الشائعات تخنق حياتنا !!!
ن …………….والقلم
حياتنا تتحكم فيها الشائعات , والهلع , والذعر . الوجه الآخر للأمر , وقد أدمنا عليه , أننا نرتاح للحكاية من أولها , ونلوكها , ونلتها , ونعجنها في دواوين القات , صار اليمني يبحث كل يوم عن حكاية ويؤلفها إذا فوجئ بأن مقيل اليوم لا موضوع له !!! , وللأسف الشديد استمرأت السلطات المتتابعة الأمر فصارت لا تتدخل , ربما عدم تدخلها مقصود , إذ تكون الحكمة في ذلك (( اشغل الناس بأنفسهم )) , تبعا لحكمة يمنية أخرى مفادها (( اشغل القبيلي بنفسه قبل أن يشغلك )) . رسالة تم تعميمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي , لا تدري لها مصدرا , أثارت الرعب , والهلع , والذعر بين الناس , لتمتلئ المتاجر , والمولات , والأسواق بهم يشترون كل شيء , وبدون سؤال حتى عن السعر !!! , وهنا يدرك المتابع الحصيف من المستفيد من الرسالة تأليفا وتوزيعا . لقد ارتفع سعر دبة البترول أرقاما قياسية بعد الرسالة , وأخرج من لديه في المخازن بضاعته الفاسدة ليتخاطفها الناس وبأي سعر أراد !! , ويواصل الدولار ارتفاعه وأخشى أن يصاب بالجنون , كله كوم والصمت المطبق كوم !! , فلم يكلف أحد نفسه وسط هذا الضياع العام أن يقول للناس , ما الحقيقة ¿ وما الذي يجري !!! , لأن الرسالة فقط اكتشفت أن (( الحصار )) بدأ أمس الأول , ونسي المتلقي المسكين المذعور أن البلد محاصر منذ أربعة أشهر وها نحن ندخل الشهر الخامس !! , حتى العقلاء افتراضا نسوا!! , واستسلموا لما أرادته الرسالة !! , ونسي الجميع أننا ندخل الشهر الخامس عدوان وحروب داخلية وحصار !! , لن أقول أين دكاترة علم الاجتماع ¿ ولا طب النفس السلوكي , ولا أي جهة لها علاقة بمحاربة الشائعات , لأن لا أحد موجود !!! , وكل أمورنا تسير بالبركة !! , وحدها شركة النفط أرسلت على استحياء رسالة قالت عنها أنها تنقل ما يدور في ميناء الحديدة , وتطمن الناس أن البترول قادم , لكن لا أحد تناقلها , ولا أي وسيلة إعلامية رددتها , أو نشرتها , على أن نقل الحركة من الحديدة لا يعني حرماننا من المساعدات , والمواد الغذائية تلك التي تتبع التجار , وإلا فيعني أن الشعب مقصود بالحصار !! , فحين يغلق ميناء الحديدة أو تنقل منه الحركة فلا يعني الأمر صنعاء وحدها , بل البلد كله , وعلى من سيتولى أمر المصافي , وميناء عدن أن يدرك أن ثمة شعبا يمنيا هنا في بقية محافظات الشمال , بقي أن أقول لمطابخ الشائعات : أنتم تضرون الغلابى , ومن لا دخل لهم , والموظف تحديدا الذي يدفع الضريبة ويحرم من كل شيء , فإذا حدث أن جاع الناس ومعظمهم كذلك الآن – عودوا إلى إحصائيات الأمم المتحدة – , فالمسؤولية الأخلاقية يتحملها كل من يهيمن على الشأن العام هنا أو هناك !!, وأمام الله أولئك الذين فقط يهمهم بيع كل ما في المخازن , وزعماء السوق السوداء !!!!!!.