اليمن.. مصطفى الفقي عندما يلطخ لسانه بالدم اليمني

الذين تابعوا التصريحات الأخيرة للسيد مصطفى الفقي المستشار السابق للرئيس محمد حسني مبارك لعلهم وقفوا على ما نزل إليه الرجل من مستوى في التحليل السياسي وفهموا بنفس المناسبة كيف تحولت بعض الألسنة المصرية إلى خناجر مسمومة ضد دول المقاومة ورموزها وباتت مجرد كيانات لقيطة تسوق للمشروع الصهيوني برمته المعلوم أن مصر بعد أن تهاوت وسقطت في عرين إسرائيل منذ سنوات قد بات هم ما يسمى بقياداتها السياسية وهم جملة من العملاء مثل أحمد أبو الغيط واحمد ماهر نبيل العربي مصطفى الفقي إلى غير ذلك من القائمة الطويلة العريضة كل همهم هو تلميع صورة المشروع الصهيوني في المنطقة العربية مقابل الرشاوى والأموال التي تدفعها السعودية بسخاء على هؤلاء العملاء .
لا نستغرب موقف مصطفى الفقي فالرجل متعود على تدوير الزوايا ولكن من الواضح أن السعودية قد دفعت هذه المرة ودفعت بسخاء حتى تفكك عقدة لسان المستشار السياسي السابق لأكبر رئيس عميل في الشرق الأوسط وحين لا يجد هذا الرجل حرجا من التصريح علنا بأن ضرب اليمن هو من ضروريات الأمن القومي العربي وأنه على نظام الثلاث ورقات السعودي المتعاون مع إسرائيل ومصر أن يحسم المعركة البرية بطرد القوى الثورية المعارضة للمشروع السعودي وإعادة تنصيب العميل عبد ربه منصور فمن الواضح أن “سيادة المستشار السابق ” قد تغافل عن شيء مهم ومن أبجديات المعرفة السياسية يتعلق بمفهوم سيادة الدول مفهوم يقره ميثاق ما يسمى نفاقا بالجامعة العربية وميثاق الأمم المتحدة والذي يعتبر أي تدخل مهما كان نوعه وبأية طريقة دون تخويل صريح من مجلس الأمن هو اعتداء على دولة ذات سيادة تترتب عنه تداعيات خطيرة على السلم العالمية ويمثل سابقة خطيرة في العلاقات العربية – العربية ولكن ” سيادة المستشار ” المتعود على التصرفات الصهيونية المتجاوزة للقوانين الدولية قد أسقط نفس هذا المفهوم على التصرفات السعودية .
يعتبر ” سيادة المستشار” أن انخراط مصر في هذه العملية الاستعراضية الدموية القذرة التي تستهدف وحدة اليمن واستقراره هي عملية ” ذكية” لأن ضرب اليمن هو ضرب لإيران وما سماه نفاقا بأهداف وطموحات إيران في هذا البلد وفي هذه المنطقة الساخنة من الجزيرة العربية وحين نفهم أن إسرائيل هي المستفيدة الكبرى من ضرب اليمن نفهم بقية الخفايا والإشارات التي تسعى بعض الأطراف السياسية العربية للتعتيم عليها بالقول أن هذه الحرب الدموية “الذكية” لها علاقة متينة بما يسمى اصطناعا واصطلاحا بالأمن القومي العربي الذي يعلم الجميع أنه مجرد كلام إنشائي ومخزون لا ينضب يلتجأ إليه الخائبون في الجامعة العربية لإخفاء عمالتهم القذرة وميولاتهم الصهيونية ولعله من المفارقات المهينة للمنطق أن يتجاهل سيادة ” المستشار السابق ” وجود وإرادة الشعب اليمنى ويعتبره نسيا منسيا في خضم هذا التحليل في حين أن كل الوقائع على الأرض تنطق بأن هذا الشعب يرفض تماما الاعتداء عليه تحت أي مبرر حتى لو كان بما يسمى بضروريات الأمن القومي العربي .
لا يستحي “سيادة المستشار” أن يبرر الاحتلال المصري لليمن زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ويعتبره أيضا من ضروريات الأمن القومي المصري هذه المرة بل أنه يذهب إلى حد التصريح بأن السعودية قد حاربت مصر آنذاك من باب الأمن القومي السعودي الرافض للتمدد الاشتراكي في تلك المنطقة وهما إذ يلتقيان اليوم في نطاق عاصفة الحزم الدموية فهما يخدمان هذه المرة ما سماه “بضروريات الأمن القومي العربي” وهي عبارة ومصطلح تخريفي لا يحمل أية دلالة ملموسة على الأرض وحين يعتبر المفكر والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل عاصفــــــة الحــزم والتدخل المصري في اليمن بالكارثة والخطأ التاريخي ويبشر هؤلاء المنخرطين في هذه المؤامرة بالفشل المعلن والمسبق نظرا لرباطة جأش الشعب اليمني ورفضه الوجود السعودي وقدرته على مواجهة هذه المؤامرة فلا يزال “سيادة المستشار” غارقا في أوهامه الصهيونية بأن هذه الحرب القذرة هي ضرب لما سماه بالمشروع الإيراني في المنطقة مع أن وزير الإعلام زمن الرئيس عبد الناصر لا زال على منطقه الثابت بأن السعودية تجر مصر في علاقتها بإيران إلى مأساة سياسية و اقتصادية حقيقية لأنها تدمر كل إمكانيات التعايش المتوفرة بقوة مع إيران خدمة للمشاريع الصهيونية وأنه ورغم كل ذلك فلا يزال في قدرة مصر إعادة ترتيب أوراقها وأولوياتها لتلعب دورا ايجابيا وليس دورا تخريبيا أو هامشيا أو تكميليا للدور السعودي يقول السيد هيكل في النهاية: إن اليمن بركان نائم سوف ينفجر ويهز المنطقة اليمن قضية تحتاج إلى علاج اليمن تكوين معقد والسؤال كيف نعالج الأمر بالحرب أم بالمفاوضات الهادئة إسرائيل على باب المندب الدول تتحرك حسب موازين القـــوى والسعودية موازين القوى ليست لصالحها هذا درس بليغ لسيادة المستشار لعله

قد يعجبك ايضا