عينان
لحظة يا زمن
أذهلته عينيها حين أبصرهما وهو يسير على رصيف الشارع مصادفة.
وقف وأرتبش تكاثفت الربشة في الرأس المربوش أصلا.
وكعادته في مثل هذه الحالات وغيرها من حالات الربش .. أن ترتفع بنان يده الوسطى ,لتضرب وسط جبهته ضربات متتالية لتفتح الذاكرة أبوابها المغلقة .
أين شاهدها تلك العينان التي تذهل المجنون , فما بالك بنصف مجنون وهو يتهيأ ليدخل عالم الجنون بكامله !.
وهو مازال ..يضرب وسط جبهته بالبنان , عادت عينيه تمسح الفراغ أمامه وخلفه يتلفت , كانت صاحبة العينين اللتين أذهلتاه في نهاية الشارع .
أصر في الحال أن يلحق بها.
ومخاطبا نفسه :
“وأيش يعني ..وأنا معي شغل اجري يا صاحبي ..انظر في العينين وتأكد!.
استدار ومضى يخطو خطوات سريعة أقرب إلى الهرولة وصل نهاية الشارع وبالكاد وغير الاتجاه ثانية ليكون في مقابل عينيها اللتين أصابتاه بالذهول وأوقعته في حالة ربشه. وقف يأخذ نفسا ودارت عيناه كانت صاحبة العينين قد غاصت في زحام الشارع .
تكاثفت ربشته وتصاعدت أكثر وأحتار قليلا والإصرار يتضاعف داخله .. أن يتأكد فقط .
مجرد تأكد وبعدها سيتفاهم مع ذاكرته الملعونة أين شاهد تلك العينين التي تذهل المجنون ..!. وقف على الرصيف كثرهن تلك الغاديات والرائحات على جانبي الشارع سواد مبثوث وكلما مر به سواد حدق في العينين المدهشتين .
ضائع وشارد وكما هو حاله وقف يسائل نفسه:
وكم من عيون أمامك وخلفك جازعات ورائحات .. أهن تلك العينين فقط ..¿ تستاهل من قال لك تشاور نفسك كثير .. لو كنت تبعتها في الحال لما ضاعت .. تلك العينين المدهشتين عليك