حماس (تصفع) عباس!
علي الريمي
بعيدا عن طبيعة الشظايا التي أفرزها ذلك التقارب (غير المفاجئ) بين قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والقيادة السعودية الذي حدث مؤخرا والمتمثل في الزيارة التي قام بها السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس إلى العاصمة السعودية الرياض واللقاءات أو المحادثات غير المعلنة (بالأصح التي طلب الجانب السعودي عدم الإفصاح عنها)! أو حتى الإشارة إليها عبر آلته الإعلامية الضخمة , لكن وسائل الإعلام الدولية تناولت طبيعة تلك الزيارة والهدف الخفي أو الغرض الحقيقي لذلك التقارب!
ولم تجد تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي حاول فيها نفي ما ذهبت إليه وسائل الإعلام العالمية في تعاطيها لطبيعة الزيارة التي قام بها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى الرياض ورافقه فيها القيادي البارز في الحركة الدكتور موسى أو مرزوق الذي يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.
ولم تنطل إيضاحات أو تبريرات الجبير المفضوحة بأن زيارة وفد حماس للمملكة لم تكن زيارة رسمية بل كانت مجرد (عمرة) أي أن الوفد الحمساوي بكامل أعضائه كان متواجدا في المملكة لمجرد تأدية العمرة فقط!
ذلك أن أداء شعائر العمرة لا يتطلب من المعتمر القيام بزيارة مدينة الرياض العاصمة السياسية للسعودية, ويكفي لمن يريد أداء هذه الشعيرة زيارة بيت الله الحرام في مكة وزيارة المدينة المنورة التي يوجد بها قبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فقط لا غير.
قبل التطرق أو الغوص في خبايا وخفايا الزيارة المشار إليها لوفد حماس إلى العاصمة السعودية الرياض وما دار فيها من عروض ومزايدات فإنها أي الزيارة إياها كانت بمثابة صفعة قوية وشديدة وجهتها حركة حماس وهي الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين إلى السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية الذي لا تتعدى سلطاته الرئاسية الضفة الغربية المحتلة وعلى وجه التحديد مدينة رام الله فقط.
في حين تتفرد حماس بحكم قطاع غزة منذ منتصف العام 2007م , حيث طردت الحركة في شهر يونيو من ذلك العام كافة مظاهر الحضور الفتحاوي التي كانت تتواجد في غزة أمنيا وسياسيا الخ…!
ومنذ ذلك الحين لم يتمكن عباس من العودة إلى القطاع إن على المستوى الشخصي أو على صعيد عودة أي من عناصر حركة فتح التي يترأسها السيد أبومازن منذ رحيل رئيسها المناضل ياسر عرفات أبوعمار عام 2004م إلى جوار ربه مقتولا أو مسموما على أيدي إسرائيل وعملائها!
وتكمن أهمية وحرارة الصفعة الحمساوية الحامية الموجهة إلى الرئيس محمود عباس لكون هذا الأخير كان قد طالب في قمة شرم الشيخ نهاية مارس الماضي بعد تأييده للسعودية وتحالفها العشري العدواني على اليمن المتمثل في ما يسمى بعاصفة الحزم, طالب عباس بأن تكون هناك عاصفة حزم أخرى بنسختها الفلسطينية, وكان يقصد بذلك مطالب القمة العربية بشن عملية عدوانية (عاصفة حزم) مماثلة للتي شنتها السعودية على الحوثيين في اليمن ليتم توجيهها إلى حركة حماس المتمردة كما يراها عباس على سلطته أو التي تسيطر على قطاع غزة وتديره بقبضة حديدية وأمنية صارمة!
في باقي التفاصيل عن الزيارة الحمساوية للعاصمة السعودية فقد طالب النظام الحاكم للمملكة من حماس قطع علاقاتها الكاملة مع الإيرانيين مقابل تكفل آل سعود بتوفير الدعم المالي والتسليحي (أشك في هذا الأخير) لفترة من الزمن غير محددة! وأن تتعاون الحركة مع ما تقوم به المملكة في سوريا, لبنان, العراق وصولا إلى اليمن ووو……!!
وفي المقابل ستتكفل السعودية باستمرار سيطرة الحركة على قطاع غزة وضمان إقامة هدنة طويلة الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي!
في المحصلة.. فإن المال السعودي نجح ولو نسبيا في تغيير موقف حماس بل وشرائه بالجملة والتجزئة!¿
وتحويل ولاء الحركة الإخوانية لينتقل من الدوحة وأنقرة إلى الرياض.. وبهدوء شديد ومن دون أي اعتراض سواء من الاتراك أو القطريين!
آخر السطور
كان لافتا أنه وخلال فترة زيارة وفد حماس إلى المملكة إن لأداء العمرة أو لعقد الصفقة المشبوهة أن قطاع غزة شهد تسجيل خمسة حوادث أمنية خطيرة جدا تمثلت في اكتشاف خمس عمليات تفجيرية بسيارات مفخخة كانت تستهدف مقرات ومكاتب لحركة حماس ,وتم إحباط ثلاث منها فيما انفجرت الأخريات وكان تنظيم داعش هو المتبني للعمليات الخمس! فهل من الممكن القول بوجود رابط بين توقيت زيارة مشعل إلى الرياض وتوقيت العمليات الخمس الداعشية¿¿