ملء الفراغ أول الخيارات الاستراتيجية

يتداول الناس هذه الأيام الخيارات الاستراتيجية في الرد على العدوان السعودي البربري السافر وكل يجتهد ويتحدث عن هذه الخيارات ويفسرها بحسب رؤيته ولأنها خيارات استراتيجيات فيفترض أن لا تكون معلنة ولا يعرفها سوى القلة القليلة حتى تكون مباغتة للعدو ويكون نجاحها مضمونا.
وبالطبع فأنا لن أخوض في هذه الخيارات الاستراتيجية لأني بصراحة لا أعرفها ولم أجتهد كغيري في توضيح وتفسير شيء مجهول بالنسبة لي لكني سأتحدث في موضوع هام يصب في خدمة هذه الخيارات ونجاحها وهذا الموضوع الهام يتمثل في تشكيل مجلس الرئاسة والحكومة في أسرع وقت ممكن حتى تقوم هذه الهيئات بدورها في إدارة الأمور في البلاد من كافة النواحي السياسية والعسكرية والإعلامية والتنموية وتكون عاملا أساسيا في إنجاح هذه الخيارات.
لقد تحدث الكثير حول أهمية تشكيل مجلس رئاسي وحكومة وبعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك بالمطالبة بتشكيل مجلس وطني أو جمعية وطنية تحل محل مجلسي النواب والشورى وتقوم بمهامهما وكنت أنا شخصيا اقترحت في وقت سابق وعقب فشل مفاوضات جنيف بضرورة أن يكون الحل في صنعاء وذلك من خلال قيام الأحزاب والأطراف والمكونات السياسية الوطنية بالاتفاق فيما بينها وتشكيل هذه الهيئات لأن الأمم المتحدة لم تستطع عمل أي شيء ووقفت عاجزة وربما متواطئة مع العدوان السعودي وبالتالي فيجب علينا أن نقوم بواجبنا تجاه بلدنا.
أعتقد أن تنفيذ الخيارات الاستراتيجية سيكون أسهل مع وجود مجلس رئاسي وحكومة وهيئات محلية تقوم بواجبها في حماية الجبهة الداخلية للبلاد والتعامل مع كل المستجدات وإدارة دفة الأمور ومنها الجبهة العسكرية وإدارة العمل السياسي والإعلامي وضبط إيقاع العمل الإداري والتنموي لإفشال أي ردود أفعال من جانب العدو في كافة الجبهات العسكرية والإعلامية والسياسية وحتى محاولته خلخلة الجبهة الداخلية وكذا التحكم في الجوانب الأمنية والتصدي للإشاعات وغيرها خاصة ونحن نعرف كيف يستغل العدو هذا الجانب في تنفيذ عمليات إرهابية عن طريق عناصره وطابوره الخامس المتواجد بيننا وبالتالي فلابد من جهة يناط بها متابعة وضبط كل تلك الأمور.
أعتقد أن الحديث عن أي مواجهة أو رد للعدوان دون أن يكون لنا حكومة وأجهزة وهيئات تقوم بعملها على الوجه الأكمل يعتبر حديثا غير مجد ولن يكون لتلك المواجهة أي نتيجة إيجابية طالما ونحن نعيش في فراغ حكومي وخاصة مؤسسة الرئاسة والحكومة والبرلمان ولابد من تفعيل دور المجالس والسلطات المحلية في القيام بواجباتها وبما يضمن تمتين الجبهة الداخلية وتقويتها في مواجهة العدوان وحتى نضمن التنفيذ الجيد والناجح لتلك الخيارات الاستراتيجية وحتى يكون لنا حكومة وهيئات تمثلنا أمام العالم بدلا من إتاحة الفرصة لأولئك الخونة والعملاء الذين يتحدثون باسم اليمن واليمنيين وهم يقتلوننا ويبيحون دماءنا وأراضينا لعدو خارجي غاشم بل إنهم يدلسون ويكذبون على العالم بشرعيتهم ولأننا لم نشكل هذه الهيئات لتمثيلنا فسيظل العالم ينظر لهم على أنهم يمثلونا وبالتالي فلابد من قطع الطريق على تلك الفرقة من الخونة الذين يعيشون في فنادق الرياض ويأكلون فضلات آل سعود من أجل قتلنا وتدميرنا وعلينا أن نعرف أن أول خطوة في تنفيذ الخيارات الاستراتيجية للرد على العدوان يتمثل في ملء الفراغ ليكون لخياراتنا تأثير ونجاح ونستطيع هزيمة هذا العدو البربري الذي اعتدى علينا بدون أي مبرر أو مسوغ لا من الدين ولا من القانون ولا من المواثيق والأعراف الدولية ولا من الإنسانية أو الأخلاق.

قد يعجبك ايضا