خواطر رمضانية – (10)…ابن الفارض سلطان العاشقين
قفú بالدöيارö وحيö الأربع الدرسا
ونادöها فعساها أن تجيب عسى
وإنú أجنك ليل منú توحشها
فاشعلú من الشوقö في ظلمائöها قبسا
يا هلú درى النفر الغادون عنú كلف
يبيت جنح الليالي يرقب الغلسا
فإنú بكى في قöفار خöلتها لججا
وإنú تنفس عادتú كلها يبسا
تلك الليالي التي أعددت منú عمري
مع الأحبة ö كانتú كلها عرسا
لمú يحل للعينö شيء بعد بعدهمö
والقلúب مذú آنس التذكار ما أنöسا
يا جنة فارقتها النفس مكرهة
لولا التأسöي بدارö الخلدö مت أسا
****
في التراث الصوفي من شعر المحبة الإلهية معين لا ينضب من الأحاسيس والمشاعر الخالدة التي تحرك الوجدان وتخلق الحنين والشوق إلى فضاءات الروح المفارقة لوطنها الأزلي.
اشتهر في العالم الإسلامي شعراء صوفيون أضحت أشعارهم حادية الأرواح في سائر أصقاع العالم الإسلامي وابن الفارض أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي ولد وعاش في مصر نهاية القرن السادس الهجري وبداية القرن السابع واحد من أشهرهم.
ابن الفارض لقب بـ”سلطان العاشقين ” والمقصود طبعا هو العشق الإلهي ومحبة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وليس غيرها.
وقد جاء هذا اللقب من قوله في إحدى قصائده يخاطب معشوقه:
يحشر العاشقون تحت لوائي
وجميع الملاح تحت لواكا
وهو يؤكد معنى التقدم والإمامة في مقامات العشق في كثير من أشعاره فتأمل قوله مثلا:
نشرúت في موكöب العشاقö أعلامي
وكان قبلي بلي في الحب أعلامي
وسöرúت فيه ولم أبúرحú بدوúلتöه
حتى وجدúت ملوك العöشúقö خدامي
ولم أزلú منذ أخذö العهدö في قöدمي
لكعúبةö الحسúنö تجريدي وإحرامي
وأكثر من ذلك قوله:
زدي بفرطö الحبö فيك تحيرا
وارحمú حشى بلظى هواك تسعرا
وإذا سألتك أنú أراك حقيقة
فاسمحú ولا تجعلú جوابي: “لن ترى”
قل لöلذöين تقدموا قبúلي ومن
بعúدي ومن أضحى لأشجاني يرى
عني خذوا وبي اقúتدوا
وتحدثوا بصبابتي بين الورى
ولقدú خلوت مع الحبيبö وبيننا
سöر أرق مöن النسيمö إذا سرى
وأباح طرفي نظرة أملتها
فغدوت معروفا وكنت منكرا
فأدöرú لöحاظك في محاسöن وجúهöهö
تلúقى جميع الحسúنö فيهö مصورا
لوú أن كل الحسúنö يكمل صورة
ورآه .. كان مهللا ومكبرا
***
في قصائده التي ضمها ديوانه نجد نمطا فريدا وخالدا من الشعر العذب السهل المتفرد.