبي والقساوة وأعلم كل شيء عن العادات والتقاليد وأحاول أتجبنها إلا أنهم يركزون على خرجتي ومراقبتي في جوالي حتى شكيت في نفسي، فالأهل يحاصرون الأرمل أيا كانت محاصرة شديدة وهذا كله عشان سمعتهم!!
وتضيف بالقول: لدي من الأطفال اثنان أدرسهما وأصرف عليهما، وكلنا نربيهما في البيت وما يحصل يقولون: اتركي أولادك يعملون وهكذا ورغم ذلك يسمعوني تأويل وأهازيل كرهت حياتي استغربت ولا ادري كيف كنت سأعامل إذا كنت عاطلة عن العمل !؟!؟
تفنن الإذلال
أما علم الاجتماع والنفس فيتحدث عن المطلقات بالقول: إن المطلقات للاسف الشديد من منغصات الحياة لدى الأهالي والخوف منهم أن ترجع من بيت زوجها قاصدة أهلها وأنهم لازالوا يحمّلون المرأة المطلقة المسؤولية ولو حتى كان الحق لها لان العادات والتقاليد والتنشئة الاجتماعية تحتم على المرأة التحمل وان المطلقة تخوض وحدها الحياة سواءً في تربية أولادها أو احتياجاتها الشخصية من دون أحد يساندها وأيضاً إنهن يعانين من النساء المتسلطات في العائلة حيث يتفنن بتوجيه التهم إليهن لانهن مطلقات لذا يجب عليهن الاستجابة للأوامر فقط..
حياة صعبة
أما صفية من همدان فتقول عن تجربة ألمت بها في حياتها الزوجية أنها تزوجت برجل أعجم وكانت حياتها معه مشاكل لم تستطع مواصلة حياتها معه، وانفصلا وتحكى مرارتها بالقول: أول ما رجعت بيت أهلي قد الكلام سبقني لا أعرف كيف عرفوا بأني تطلقت ووصولى فاجأوني بالقول صدق تطلقتي!!… وفي قريتنا يفرحون عندما يجدون ما يتحدثون عنه..
أما بالنسبة للأهل حدث ولاحرج !! طلقش من حلاش ” ما عنده حجة حين طلقش” وكل يوم نفس الاسطوانة والإهانات والشتم والمراقبة الشديدة .. يوصل الأمر ولو أحكي ما يكفي صحف ومجلدات, وتضيف: عندما تقدم لي رجل آخر وافقت دون تردد رغم اني لا اعلم عنه شيئاً وقلت ياصابت ياخابت والحمدالله.. كانت تجربة فريدة..
نار خالي والأجنة أهلي
أم يوسف تقول : كل حياتي مليئة بالمشاكل والضرب والإهانة ولا أنصح أي امرأة أن تتطلق إلا إذا كانت مضطرة، فكنت أنتقل من بيت والدي إلى بيت أخي ومن بيت أخي إلى خالتي وهكذا وكل بيت اُعطى درساً في الأخلاق وكانت النساء يعلقن عليَّ في كل حركة وكل ما أقول..
وتضيف بالقول: أنا يتيمة وكل واحد متزوج ومستقل لحالة المهانة والمعاناة وهنا أوجه رسالتي لكل زوجة أن تصبر فالصبر مفتاح الفرج وكما يقول المثل “نار خالي والأجنة أهلي”.
الصبر مفتاح الفرج
ولا تزال القصص متداولة إلى يومنا هذا حول الطلاق ومرارة الأيام التي تعيشها المطلقات ومنهن أم علاء التي سردت قصتها بالقول: احمل الكثير من الكلام عن الأهل وتغيرهم نحو المرأة إلا أن المرأة التي خلقها الله أحن واعز إنسان في الكون فتعامل كخادمة في منزل أهلها خاصةً بعد الطلاق، لدي طفلتان وعزمت فعلاً على التربية والصرف الذي كانوا يهينوني إذا أعطوني فلوس لبناتي، يخرجوه لي من وسط عيوني بالكلام الجريح والإهانة ولكن سأقول لكم خير الكلام ما قل ودل “الصبر أيتها المرأة المظلومة”.