جريمة المخا هل تمر بدون عقاب¿

الجريمة البشعة التي ارتكبها طيران العدو في مدينة المخا أثبتت للعالم كله مدى بشاعة وشناعة نظام آل سعود..تجاهلهم واستخفافهم بالحقوق الإنسانية وعصمة  الدم وحرمة الروح التي جعلها الله أقدس وأكثر حرمة من بيته الحرام وجعل جريمة إزهاقها أعظم عنده وأفدح من هدم كعبته المشرفة..
لا مجال للتشكيك في القصد الجنائي المتعمد وارتكاب الجريمة عن سبق إصرار وترصد. فالمكان بما فيه وما عليه وما يحتويه مدني بحت ولا يوجد فيه أو بالقرب منه أي هدف أو تواجد عسكري…
أناس بسطاء يعمل معظمهم مهندسين في محطة توليد الطاقة الكهربائية. لا ناقة لهم في المعركة ولا جمل لا من بعيد ولا من قريب.. يقدمون خدمة مدنية ويعملون في جهة  مدنية وينتمون إلى عامة الشعب بسطاء الناس ومع ذلك تقصف منازلهم وتهدم على رؤوسهم بكل وحشية وعنجهية وتغطرس فيقتل العشرات ويجرح المئات وتهدم أحياء وكتل سكنية..
هذا هو منطق القوة العمياء التي لا تدين لمبدأ ولا تلتزم بدين ولا تخضع لقانون ولا تكترث بأي حرمة مكفولة أو حق مؤصل..
في العرف العسكري المنحل والذي لا يعنيه مصطلح (أخلاق) نجد أن الغاية لديه تبرر الوسيلة ومهما كانت الوسيلة متوحشة ولا أخلاقية فلا مشكلة ولا قلق ولا تحرج المهم الوصول إلى الغاية وبأي ثمن
تماما كما فعلت أمريكا مع اليابان. فجريمتها في “هيروشيما” و”نجازاكي” لا تكاد تفارق الذاكرة على اعتبارها كبرى جرائم العصر الحديث. والسبب هو ما أبداه اليابانيون من صمود وعزيمة لا تلين في مواجهة الغزاة والمعتدين مما اضطر الأمريكان إلى استخدام السلاح النووي وتوجيهه مباشرة إلى نحور المدنيين والنتيجة كانت هلاك مئات الألوف من البشر والقضاء على المدينتين تماما..
نفس السيناريو تكرر في غزة بعد أن أظهرت مقاومتها الباسلة صمودا وثباتا وتحديا فاق التصور وخالف كل التوقعات حيث عمد الكيان المحتل إلى استهداف المدنيين وقتل أكبر عدد منهم والحصيلة كانت ما يقارب خمسة آلاف شهيد معظمهم والأغلب منهم من المدنيين خصوصا الأطفال والنساء..
ونفس الأسلوب ولذات الغرض والغاية تقصف مدينة المخا أكثر من ثلاثمائة إصابة منهم حوالي مائة شهيد معظمهم من الأطفال والنساء. وبالطبع فالجميع مدنيون ولا علاقة لهم بالحرب ولا صلة..
يريدون كسر إرادة الشعب اليمنيويحاولون عبثا تركيعه وإذلاله وإعادته إلى بيت الطاعة ولو أجبرهم ذلك إلى استخدام أساليب قذرة متوحشة ولا أخلاقية أسوة بأسيادهم أمريكا وإسرائيل..
والأنكأ من ذلك والأكثر إيلاماعندما يحاول المجرم التستر على جريمته وإخفاءها بجرم أكبر وفعل أقبح وتصرف أبشع وأشنع.
تخيلوا لقد أقدم العدوان على محاولة إلصاق التهمة بالضحية مدعيا براءته من الجريمة. وأن القصف كان ناتجا عن سقوط صواريخ كاتيوشا..أطلقت من قبل الجيش واللجان الشعبية..
وعلى الرغم من توغل المعتدي وتوحشه وشراهته في عالم الإجرام إلا أنه ساذج وضعيف في جانب الفبركة وتلفيق الأكاذيب ادعى أنها صواريخ كاتيوشا أطلقها الجيش كدفاعات جوية ولم يسأل نفسه متى كان بالإمكان استخدام الكاتيوشا في مجال الدفاع الجوي ذلك أيضا يعني وجود مواقع عسكرية تطلق منها الصواريخ فلما لم تستهدفها الطائرات المعادية بدلا من قتل المدنيين..
أسلوب المفلس هذا لم ولن يجدي نفعا فقد بدأت بوادر الصحوة العالمية تلوح في الأفق…منظمة هيومن رايس ووتش اعتبرت المجزرة جريمة حرب ووجهت أصابع الاتهام إلى نظام آل سعود في جرأة غير مسبوقة فطالما غضت الطرف وتعامت عن جرائم العدوان اليومية لكن جريمة بحجم وفضاعة وشناعة وبشاعة مجزرة مدينة المخا لم تترك مجالا للتغاضي والسكوت (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

قد يعجبك ايضا