التحالف مع القاعدة في عدن.. وخيارات الحوثي الاستراتيجية
يبدو أن الوضع في اليمن لا يسير نحو الحل بل يتجه نحو «التصعيد الصامت!».. فالسعوديون وحلفاؤهم لم يحققوا شيئا على الأرض والانقسامات التي تحولت الى صدامات مسلحة تنخر مرتزقتهم.. هذا ما كشفه هروب بحاح الثاني إلى الرياض!
في الجانب الآخر نجد أن الحوثي غير مستعجل في برامجه وخططه رغم القصف الوحشي الذي يتعرض له أنصاره وحلفاؤه وكأنه واثق من النتيجة أو أن لديه أوراقا لم يكشف عنها بعد سواء على صعيد السياسة أو ميدانيا..
فالهدوء والطمأنينة التي كست ملامح السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير والصدامات المسلحة التي نشبت بين قوات الهارب هادي وطائرات التحالف من جهة وفصائل من الحراك الجنوبي من جهة أخرى… وأيضا بين ميليشيات هادي والقاعدة التي رفضت أن تسلم الأحياء التي سيطرت عليها في عدن إلى قوات العدوان السعودي ومرتزقة هادي في تكرار سيناريو الموصل بين البعثيين ومن معهم وداعش… حتى وصل الأمر إلى محاولة اغتيال خالد بحاح بعد سويعات من وصوله عدن الأمر الذي اضطره إلى الهروب ثانية حتى قبل أن تنشر صوره التي التقطها في المدينة!
إضافة إلى ذلك فإن حجم التورط السعودي ـ الإماراتي والحديث الذي يدور عن ضباط إماراتيين وجنود يمنيين تم جمعهم من الذين يخدمون في الجيش والشرطة الإماراتية وآخرين دربتهم السعودية يوحي بأن الأمور تسير لصالح الحوثيين بعيدا عن الصخب الإعلامي.. فما هي الأمور التي يراهن عليها أنصارالله وحلفاؤهم:
1- استدراج المزيد من القوات السعودية والإماراتية و… إضافة إلى مرتزقة هادي والقاعدة إلى عدن ومن ثم توجيه ضربة قاصمة يكون تلافي تداعياتها صعبا.
2- إطلاق مبادرة مع الحراك الجنوبي أو مع بعض فصائله التي تتحدث اليوم صراحة عن الخديعة السعودية والمخاطر القاعدية والمرتزقة الأفارقة والخيانة التي يرتكبها هادي بحق اليمنيين والاتفاق على نظام فيدرالي يعطي الجنوبيين حقهم ضمن إطار يمن موحد.
3- انتظار تداعيات الهزيمة السعودية ـ التركية ـ القطرية في سوريا التي تلوح تباشيرها في الأفق.. فهناك المبادرة الروسية المطروحة بقوة وتزلزل الموقف التركي, أو بنحو أدق إدارة الحرب التي يقودها حزب العدالة والتنمية على الصعيدين السياسي والأمني… وما سيتركه ذلك من أثر على الوضع اليمني.
4- اللعب على تناقضات المشاركين في العدوان (السعودية والإمارات ومصر و…) والذي سيؤدي استمراره إلى تباينات أوسع في مواقفهم.
5- إطلاق مبادرة داخلية تقوم على: أولا ملء الفراغ الحكومي بالاتفاق على صيغة مع الحلفاء أو محاولة إشراك قدر كبير من القوى السياسية والقبلية. وثانيا إعلان التعبئة العامة بهدف تأمين الجبهة الداخلية والتوجه نحو تفعيل جبهات الحرب الشمالية مع السعودية.
وهنا يتحدث بعض الشخصيات في أنصارالله عن احتمال الإمساك بالمواقع التي يحتلونها يوميا من الجيش السعودي والتي يخلونها حاليا بعد تدميرها واغتنام معداتها وأسلحتها … وحينها ستضطر السعودية إلى فتح جبهة الحرب البرية التي لازالت تتهرب منها بعد أكثر من أربعة شهور من بدء العدوان الجوي والقصف المدفعي والصاروخي.
تداعيات هذه المسألة ستكون كبيرة على تماسك الجبهة الداخلية السعودية خاصة إذا وقعت إصابات بين صفوف الحرس الوطني الذي يرأسه متعب بن عبدالله.
ورغم أن الإمارات لم تشارك بأبناء شعبها في القوات التي أرسلتها إلى عدن باستثناء البعض من الضباط وضباط الصف إلا أن تبعات هزيمتها في اليمن ستكون مدوية بالنظر إلى أن الإماراتيين لم يألفوا القتل بين شعبهم ولا المقيمين عندهم.. لكن أحداث عدن ووقوف القوات الإماراتية والسعودية بجانب القاعدة وحزب الإصلاح الإخواني كشف عن شبكة ارتباطات واسعة تجمع هذه الأطراف ـ بالتأكيد ـ يعود بعضها إلى فترة ما قبل الاعتراف بحكومة طالبان سنة 1997 والذي تلى اعتراف باكستان والسعودية بها حكومة طالبان التي تحولت إلى حاضنة للقاعدة ولم تسحب الإمارات الاعتراف بها إلا بعد 11 سبتمبر 2001م.
فكيف ستخرج دول العدوان من هذا المستنقع الذي انزلقت إليه.. وما هي ملامح الصفقة التي ستحفظ ماء وجهها وأي ثمن ستقدمه لليمنيين فيما عدا غرامة العدوان وإعمار ما دمرته هي بقنابلها وصواريخها..¿!
لايزال الوقت مبكرا.. وهناك بضعة أشهر حتى نهاية الخريف!
*نقلا عن موقع قناة العالم