(لكل واحد منكم خزانة في قلبي)
من على سطح ما يسمى في حارتنا (بالدكة) (وهي مكان مرتفع في صنعاء القديمة ومن عادات حاراتها ان تجتمع بها مجموعة نسوة) رايت من بينهن عجوزا مسنة (معروفة طبعا) تملك بنين وبنات ولكنها عانت منهم الأمرين وهي في حالة هدوء غريبة (بالرغم من طبيعتها الضاحكة دوما على ماهو معروف عليها بين جيرانها) وكأنها دخلت في حوارات صامتة ذاتية ولكنها صارخة من داخلها وتصحبها عويل وصراخ وهي لا تكف عن طرح الأسئلة والملامة مبتدئة: هل كانت تربيتها لأولادها صحيحة ¿ أم كانت حياتها على أرضها عبارة عن سد فراغات إملائية أو سد فراغ من ا?جر المبنية منها هذا العالم.وتنهمر عليها ا?جابات أنا لست حمقى حتى أنكر بهذه الطريقة .
أنا قمت بواجبي إلا أن متغيرات الحياة المهرولة قامت بنشر شعاعها في العقول لتشكل فجوة أو هوة من الأفكار غير العقلانية وليست متناهية ليس منها إلا الخراب والدمار للنفس قبل ا?نسانية وهذا لا يعني أن ننسى ا?يجابية, ليقوموا بعد شربها بدور التطبيق المزعومة بالعقلانية على أرض جعلوها خالية من الحب والإنسانية وعمروها بالحسد والأنانية والكره والحساسية.
إن صوتها يبدو من وجهها الخافت مجروحا هزيلا ليس هذا قفط بل ما يخزي ويؤلم أن تأتي نفسي الثانية والمسكوبة في (ولدي ).
ويقول لي: لم تعدك يا أماه! فحسست بانسياب صفعة على خدي المترهل ومع هذا أرد بهدوء وأقول: (لكل واحد منكم يا ولدي خزانة في قلبي الصغير هلا نقبت عليها بكل هدوء متخليا عن أفكارك الهمجية…).
وعلى غرار ماحدثت به الأم نفسها فأرضنا لها زمن طويل تحدث نفسها فتراب وطني الغالي كنبض هذه الأم كروحها وأكثر أعطت كل فرد من خيراتها, ولكل واحد منا خزانة على أرضه فلنحسن اختيار المفتاح ولنحسن استثمارها.
فالأرض الخالية من الإنسانية ليست أرضا ليست وطنا ليست أما. فأرضنا بها عيون وملامح إنسانية وسترفض وتحرق وتلتهم كل من يرضى بغير الإنسانية, فالأرض اليمنية أصبحت مستنطقة لتصرخ وتقول: لكل واحد منكم يا أبنائي خزانة فاتفقوا وابحثوا بسلام وحرية وعزة وكرامة.