اب …بدون عبدالعزيز …كيف ¿

ن ……………والقلم

من وحي ما سمعته ذات مساء في القاهرة من المرحوم الكاتب الكبير محمد عودة , صنو الكاتب الاخر والكبير يوسف الشريف , صغت عنواني , كانت القاهرة لحظتها تستعد لتوديع عاشقتها جميلة علي رجاء , من تركت أثرا في الملحقية الاعلامية بسفارتنا بمصر يوم أن كانت لنا سفارة !!! , قال عودة : لا استطيع تحمل أن أرى القاهرة بدون جميلة !!, ولم يسكت فكررها : ((ازاي حيكون شكل القاهرة بدون جميلة)) !! , ذهبت جميلة وتركت القاهرة بدون جمال !!! .
إب وفي اواخر رمضان وهي الخضراء دوما , ونفوس أبنائها أكثر اخضرارا عاشت لحظات مكثفة من الحزن , على رحيل أبو الشباب , أبو النكته الإبية التي تدق في العظم , أبو الفقراء أو شيخهم الإنسان عبدالعزيز الحبيشي , ولك أن تتخيل اب بدون الحبيشي (( سامجة )) بدون طعم حتى لقهوة أو بن الصباح !!! , وانى لنكتة تبقى في الاذهان بعد رحيل أببها , وفارسها . لم أعرف الشيخ مباشرة , ولم نلتق مطلقا , لكنه كان حاضرا لدى ومع كل منا , وكأن على هذه البلاد أن تخسر الرجال الاثقل وزنا في ظروفها الأقسى , فقد ذهب الحبيشي في وقت نحن بامس الحاجة لأمثاله , كانت إب ولا تزال الممر الآمن بين اليمن الأعلى واليمن الأسفل , وليس عيبا أن نقول ذلك فقط إذا اشرنا إلى اليمن جهويا ولا أكثر من ذلك !! , كان بسباس أو مطعم بسباس ملتقى اليمن كلها , كنت إذا تاخر بك الوقت وقد مررت على المطعم فلا تجد ما تسد به رمقك , فتجد من يتبرع بالهمس في اذنك (( إذهب إلى بيت عبدالعزيز الحبيشي وستجد هناك سفرته ممدودة طوال الوقت , فإن وجدتها مزحومة فعليك بسفرة محمد قاسم العنسي فتظل هي الأخرى ممدوده ليل نهار)) , كان العنسي قطب الخير الآخر في إب , ومهوى لكل محتاج وغريب وجازع طريق , ويزيد من يهمس في أذنك بالنصيحة أن يضيف (( وإذا اردت أن تخزن فخذ قاتك وادكي في أحد الديوانين للحبيشي أو العنسي والله يفتح عليك , بعدها واصل سفرك )) , كان الشيخ يردد بلهجة ابناء إب لازمة دائمة (( ما هيش عöجبة )) , لكنها الآن عجبه أن تكون اب بدون الحبيشي أو بدون الخضرة وزرقة السماء وتدفق جبل بعدان ماء زلالا الى نفوس الإبيين , أين اليمن ¿ يكون السؤال في هذه اللحظة الحرجة , حين يقترن تغييبها بذهاب أمثال هؤلاء الناس , فالحبيشي والعنسي وقبلهما الربادي واحمد منصور ابو أصبع ويحيي وعبدالحفيظ بهران , والحداد وباسلامه وووووو, كم سيعد الذي يعد !!! , إب هبة السماء , والثورة الضائعة ثورة 62 كانت هبة إب , ولا تزال اليمن تعول على اب الكثير , فحيث المطر تنبت دائما ثورة , فالثورة دائما هي الوجه الآخر للمطر ….., إب ستبقى , واليمن سيبقي , وإن كان الجرح يكبر في النفوس , لكن عسى مطر إب أن ينبت السنابل في النفوس مرة أخرى , ويا سحول بن ناجي أشبع النفوس الجائعة , ذلك قدرك , ويا إب اكبري كما كبرت دائما وضمي إلى دفترك اسم الحبيشي عنوانا لكل جميل زرعته أرضك في نفوسنا وامطري نفوسنا ثورات,,,,ويا محمد قاسم العنسي ويا عبدالعزيز الحبيشي عليكما رحمة الله تزرع الأرض خضرة في مآقي العيون ………………….

قد يعجبك ايضا