معركة عدن انتظروا الخواتيم ¿!”

 هشام الهبيشان
إن ما جرى بعدن خلال 72ساعة الماضية يؤكد إن هناك حربا شعواء تشنها السعودية وبعض من يدعمها بحربها على اليمن فاليوم هناك معلومات موثقة تقول إن الدولة اليمنية تتعرض لحرب استنزاف كبرى وتشير إلى أن هناك ما بين 23 إلى 27 ألف مسلح محترف يقاتلون في شكل كيانات مستقلة مثل “القاعدة” أو في صفوف ما يسمى “بمليشيات المقاومة الشعبية وأنصار هادي” وتفيد المعلومات عينها بأن هناك مخططا ما تحضره بعض القوى الإقليمية يستهدف إدخال الدولة اليمنية بكل أركانها في حرب استنزاف طويلة عن طريق الزج بآلاف المقاتلين المحترفين إلى ساحات المعارك وهؤلاء معظمهم عبارة عن أدوات في يد أجهزة استخبارات الدول الشريكة في الحرب على اليمن.
إن أدوات الحرب المذكورة كادت خلال فترة ما أن تنجح في إسقاط الدولة اليمنية في الفوضى العارمة لولا يقظة القوى الوطنية اليمنية منذ اللحظة الأولى لانطلاق الحرب عليها فقد أدركت هذه القوى حجم خطورة الحرب مبكرا وتنبهت لخطورة ما هو قادم ورغم ما جرى بعدن ورغم حجم الدمار الهائل الذي أصاب اليمن بعد أكثر من 110أيام من العدوان مازال واضحا أن اليمنيين يملكون من جولات الصمود جولات وجولات.
ومع استمرار فصول الصمود اليمني أمام موجات الزحف المسلح بمحيط مدينة عدن من قبل هذه القوى وانكسار معظم هذه الموجات سابقا على مشارف مدينة عدنومع خسارة الجيش اليمني وحلفائه أنصار الله لجزء كبير من مدينة عدن اليوم فاليوم تسعى الدول الشريكة في الحرب على اليمن إلى  الانتقال إلى حرب الاستنزاف لكل موارد وقطاعات الجيش اليمني وحلفائه في محاولة أخيرة لإسقاطهم.
ورغم حجم الدمار الذي أفرزته حرب الاستنزاف للجيش اليمني وحلفائه فما زال الجيش اليمني وحلفاؤه ممثلين بالقوى الوطنية قادرون على أن يبرهنوا للجميع أنهم قادرون على الصمود والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش اليمني وحلفاؤه “أنصار الله” والتي انعكست مؤخرا بظهور حالة واسعة من التشرذم لما يسمى “بأنصار هادي والمقاومة الشعبية” و”القاعدة “بمناطق واسعة بشمال وشمال غرب وجنوب اليمن .
ومن هنا نستطيع أن نقرأ ومن خلال ما جرى مؤخرا بمدينة عدن أن الأدوار والخطط المرسومة في شن الحرب على اليمن قد تغيرت وآخر الخطط التي ما زالت تعمل بفعالية نوعا ما حتى الآن على الأرض هي حرب الاستنزاف للجيش اليمني وحلفائه وإذا استطاعت “مرحليا”القوى الوطنية اليمنية أن تصمد وبقوة كما صمدت أمام خطط سابقةفستشغل استراتيجية إضعاف وإسقاط الجيش اليمني وحلفائه والسبب أن خطة الاستنزاف التي تنتهجها أطراف العدوان على اليمن لها أمد معين وستنتهي بانتهاء مدة صلاحيتها وبذلك تكون اليمن الدولة أمام آخر خطط الحرب غير المباشرة عليها بعد أن تحسم مبكرا هذه الحرب المفروضة عليها.
ختاما ما جرى بمدينة عدن اليوم يحتم على القوى الوطنية اليمنية وبكل أركانها تمتين الجبهة الداخلية أكثر وأكثر حتى وإن كان ذلك على حساب تنازلات مجتمعية مصالحات وطنية كبرى وعقلانية تقوم بها هذه القوى الوطنية للتخفيف من وطأة وآثار هذه الحرب على البنية المجتمعية الداخلية باليمن وإن نجحت في ذلك واستطاعت بناء تحالفات جديدة مع قوى مجتمعية وسياسية في الداخل اليمني من خلال تنازلات عقلانية ومهيكلة تقدم لهذه القوى ستكون بلا شك قد قطعت شوطا كبيرا في مشروع الانتصار الأكبر على حلف دولي كان وما زال يطمح إلى إسقاط الدولة اليمنية بكل أركانها ولمن يحتفلون بانتصار عدن الإعلامي أقول لهم لا تتسرعوا وانتظروا خواتيم المعركة فالحرب سجال صولات وجولات ولننتظر خواتيمها….”وكل عام والشعب اليمني الحر وعموم الأمتين العربية والإسلامية وكادر عمل صحيفة الثورة وجميع القراء الأعزاء  بألف ألف خير بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وأتوجه لله تعالى بخالص الدعوات بأن يعيده على الأمتين العربية والإسلامية  بالخير واليمن والبركة” ….
* كاتب وناشط سياسي – الأردن.
 

قد يعجبك ايضا