اليمن لا ينكسر .. والتاريخ لا يغفر!!

جميل مفرح

من مظاهر الواقع الحقيقي الملموس والمشهد العام لليمنيين وهم يحتفون بمناسبة عيد الفطر المبارك في ظل عدوان ظالم قاتل لم يتراجع ولا يتورع عن ارتكاب حماقات وجرائم القتل وسفك الدماء واستهداف الأبرياء والمنشآت العامة والخاصة والمؤسسات الخدمية ولا يخشى في ذلك لائمة ولا عاقبة أو يتوانى عن أن يكون مذنبا في حق البشرية والدين والقومية… نعم بالرغم من ذلك تجد اليمنيين وهم  يحتفون بهذه المناسبة في شكل من أشكال المقامة وإظهار البأس والقوة والعزيمة التي لا تنثني أو تتراجع أو تتقهقر على أن يثبتوا للعالم أجمع أنهم أولو بأس شديد ويؤكدون على أن مدى صمودهم وتحديهم للصعاب أبعد وأبلغ مما قد يحتمله سواهم من البشر!!
* من تلك المظاهر وما يلازمها من ملازمات وتفاصيل تدرك حقا أنك أمام شعب عظيم قوي لا يمكن بأي حال من الأحوال ثني إرادته إذا ما أراد ومن أبعد المستحيلات قهره وهزيمته/ أيا كانت القوة التي تريد ذلك أو التي استجمعت واستحضرت لتفعل ذلك..
نعم نغضب ونقاوم ونقاتل بل ونموت في كل لحظة ولكننا لا ننسى أيضا أن نأخذ حقنا من الفرحة التي اعتدنا أن نكون مصباحا من مصابيحها وأن  نهيئ لها مكانها ومواقيتها وطقوسها ومستلزماتها.. فالفرحة حق من حقوقنا وإن كنا قد عرفنا على امتداد الأزمان والحضارات بأنه لا أبلغ منا في الجود والكرم والتسامح فإن مما عرفه عنا التاريخ أيضا أننا أصعب من أن نلين لظرف من الظروف أو نازلة من النوازل وأقوى من أن ننكسر لباغ  معتد البغي علينا أو متعد أراد بنا وبوطننا وإنسانيتنا شرا أو مكروها!!
هكذا عرفنا العالم .. أو على الأقل هكذا عرفنا أنفسن واعتزازنا بذلك أيما  اعتزاز وأثبتنا لكل الشهود والظروف والأحوال ورغم المتغيرات أيا كانت صعوباتها وأشكالها أننا آنف من أن ننحني لعاصف أو عارض وأبسل من أن يسلبنا ظرف من الظروف أو متغير من المتغيرات حقنا في الحياة الكريمة أو يسرق منا بشر ما ما نستحق من الفرحة والابتسام والاحتفاء بمناسبة من مناسباتنا بل وأننا أذكى من أن  ننهار ونهزم لخديعة ماكرة أو لأمر دبر في ليل للإحاطة بنا وبوطننا والعبث في كيفيات وجودنا وتواجدنا .. ولعل أقرب ما نستشهد به على ذلك ما عشناه ونعيشه منذ أكثر من أربع سنوات من التآمر والخديعة والحضر المكيدي ووصولا إلى العدوان الشرس والعنيف الذي كان بمثابة خيار أخير لكسرنا والإطاحة بنا بعد أن خسرت وفشلت مختلف الأساليب الأخرى..
نعم كل ذلك وأكثر وأقسى وأبلغ منه فقط لأننا اليمانيون الذين لن تجد البشرية حقا من يضاهينا أو ينافسنا عزيمة وشدة وبأسا.. ويعلم الجميع ذلك غير أنهم لا يأخذون عبرهم من الزمن والتاريخ ولا يريدون أن يؤمنوا بذلك مهما ثبت لديهم وصار من المسلمات..
ومع ذلك لا بأس فليجربنا  المجربون وليزيدوا اليقين مزيدا من التأكيد ماداموا مصرين على ذلك وليخوضوا حروبهم وليضاعفوا خطيئتاهم فالخطيئة أيا كانت لا يمكن أن تمحو خطيئة ولا يمكن أن تغدو غير كونها خطيئة مذمومة سنحاسبهم عليها يوما وسيحاسبهم التاريخ  وإن كنا كيمنيين مشهورين بالتسامح والعفو وسعة البال والتراحم وهي صفقات اشتهرنا بها دون سوانا فإن التاريخ ليس بتسامحنا وعفونا وسعة بالنا وتراحمنا أبدا .. التاريخ دائما أعدل الشهود وإن رأى البعض قسوة في عدالته.. نعم التاريخ ليس إنسانا يمنيا متسامحا .. إنه لا يغفر .. إنه لا يرحم.

قد يعجبك ايضا