اليهودي في أدب شكسبير!!
في غرب العالم وشرقه تشتهر شخصية اليهودي المرابي المحتال الماكر ومن المفارقات الغريبة أن بني إسرائيل يملون على العرب وحدهم رغباتهم في تقديم شخصياتهم على أرفع مستوى ويحرمون عليهم الكلام عن حقيقتهم.
هذا التدخل وهذه الحساسية لا نجدها حاضرة في الغرب حيث تباع وتمثل مسرحيات مثل “تاجر البندقية” لشكسبير الأديب العبقري الانجليزي.
في هذه المسرحية مثلا يقدم شكسبير شخصية المرابي اليهودي “شيلوك” الذي يقرض تاجرا مبلغا من المال على أن يعيده في موعد محدد وإذا لم يؤده في الموعد المحدد فيكون من حق “شيلوك” أن يقطع من فخذ المدين مقدار رطل من اللحم ويحدث أن التاجر يفلس ويتأخر في أداء دينه فيطلب “شيلوك” من سلطات القضاء في البندقية تنفيذ العقد ويتقدم الكثير لسداد الدين ويطلبون منه التنازل فيرفض “شيلوك” ويظل ملحا على تنفيذ الشرط الموجود في العقد تنفيذا للقانون ولا يأبه بلعنات الناس واحتقارهم له وهو يحد سكينه وتحتار السلطات القضائية في المدينة ماذا تفعل فيأتي في الأخير قاض شاب من مدينة أخرى ويتولى البت في القضية يقرأ العقد فيقول هذا العقد واجب التنفيذ ويطلب إحضار ميزان وسكين ويقول “لشيلوك” تفضل واقطع رطلا من فخذ صاحبك وفق العقد فيفرح “شيلوك” ويصرخ يحيا العدل ثم يقول القاضي: “ولكن إياك أن تزيد عن الرطل شيئا أو تنقص شيئا ثم إني لا أرى في العقد أي ذكر لغير اللحم فإياك أن تريق قطرة دم وأنت تأخذ حقك” ويتحول استبشار “شيلوك” إلى فزع ويريد أن يتخلى عن القضية فيقول له القاضي “إلى أين¿ إن قانون البندقية ينص على عقوبات لأنك أزعجت السلطات وأشياء أخرى وهذه عقوبتها مصادرة نصف مالك وسجنك.”
والمهم يصاب “شيلوك” بالشلل في الحال وفي المسرحية تفاصيل كثيرة مذهلة.
المهم أن شخصية “شيلوك” المرابي اليهودي أصبحت جزءا من ثقافة الغرب الشائعة ولكن اليهود لم يطلبوا من ملكة بريطانيا ولا رؤساء غيرها من الدول أن يتدخلوا بحذفها ويفعلون ذلك مع غيرهم للأسف.