الأسباب الحقيقية وراء إعلان السعودية المفاجئ هدنة إنسانية في اليمن!!
فجأة وبلا مقدمات وبصورة صادمة لحلفاء السعودية على الأرضأعلنت قيادة دول التحالف في بيان صادر عنها عن هدنة إنسانية في اليمن مدتها خمسة أيام ابتداء من مساء الأحد 26 يوليو الجاريوذلك استجابة لطلب هادي في رسالة وجهها إلى الملك سلمان بن عبدالعزيزلإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية إلى الشعب اليمني فما أسباب ذلك ¿ولماذا غيرت السعودية موقفها من الهدنة الإنسانية ¿
– أثار الإعلان المفاجئ للهدنة الإنسانية استغراب الكثيرين لعدة أسباب أهمها :
1 – التحول الكبير في موقف السعودية من الهدنة وتخليها عن موقفها المتشدد الرافض للهدنة قبل تنفيذ أنصار الله والرئيس السابق اشتراطات شددت عليها في الثلث الأخير من رمضان المبارك كان أهمها سحب قوات الجيش واللجان الشعبية من عدة مدن (عدن وتعز وشبوة ومأرب)ونشر مراقبين أمميين في اليمن للإشراف على توزيع المساعدات وتسجيل أي خروقات قد تحدثومازلنا نتذكر كلام أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف عندما برر عدم التزامهم بهدنة ولد الشيخ أحمد كونها عملا عشوائيا وغير منظم.
2 – جاء الموقف السعودي الجديد في وقت تراجعت فيه الضغوط الدولية المطالبة بالهدنة خاصة مع توقف بان كي مون عن مطالبته المتكررة بالهدنة ووقف مبعوثه إلى اليمن ولد الشيخ أحمد جهوده لإقناع السعودية بهافي حين جازفت الرياض قبل ثلاثة أسابيع برفض هدنة الأمم المتحدة لما يعنيه ذلك من ظهورها في موقف معارض للإرادة الدولية.
3 – جاء الإعلان عن الهدنة في وقت تراجعت فيه الحاجة الماسة لها في عدن بعد دخول المساعدات اليها في الأيام الأخيرة في حين تشددت السعودية في رفض الهدنة عندما كانت عدن تعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقةوكان أبناؤها في اشد حالتهم احتياجا لأي مساعدات ولو بسيطة كونها قد تساعدهم على البقاء أحياءومع ذلك تمسكت الرياض بموقفها المتشدد الرافض للهدنة رغم إدراكها أن جزءا من تلك المساعدات لابد أن يصل إلى سكان عدن حتى مع سيطرة الحوثيين والموالين للرئيس السابق على أجزاء من المدينة.
4 – جاء الإعلان عن الهدنة في وقت شهد فيه الوضع الميداني تحولات هامة في مسار الحرب لصالح السعودية وحلفائها حيث تمكنت السعودية والميليشيات الموالية لها من تحقيق مكاسب ميدانية هامة في عدن وأجزاء من لحج وشبوة في الأيام الأخيرةعلاوة على ان الإعلان جاء في وقت بدأت فيه تلك الميليشيات خوض المعركة الأهم للسيطرة على قاعدة العند الاستراتيجية التي ستتمكن من خلالها من فرض نفسها كأهم الفاعلين في الجنوب مع إحكام سيطرتها على لحج وعدن والضالعومن ثم ظهر توقيت إعلان الهدنة وكأنه محاولة لكبح جماح الميليشيات الموالية لها من حراك انفصالي وقاعدة وسلفيين وفي الوقت ذاته منح قوات الجيش واللجان الشعبية فرصة لاستعادة أنفاسها وإعادة ترتيب صفوفها.
مبررات غير مقنعة
– في محاولة لإخفاء الأسباب الحقيقية الكامنة وراء إعلان الهدنة الغريببدأ تسريب بعض المبررات غير المقنعة لإعلان الهدنة وذلك عبر نشطاء ومواقع إعلامية محسوبة على هادي وجماعة الإخوان ومن تلك المبررات :
1 – التلميح إلى ضغوط أمريكية مورست على السعودية بعد ساعات من ارتكابها مجزرة ميناء المخا-التي راح ضحيتها أكثر من 150 شهيدا و200 مصاب اغلبهم أطفال ونساء وكبار في السن- لكن تواطئ أمريكا وتقديمها الدعم اللوجستي للسعودية في حربها على اليمنوتجاهلها لعشرات المجازر التي ارتكبها الطيران السعودي طوال الأربعة أشهر الماضية يجعل مسألة الضغط الأمريكي غير مقنعة للكثيرين .
2 – التلميح إلى ارتباط إعلان الهدنة بالأخبار التي تحدثت عن مفاوضات بين دبلوماسيين أمريكيين وبريطانيين وإماراتيين مع وفد المؤتمر الشعبي في القاهرة من أجل إيجاد تسوية سياسية لوقف الحربلكن المؤتمر الشعبي نفى إجراء تلك المفاوضاتوتأكيد الرئيس السابق أنه لن يغادر اليمن على اعتبار أن ذلك من أهم مطالب الرياض وحلفائهاالأمر الذي يضعف احتمال ارتباط الهدنة بتلك المفاوضات.
3 – إرجاع الهدنة إلى سفر الملك سلمان خارج السعودية كما ذهب إليه عدد من نشطاء جنوبيين محسوبين على حزب الإصلاح لكن المعروف أن من يقود الحرب على اليمن هو محمد بن سلمان والى جانبه محمد بن نايف كما أن زها يمر الملك جعله ابعد ما يكون عن القيام بأي دور فعلي في قيادة الحرب أو كما قال محمد حسنين هيكل أن الملك غير حاضر بصورة كافية مايعني أن مغادرة الملك خارج السعودية لاعلاقة لها بالهدنة.
4 – التلميح إلى أن هدف السعودية وحلفائها من الهدنة هو محاولة لتثبيت سيطرتهم على عدن عبر استغلال أيام الهدنة لإنزال ونشر مزيد من القوات فيها كما ذهب إليه بعض إعلاميي ونشطاء من المؤتمر الشعبيلكن عملية انزال القوات والمعدات مستمرة أصلا منذ نحو أسبوع ومن دون الحاجة لإعلان مثل هذه الهدنة .
الأسباب الكامنة وراء إعلان الهدنة :
يكشف الإعلان المفاجئ للهدنة عن صراع متصا