الصوت
لحظه يازمن
..حين سمع الصوت , انتفض من جلسته ,قائما.. لم تكن حاسة السمع وحدها التي استشيرت بل تناغمت كل الحواس . اتجه نحو مصدر الصوت مابين مكذب ومصدق , ..وأنتظر .. أن يعيد الصوت رنته لكن التمني خاب ,
كان مجرد صوت انبعث من أعماق القلب ..كالعادة ..وقي بعض الأحايين ..حين يأخذه التذكر للحنين والوجد القديمين اللذين سكنا القلب وطافت في بحر العيون العابرة دروب الدنيا . وكان حينها .. الصوت يسافر به .. إلى حواف العالم .. ينتشي .. ويتجلى .. كلما انتهت الأغنية .. أو شارفت على الانتهاء .. يكون الوعي والأحاسيس قد داخا وأصابهما الدوار ..يظل الصوت وقد سكن القلب .. هو الزاد والماء.
لكنها الحياة وتداوير الزمن .. ذهب الصوت مع صاحبته , وتبدلت الأمور .. الصاعد يصعد والهابط يغادر . تتالت الأصوات .. تكاثرت .. تغايرت وتعددت .. بفعل المؤثرات الضوئية والألوان الباذخة .. كل تلك الأصوات التي يصاحبها الضجيج .. كانت تعبر خلف الأذان ولا تثير سكنا .. ولا تحرك أشجانا تمر مر الطيف ..وكأنها بلاذبذبات أو رنات . ومع كل المحدثات .. من الرنين الصاخب .. والإثارة المدهشة . كان الصوت .. صوتها .. الهاجع في أعماق القلب .. يستيقظ فجأة .. ويترجع .. الرنين العذب .. فيسرح ويشرد .. يختلج حزنا . ويصاحبه التمني والأمل .. ربما يعود الصوت إلى حواف العالم .. بعد أن لفتة مشاعر عدم الجدوى ..عاد إلى جلسته ..صامتا .. كالعادة .. مجرد تصور .. أمنية كانت ولا تعود.